الدكتورة منى عبد الخالق تكتب: تأثير الميكروب السبحى Streptococcus على الاسماك وانتقاله للإنسان
الإستزراع السمكي يعتبر مصدرا لغذاء جيد من الأسماك الطازجة التي تتميز بأرتفاع القيمة الغذائية وسهولة هضمها وأحتوائها علي نسبة عالية من البروتين والفسفور والأملاح المعدنية والفيتامينات الهامة لبناء جسم الإنسان وصحتة وهو بذلك يعتبر بديلا جيدا للحوم البيضاء والحمراء. ان الإستزراع السمكي وسيلة فعالة وسريعة لزيادة الناتج القومي من الأسماك وبالتـالي زيـادة متوسـط نصيب الفرد من البروتين الحيواني والحد من الفجوة الغذائية السمكية . يعتبر الميكروب السبحى الممرضٍ Streptococcusمن أخطر الأمراض الوبائية التى تصيب أسماك البلطى فى الوقت الحالى على مستوى العالم محدثاً خسائر إقتصادية كبيرة نتيجة إصابة الأسماك الكبيرة ومعدلات وفيات عالية. يصيب ايضا أنواع عديدة من الأسماك مثل أسماك المياه العذبة والبحرية المستزرعة والحرة.
انواع الميكروب السبحى Streptococcus :
Streptococcus agalactiae and Streptococcus iniae يعتبر هذان النوعان الاكثر شيوعا فى البلطى اكثر من الانواع الاخرى.ومن اهم خواص الميكروب انه ينتمى الى مجموعة من البكتريا الموجبة الجرام .
الاعراض التى تظهر على الاسماك اثناء الاصابة :
تنقسم الاعراض الى اعراض ظاهرية وتشمل تغير السلوك الطبيعى للاسماك المصابة حيث تقوم بالدوران ويظهر الانحناء بالجسم وأعراض عصبية نتيجه اصابة البكتريا للجهاز العصبى المركزى , بالاضافة الى جحوظ العين ووجود تعتيم احادى او ثنائى للعين وممكن حدوث نزيف بالعين . أنزفة وقرح حمراء فى الثلث الاخير من جسم السمكة,بالاضافة الى وجود خراريج كبيرة وتاكل الجلد من على جسم السمكة وعند قاعدة الذيل حيث تحتوى تلك الخراريج على مادة قيحية وتبقى فتره طويله اثناء فترة العلاج.
يسبب الميكروب السبحى انزفة خارجية وقرح وتظهر هذه الانزفة حول الفم او عند قاعدة الزعانف مع احمرار حول فتحة الشرج والفتحة التناسلية.
الصور توضح انحناء بالجسم والدوران نتيجة الاصابة بالميكروب السبحى Streptococcus فى اسماك البلطى النيلى.
الصور توضح جحوظ ثنائى فى العينين مع تعتيم فى العين نتيجة الاصابة بالميكروب السبحى Streptococcus فى اسماك البلطى النيلى.
الصور توضح جحوظ احادى فى العينين مع تعتيم وانزفة فى العين نتيجة الاصابة بالميكروب السبحى Streptococcus فى اسماك البلطى النيلى .
الصور توضح انتفاخ فى البطن مع وجود انزفة على فتحة الشرج نتيجة الاصابة بالميكروب السبحى Streptococcus فى اسماك البلطى النيلى .
الصفة التشريحية:
تشمل وجود استسقاء وتجمع السوائل فى البطن مع تضخم الطحال والكلى والمرارة. اعراض التسمم الدموى حيث تصل البكتريا بسرعة الى الدم وتنتشر فى الاعضاء الداخلية مما يسبب انزفة والتهابات فى الكبد والطحال والكلى والقلب والعين. فى حالات العدوى الشديدة تكون العدوى مزدوجة باصابة انواع اخرى من البكتريا مثل Aeromonas spp فى المياة العذبة و vibrio spp فى المياه المالحة.
وبائية المرض :
الاسباب التى تؤدى الى الاصابه بالميكروب السبحى Streptococcus:
تعرض الاسماك فى المزارع للاجهاد مثل: ارتفاع او التغيير المفاجئ في درجات الحرارة , تغير نسبة الاكسجين الذائبة في المياه, زيادة نسبة الأمونيا او النيتريت عن الحد المسموح به, زيادة كثافة الأسماك والإزدحام في وحدة المساحة, سوء التغذية , التلوث العضوي للمياه وزيادة الملوثات الكيميائية, الاجهاد أثناء تداول ونقل الأسماك, يؤدى الى تقليل مناعة الاسماك وبالتالى انتقال الاصابة من الاسماك المصابة الى الاسماك السليمه انتقال افقى او من البيئة المحيطة والماء للاسماك.
أشكال المرض:
أ- صورة حادة؛ معدلات الوفاة الشديدة تأخذ من 2 الى 3 أسابيع، وتحدث غالباً فى فصل الصيف عند ارتفاع درجة حراره الماء.
ب- صورة مزمنة للمرض؛ عندما تنخفض درجات الحرارة تسبب معدلات نفوق بسيطة، ولكن تستمر لفترة أطول.
تشخيص المرض:
ويمكن تشخيص المرض عن طريق:
١. الفحص الظاهري للأسماك المصابة ويشمل تاريخ المرض في المزرعة، نوعية الأعلاف المستخدمة، نوعية المياه المستخدمة.
٢. الأعراض المرضية الظاهرية.
٣. الصفات التشريحية الداخلية.
٤. عزل المسبب المرضى البكتيري معمليا واخذ مسحات من الاعضاء الداخلية مثل الكبد والكلى والمخ وصباغتها بالصبغة الخاصة بالجرام ويتم فحصها تحت الميكروسكوب والتاكد من وجود مكورات موجبة الجرام وتصنيفه بيوكيميائيا بالاختبارات الكيميائية المختلفة جهاز vitek وكذلك عن طريق الاختبارات السيرولوجية للتعرف على العترات المعزولة.
- التصنيف المؤكد من خلال طرق البيولوجية الجزيئية مثل اختبار البلمرة المتسلسل (PCR).
طرق الوقاية و العلاج:
يعتبر الميكروب السبحى من الميكروبات التى تسبب التسمم الدموى البكتيرى وبالتالى فأن الوقاية خير من العلاج تماما على تلك الامراض بين أسماك المزارع السمكية لعدة أسباب:
- أن العلاج غالبا ما يتم بعد ظهور الأعراض المرضية على الأسماك مما يعنى أن السموم البكتيرية تم إفرازها بنسب عالية مما يسبب تلف الأنسجة في الأسماك المصابة.
- أن العلاج الكيميائي غالبا ما يكون باستخدام المضادات الحيوية واسعة المدى, ولكن التأثير العلاجي غالبا ما يكون محدودا نظرا لأن المضاد الحيوي قاتل للبكتريا ولكنة لا يؤثر على السموم البكتيرية المفرزة ، وبالتالى فان استخدام المضادات الحيوية تعد طريقة مكلفة وغير فعالة.
- أن المضادات الحيوية تستخدم كإضافات علفية وغالبا ما تكون الأسماك المصابة فاقدة للشهية ولا تقبل على الأعلاف المعالجة بالمضادات الحيوية.
- أن وصول كميات بسيطة من المضاد الحيوي المستخدم للأسماك يعنى حدوث تعود للميكروب المسبب على المضاد الحيوي المستخدم مما يؤدى الى وجود عترات بكتريه ممرضة لا تتأثر بهذا المضاد الحيوي إذا ما أعيد استخدامه والاضرار بالبيئة وتواجد بقايا المضادات الحيوية فى جسم الاسماك .
- أن المضادات الحيوية غالبا ما تكون عوامل مثبطة مناعيا وصحيا للأسماك المصابة مما يؤدى الى سرعة وزيادة نفوق الأسماك والذى يمثل خسائر اقتصادية فادحة ناتجة عن زيادة نفوق الأسماك المعالجة والخسائر الناتجة عن ارتفاع أسعار المضادات الحيوية.
لا بد من اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة لتجنب حدوث العدوي مثل:
- شراء الأسماك من مصادر معروفه والتأكد من عدم وجود اى أعراض مرضية واختيار نوعية الأسماك التي تتمتع بمقاومة عالية ضد الميكروبات.
- تطهير الأحواض بالجير الحي وتجفيفها مع نهاية كل دورة لتربية الأسماك.
- الحجر الصحي للأسماك الجديدة في احواض العزل فترة لا تقل عن شهر لإكتشاف الأسماك المصابة.
- التخلص من الأسماك النافقة بالحرق والدفن.
- التقليل من تلوث الماء وعمل فحص لعينات الماء لتحديد مصدر التلوث والتخلص منه .
- التحكم فى التغذية اثناء فترة الاصابة بتقليلها جزئيا او منع التغذية تماما لتقليل امتصاص الموجودة فى الماء.
- ازالة وتجنب عوامل الاجهاد التى تتعرض لها الاسماك بالاضافة الى رفع مناعة الاسماك عن طريق التحكم فى المرض ومنعه عن التحصين فى المفرخات ضد المرض وعمل اعلاف مضاف اليها بعض الاضافات التى تؤدى الى رفع مناعة الاسماك.
لذلك فإن البحث عن مواد مضادة جديدة لها فاعلية ضد الجراثيم وتعمل علي تعزيز ورفع كفاءة الجهاز المناعي أصبح ضرورة لا بد منها.
انتقال العدوى للانسان وطرق الوقاية:
وينتقل الميكروب السبحى للإنسان عن طريق الفم أو الجروح القديمة أو الحديثة الناتجة عن زعانف الأسماك أو قشورها كما يظهر المرض في صورة ارتفاع في درجة الحرارة مصحوبا بآلام في الركبة، عرق غزير، تسمم دموي ثم التهاب المفاصل عموما وقد تتطور الحالة فيصل الميكروب الممرض إلى القلب أو المخ.
الوقايه من الاصابة فى الانسان باتباع الاتى :
- التخلص من جميع الأعضاء الداخلية ومن رؤوس الأسماك.
- الحرص في التعامل مع الأسماك عند الفرز أو التنظيف أو الكشف البيطري.
- عدم استخدام التدخين البارد في معاملة الأسماك.
- ينصح بارتداء قفازات جلدية أو بلاستيكية وذلك حماية من نقل بعض الميكروبات عبر الجروح القديمة أو الجروح المستحدثة.
- طهي الأسماك طهيا جيدا وعدم استعمال طرق التمليح الخفيف أو الشواء في وجود الأحشاء.
- التشخيص المبكر لأمراض الأسماك وعلاجها.
- إقامة برامج للتوعية الصحية لكل العاملين في مجال الأسماك عن طريق التثقيف اللازم لبيان طرق العدوى والوقاية.
المراجع:
https://asmaknet.com/content/361
https://kenanaonline.com/users/gafrdlibrary/posts/1148993
https://kenanaonline.com/users/gafrdlibrary/posts/850157
منى عبد الخالق عبد الحليم حسن سالم -باحث معمل بيطرى المنصورة -معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر