أخبارمقالات

الدكتور إبراهيم درويش يكتب : لاتهدم مكانتك بيدك فالمكر السيئ لايحيق إلا بأهله( نفحات الجمعة)

أهمس فى إذن ..كل عاقل ..أن يتعامل مع الناس بالحب ..وصفاء النية ..والإخلاص ..
ويحافظ ويتمسك بالعلاقات الطيبة التى تجمعه مع أهله وأسرته واصدقائه وزملائه…..
ولايفقد هذه العلاقات الطيبة ..بسوء أفعاله ..وتدنى أخلاقه ..وخبث نفسه ونكرانه للجميل ..فيخسر مكانته ..وحب الناس له..وبعد أن يكون مقربا للقلوب ..
يصبح منبوذا ..ولايتمنون سماع سيرته أو رؤيته ….
الإنسان الطيب يعفو ويصفح .. حسن النيه .. يعبر عن حبه بالود والتقدير وزيادة العطاء .. واثق من نفسه ..وبعطاء ربه يتجنب المشاكل بالتغاضى عن الهفوات …وتجنب الذلات ….برجاحة عقله وحسن تصرفه..
أما الإنسان الخبيث.. الغايه عنده تبرر الوسيلة ..لايوقر كبيرا ولايىخم صغيرا ..ولايعرف قدر الناس .. ..يتخذ من الهفوات ذرائع. لقلة الأصل .. وانقلاب الطبع ..وظهور المعدن الحقيقى …..

والعلاج سهل وبسيط ..
عندما يعرف الإنسان أن كل شىء له بداية لابد من تكون له نهاية… . .
وانك ..لاتستطيع اصلاح نفسك أو حالك أو حياتك .. الا اذا اصلحت داخلك …

ومهما كان جبروتك ..وقوتك وبطشك .. لن تنتصر على مظلوم …بينه وبين الله صله ..
او تحقق شيئا ..لم يكتبه الله لك …

وأن يعلم الإنسان أنه من عاش بالمكر خسر وأنه من سنن الله الكونية التى أثبتها فى قرآنه..قوله تعالى (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ )…
فعلى مر التاريخ لم نرى أن القسوة والجفاء صنعت إنسانا سعيدا وناجحا ..

ولم نعهد متكبرا عنيدا خبيثا .. ارتفع له شأن .او حقق شيئا بل يخسف الله به ويذله بين الناس ..ولك فى قارون العبرة ..

وان الإنسان الخبيث الذى تغره نفسه ويغويه شيطانه .ويعيش بالمكر والمكيده والخداع .ولايعرف الا لغة القوة ..والبطش وتعميه بصيرته ويفسر صمت الناس على آذاه رضا ..والصبر على تسلطه عجز ومجاراته قبول لتصرفاته المريضه ..
وتجنب الصدام ضعف … حتما سيأتى يوم و يصحو من غفلته وقد خسر كل شىء حتى نفسه التى فى جنبيه ويندم لكن لا ينفعه ندم …

نعم(وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ) ويلاحظ أن المكر أضيف إلى السوء فى ألاية وهذا يوضح أن المكر لا يُذم ولا يُمدح إلا بالنظر في عاقبته،
فإن كان المكرُ لغاية صحيحة فهو ممدوح، وإلا فهو مذموم .. وكلمة. (يَحِيقُ) أى يحيط به من جانب ولايستطيع الخلاص أو الفكاك منه

فالمكر السيئء هو الذى يؤدى إلى تدنى الاخلاق ..والكبر ..وضياع القيم .. واعلاء الباطل واكل الحقوق والظلم ..
وصاحب المكر السيئ مهما اتقنه أو كان طغيانه وجبروته
سوف يرتد عليه ..قصر الزمن أو طال …
يقول تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ﴾ وهناك تحذير أيضا ..من الغدر .وعدم الوفاء بالوعد… ونكران الجميل فى قوله تعالى : ﴿فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ﴾..
فالبعض تغره الدنيا …وتطغيه القوة وطول الأمل …ويملأ قلبه بالكره والحقد

والتكبر ويطغى ويظلم.. ويدبر ..المكائد للناس أو حتى على أقرب الناس إليه ولنا فى قصة إخوة يوسف عليه السلام العبرة عندما يتحاقد الإخوة ليؤذوا. أباهم الذى كان سببا فى وجودهم ويتخلصوا من أخيهم يقول تعالى عنهم ﴿وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ﴾
فعاد مكرهم على غير مرادهم وكانت النتيجة اعترافهم ( لقد آثرك الله علينا ) واصبح عزيز مصر يسجدون له ..

ولما تحايل المشركون بأنواع الحيل لأذية نبينا ﷺ قال الله عنهم: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ فكانت العاقبة له عليه الصلاة والسلام… .

وفرعون! الذى ظلم وتكبر وادعى أنه إله والرجل الذي عرف بـ «مؤمن آل فرعون» الذي قصّ الله خبره في سورة غافر! تأمل قوله تعالى: ﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ) فالعاقبة أن الله نجى المؤمن، وأما فرعون وجنوده يعذبون، وإلى يوم القيامة

عالج نفسك …واعلم أن الاقدار مكتوبه والرزق مقسوم ..وعلى أفعال العباد اله حى قيوم … وكن مع الله واصبر
يقول تعالى ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ۝ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ …

فمن حفر لأخيه جبًا، وقع فيه منكبًا!
تلك سنة الله ﴿وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ﴾
فمن مكر بالباطل مُكر به، ومن احتال احتيل عليه، ومن خادع غيره خُدِعَ، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ﴾ ﴾
فلا تجد ماكرًا إلا وهو ممكورٌ به، ولا مخادعًا إلا وهو مخدوع ولا محتالا إلا وهو محتال عليه» .
جمعتكم طيبة مباركة
ا.د  ابراهيم درويش





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى