الدكتور إبراهيم درويش يكتب : اياك وأسباب الفشل ( نفحات الجمعة)
للنجاح مقومات لعل أهم عوامل النجاح : ألإيمان بالهدف و الطموح وقوة الإرادة و السعى والجد والاجتهاد بعلم …والتفاؤل والرغبة فى النجاح وحسن التوكل على الله ..
وللفشل أسباب وأهم هذه الأسباب :
أن يتخلى الله عنك ببعدك عنه …فلا ترزق المعونة أو التوفيق ..وتحرم من الهداية والنور والعلم نور ..لأن من يبتعد عن ربه يعيش عيشة ضنكا يقول تعالى ( ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ) ..وتخدعه نفسه ألامارة بالسوء وشيطانه المريض فيبتلى بالأمراض النفسية مثل (القلق،التشاؤم ،ويصاب بالكبر والغرور ،ويعيش فى اوهام ومصائب الامس.. الكئيب..ويحمل قلب لايحب الخير للناس… قلب حقود يتمنى زوال النعمة من الناس فيقلل من شأنهم ويحبطهم ) يقول ابن القيم الجوزية ..فى عبارته المشهورة .لا تفسد فرحتك بالقلق، ولا تفسد عقلك بالتشاؤم، ولا تفسد نجاحك بالغرور، ولا تفسد تفاؤل الآخرين بإحباطهم، ولا تفسد يومك بالنظر إلى الأمس!
فالقلق هو الذى يفسد ويعكر صفو النجاح فلا تكن قلوقا على استمرارية هذا النجاح كى تستمتع بحلاوة النجاح.
والتشاؤم يفسد الفكر والعقل فيرى بأنه لا أمل ولا جدوى للعمل ولافائدة وبالتالى لا يفكر ولا يبدع ..
والكبر..والغرور يُدمر النجاح لانه يدفع صاحبه إلى التخاذل والتكاسل والتعالى على الناس فيخلق لنفسه العدوات.. والحقود يحبط الناس ويهدم سعادتهم
ومن أراد أن يدمر يومه يعيش فى ماضيه المؤلم مع أن يومه الذى مضى لن يعود ..
ولو تأمل كل انسان في حاله لوجد أن الله أعطاه أشياءً دون أن يطلبها؛ فثق أن الله لم يمنع عنك حاجة رغبتها إلا ولك في المنع خيرًا تجهله.
لذلك إمضى فى حياتك ولا تلتفت للماضي ولا ترهق نفسك بأمور لا تعلم عنها شيء فقط كن متفائلًا بأن القادم افضل يقول تعالى
( وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ).
فكم من نسمات الأمل تنبعث من هذه الآية فهى وصية من الله بان لا تفقدوا أملكم ورجاءكم بالله ..
ولنا فى سورة يوسف العبرة. فقد نزلت هذه السورة في عام الحزن ، وهي الوحيدة في القرآن التي روتّ لنا قصة نبي كاملة والله قال عنها:”أحسنَ القصص“ القصة بدأت بحلم وانتهت بتفسير الحلم، وكانت اجمل توصية فيها قوله تعالى “إنه من يتقِ ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين”
فلا تدع القلق يفسد لك الفرح، واحمل تفاؤلك بقوة، وكن متواضعًا في نجاحك، وعيش اليوم بكل إيجابية دون أن تلتفت إلى الأمس
وحافظ على فرحك وتفاؤلك، وامنح الآخرين دفعة إيجابية بدلاً من الإحباط، فالنظر إلى الأمام هو مفتاح يومك
ولاتحزن فإن الحزن يضعف القلب، و يوهن العزم ويضر الارادة ، ولا شيء احب الى الشيطان من حزن المؤمن .. لذلك افرحوا و استبشروا و تفاءلوا و أحسنوا الظن بالله وثقوا بما عند الله وتوكلوا عليه وستجدون السعادة والرضى في كل حال
ولا تكثر الهم …والتفكير …فربك هو الذى يتولى التدبير….
ولماذا القلق وأمرك بيد رب الفلق
لماذا تتوجس من الماضي والحاضروالمستقبل،والله كفاك في الماضي، وحفظك في الحاضر،
وسوف يتولاك في المستقبل؟
لماذا تقلق على رزقك وقد ضمن الله لك رزقك قبل أن يخلق الخلق؟”وفهو القائل (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين)
وإذا أكثرت من التفكّر في الهموم،والغموم، والأحزان،
مُلِئَتْ حياتك بالقنوط، واليأس،والكآبة،
وإذا تشاغلت بالتفكّر في نعم الله عليك،وما فضّلك به على الكثير من خلقه،فاضت حياتك بالسكينة، والرضا، والسعادة،فلا تكن من القانطين، وكُن من الشاكرين، يقول تعالى (لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)
يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله
إذا وقعت في مصيبه فلا تنظر إلي ما أخذ منك ولكن أنظر إلى ما تبقي
بالحمد تحفظ النعم ..وبالشكر تذداد النعم..
فهون عليك فإن الله فارجها …
فوحده ربي يدري مخارجها
وافرح لها إن اشتدّت فشدتها …
علامة من الله إيذاناً بفُرجتها
ما دام ما يجري بعلم الله فارضَ به …ولا تَمُت حُزناً على الدنيا وبهجتها…
كم أزعجتك أمور كنت تحسبها شرّاً …حتى رأيتَ من الرحمن حكمتها…فوّض له الأمر في كل الشؤون تجد …للصدر شرحاً وللنفس سكينتها. ويقول على بن أبى طالب ..
وَكَم لِلّهِ مِن لُطفٍ خَفيٍّ
يَدِقُّ خَفاهُ عَن فَهمِ الذَكيِّ
وَكَم يُسرٍ أَتى مِن بَعدِ عُسرٍ
فَفَرَّجَ كُرْبَة القَلْبِ الشَجيِّ
وَكَم أَمرٍ تُساءُ بِهِ صَباحاً
وَتَأتيكَ المَسَرَّةُ بِالعَشيِّ
إِذا ضاقَت بِكَ الأَحوالُ يَوماً
فَثِق بِالواحِدِ الفَردِ العَلِيِّ
وَلا تَجزَع إِذا ما نابَ خَطبٌ
فَكَم لِلّهِ مِن لُطفٍ خَفيِّ
جمعة طيبة مباركة
ا.د / ابراهيم حسينى درويش