يأتى علينا شهر يونيو من كل عام بذكريات عزيزة علينا وأخرى أليمة ففى هذا الشهر الانكسارات والانتصارات فنعود إلى التاريخ ونتذكر الخامس من يونيو عام 67 كانت النكسة التى عانت منها مصر واحتلت اسرائيل أراضى سيناء الحبيبة بعد ستة أيام بعد أن تحالفت القوى العظمى لتحجيم انطلاقة مصر وتحقيق حلمها الكبير لأمة عربية من المحيط الى الخليج وأبى الغرب إلا أن يحطم هذا التقدم والازدهار لمسار مصر
ومع كل هذه الأحداث المريرة لم يصب المصريين ولا جيشهم العظيم اى احباط أو ياس واعادوا بناء جيش مصر واسترد أرضه وكرامته فى حرب السادس من اكتوبر 73وبعد كل هذه الانتصارات التى تحققت جاءوقت البناء والتعمير ومع كل هذه التنمية والنهضة تحالفت أيضا القوى العالمية لعرقلة مسار الأمة العربية ومصر معها عن طريق نشر الفوضى الخلاقة بإقامة مشروعها للشرق الأوسط الكبير وهو ماترتب عليه العديد من الأحداث فى كافة الأمة العربية فى الجزائر وتونس ومصر وسوريا وبعد احداث 25 يناير 2011 و2012.2013 فى هذه السنوات الثلاثة مرت بمصر احداث تتعلق بالأمن القومى المصرى ومحاولات لنشر الفوضى والشائعات والفتن والاقتتال الداخلي
وكل هذه التحديات كانت كفيلة بدمار البلاد فقد كانت الجماعة الإرهابية بكل عناصرها تعمل على ثلاث مراحل لانهاك الدولة المصرية طوال الوقت وتئياس الشعب المصري من اى مشروع للنهضة وكان سعيهم لتحقيق الأهداف المرجوة من كل هذا الا وهو إسقاط الدولة المصرية لكن بفضل الوعى الجمعى العقلية المصرية الذى كشف المؤامرة على هذا الوطن فى الداخل والخارج وإحباط مشروع الشرق الأوسط الكبير
وفى يونيو 2013 امسك الشعب المصري زمام الأمور وفرض إرادته بعد أن تكشفت له الحقائق التى تنظر بلاده من المصير المجهول فقرر النزول إلى الميادين لاستعادة بلده من الجماعة التى اختطفتها فى غيبة من الوعى الجمعى
وكانت ثورة 30 يونيو التى حافظت على مستقبل مصر وامنه ومع كل هذه النجاحات التى حققها الشعب المصرى ووقف معه الجيش المصرى والشرطة لم تستوعب الذئاب المنفردة من أهل الشر وهى تلفظ أنفاسها الأخيرة ماهى طبيعة الشعب المصري الذى دافع عن بلاده منذ الآلاف السنين فمصر دائما مقبرة الغزاة فالتاريخ الحقيقى لمصر
يذكر لنا أن المصريين لا يرضوا ابدا بالهزيمة أو الاستسلام منذ نشأة التاريخ فقد دخلت مصر حروبا منذ اجدادنا الفراعنة وانتصروا فيها منذ حروب الحيثثين ومعركة قادش التى قادها رمسيس الثاني وانتصر فيها وهزيمة الهكسوس على يد احمس وخروج الرومان والتتار والصلبيين والفرنسيين والانجليز واخر حروب مصر انتصارها فى السادس من اكتوبر 73 فقد تحطم كل هؤلاء الجبابرة على الصخرة المصرية الجندى المصرى وشعب مصر أن المصريين مهما كانوا فى اشد الحاجة إلى الاحتياجات الأساسية فإن وطنهم وسلامته وامنه اهم لديهم من الحياة
كل ذلك نتيجة الوعى للعقل المصرى الذى يعرف تماما أهمية بلده ودورها التاريخى والسياسى والاقتصادي تجاه كافة القضايا الإقليمية والدولية والعربية والإفريقية وأهمية مصر وتأثيرها فى دوائر الأمن المصرى والعربى والافريقى فمصر دولة راسخة فى التاريخ فأول جيش هو الجيش المصرى فى العالم واول شرطة وعسسس فى العالم كان فى مصر الحفاظ على دوائر الأمن القومي.
إن نجاح الإدارة المصرية فى الحفاظ على دوائر الأمن القومي العربى والافريقى له أهمية الحفاظ على الأمن القومي المصرى فلقد تجاوزنا هذا الدور واستعادت مصر دورها الريادي على كافة المستويات العربية والإفريقية والعالمية بعد ثورة 30يونيو والتغلب على الكثير من التحديات والصعوبات من كافة العناصر الإرهابية داخليا و خارجيا
فما نراه الآن مترجما على أرض الواقع من عقد المؤتمرات العالمية والعربية والإفريقية على أرض الكنانة فمصر منذ عام 2011 حتى الآن واجهت عدة تحديات قاسية منها الحرب على الإرهاب بكافة أشكاله والتضحيات الكبيرة من أبناء الشعب من الجيش والشرطة كما واجهت مصر عدة أجهزة استخباراتية واستطاعت أن تتغلب على كل ما تفعله من مكائد وفتن حتى يتم الاقتتال الداخلي وتسقط الدولة
ولذلك فإن فى مواجهتها لكل هذه التحديات كانت الدولة تنظر بعين الاهتمام إلى كافة دوائر الأمن القومي المتصلة اتصالا وثيقا بالأمن القومى المصرى عبر امتداد اليابسة وقد أسفرت كل هذه الجهود فى الصيد الثمين لكثير من العناصر الإرهابية وانتصر الشعب المصري فى معركته ضد الإرهاب
تحية للشعب المصري فى يوم ثورته المباركة 30يونيو واكتب يا تاريخ عن شعب مصر فى هذا العصر أنه شعب لايقل شجاعة عن أجداده ..يتحمل الصعاب والتحديات فى سبيل بلاده ولكنه شعب لايعرف اليأس.. تحيا مصر بشعبها
نائب رئيس تحرير مجلة أكتوبر – مصر