صديقة حسين تكتب : تداعيات الأحداث الساخنة فى الشرق والغرب تؤثر على البيئة
العالم ينظر إلى الحرب الروسية الأوكرانية أنها تعصف بالعالم من جراء الأزمات الاقتصادية والغذائية وللاسف الشديد الموقف يتصاعد ولا احد يستطيع التكهن إلى اين ستصل هذه الحرب الروسية الأوكرانية هل ستتحول إلى حرب عالمية ثالثة فلا أحد يحدد إلى ابن تصل هذه الحرب !!!!!
لكن الأخطر من كل ذلك الآثار التى ستظهر على البيئة والتغير المناخي فلا أحد تطرق إلى هذه القضية التى تؤثر على العالم كله ولم تطرق اليه أية دولة من الدول الكبرى التى تسببت فى هذه الازمات المناخية !!
وقد حذر انطونيو غو تيريش الأمين العام للأمم المتحدة من خطورة الوضع البيئى فالازمة والتقلبات فى سوق الطاقة قد تعرقل التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة وهو ماقد يقود العالم إلى كارثة حقيقية وقال إن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية بشكل خاص ستؤثر على أجندة المناخ العالمية والتى يمكن أن تنجم عن اتباع دول أوربا والاقتصاديات الكبرى استراتيجيات لإيجاد بدائل عن الوقود الاحفورى الروسى
وهنا يجب أن نسأل سؤالا ملحا فى هذا التوقيت
أين العالم من هدف ١/٥ درجة حرارة الأرض؟!!!!
إن العالم المتقدم يبحث عن مصالحه بغض النظر عن أية تداعيات خطيرة ولذلك فإن هذه الأحداث قد تؤدى إلى هذه الإجراءات قصيرة المدى إلى اعتماد طويل الأجل على الوقود الاحفورى
وقد ذكر الأمين العام للأمم المتحدة العالم بأهداف قمة باريس 2015المناخية للحد من الاحترار إلى درجة ونصف مئوية قبل نهاية القرن الحالى وهذا هو الهدف الذى تم تأكيده فى قمة جلاسكو للمناخ مع التشديد للدول المتقدمة على التزاماتها تجاه البيئة ووعودها بتحول اسرع للطاقة النظيفة لذلك من المهم جدا أن يتحقق الهدف للحد من استهلاك الوقود الاحفورى عالميا بنسبة 55/
لكن للأسف فإن الأزمة العالمية غيرت المؤشرات بل إنه من الممكن أن تزداد استخدام الوقود الاحفورى بنسبة 14%لتعويض نقص إمدادات الطاقة التى يتم استيرادها من موسكو فروسيا هى اكبر مصدر للغاز فى العالم وتعطى حوالى 40%من احتياجات دول الاتحاد الأوروبي
الاعتماد على الفحم لاستخراج الطاقة
ومع العقوبات الاقتصادية التى فرضتها دول أوربا امريكا على الجانب الروسى من حيث استيراد الغاز ومشتقاته وبهذه العقوبات سيتحمل العالم كارثة فإن دول أوربا والمملكة المتحدة ودولا أخرى ستتجه إلى الاعتماد على الفحم لاستخراج الطاقة أو استيراد الغاز الطبيعى المسال الذى يعد أكثر مصادر الطاقة تلوث للمناخ فهو يسبب ثلث الاحترار العالمى
وقد اتجهت دولا مثل بولندا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا للتحول إلى الاعتماد على الفحم وكان العالم يعود بنا إلى نقطة الصفر لكن الحق أن انجلترا مازالت متمسكة بتعهداتها بإيقاف استخدمها للفحم بحلول 2024
ولماذا تزيد الحرب من استخدام الوقود الاحفورى فى ظل وجود بدائل أخرى الطاقة النظيفة والمتجددة ان خطة العالم طويلة المدى هى التحول إلى الطاقة النظيفة مما يعنى الاعتماد على طاقة الرياح والطاقة الشمسية وغيرها من الطاقة الخضراء التى لم تتطور بعد وألمانيا أسرعت فى خطتها لتحويلها إلى الطاقة النظيفة خمس سنوات
كما أن هذه الحرب من الممكن أن تسارع الخطى للاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة حيث إن الطاقة النظيفة والمتجددة التى تعتمد على الرياح والطاقة الشمسية رخيصة الثمن أنها لاتشترى فهى هبة من الله وعليهم أن يستغلوها لإنقاذ كوكب الارض لأن فواتير الطاقة النظيفة والمتجددة ستحل أزمة المناخ فى العالم كله وتأمين الطاقة التى ستقلل من الأضرار التى تؤذى كوكب الارض كلها وهناك بعض المشكلات فى استخدام الطاقة النظيفة فقدلا يكون خيارا متاحا أمام بعض دول العالم لأن الاعتماد على مصادر الطاقة الخضراء مازال طور النمو وان حلول أزمة المناخ تخضع لمجموعة العشرين التى تنتج نحو 80%من الانبعاثات الحرارية .
كلنا امال وأمانى أن تكون هناك هدنة عالمية ووقف للقتال وان يكون مؤتمر المناخ cop27فى نوفمبر القادم فى مدينة شرم الشيخ هو الامل المعقود للدول النامية والإفريقية فى حصولها على الدعم الذى تعهدت به الدول الكبرى فى مؤتمر الأطراف بجلاسكوcop26
أن العالم ينظر الى نصر حيث أنها اتخذت خطوات تحضير ية واستعدادات كبيرة تتعلق بهذا المؤتمر القادم كما أن مصر أيضا اتخذت خطوات مهمة تتعلق بالمناخ لإيجاد سبل واليات تمكن الدول النامية من الوفاء بالالتزاماتها البئىية من خلال التمويل اللازم واليات تنفيذ حقيقية من الدول الصناعية الكبرى والمتقدمة التى ساهمت بشكل كبير فى زيادة حرارة الأرض وأن مصر تقوم بكافة الحوارات والنقاشات الجادة للوصول إلى خطوات تنفيذية تجاه الدول النامية والإفريقية وتحقيق أهداف اتفاقية باريس وأهدافcop26فى جلاسكو للمناخ
ندعو جميعا أن يكون عام 2022من أهم الأعوام للعمل المناخى وان تكون ارض السلام مدينة شرم الشيخ هى فاتحة خير على الدول النامية والإفريقية بل على العالم أجمع
كاتبة صحفية مصرية – نائب رئيس تحرير مجلة أكتوبر