في الوقت الذي يزداد فيه سكان العالم 2% سنوياً تحتاج مصادر الغذاء العالمية إلي بذل جهود كثيرة لضمان زيادة المتطلبات على الغذاء من سكان العالم المتزايد على الوجبات الغذائية الأساسية فضلا عن ذلك الفجوة الاخذه في الاتساع في الطلب على الغذاء والإمدادات الغذائية وخاصة في
الدول الناميه ، حيث أن هناك نحو مليار شخص يعتمدون على الاسماك كمصدر رئيسي للبروتين وتعتبر تربية الأحياء المائية الان مصدر غذائي مهم حيث يوفر اكثر من 22% من البروتين الحيوانى .
يمثل الإستزراع السمكى أحد الروافد الهامة و الضرورية للتوسع فى الإنتاج الحيوانى من اللحوم البيضاء الآمنة و الذى يمكن بإستخدام الأساليب العلمية فيه من التحكم فى انتاجيـــته وتوفير الأسماك على مدار العام فى صورة مناسبة و صالحة للإستهلاك الآدمى، إلى جانب توفير مئات الملايين من زريعة الأسماك التى تلقى فى المجارى المائية الطبيعية بهدف زيادة الأنتاج السمكى من هذه المصادر الطبيعة إلى جانب تعويض المخزون السمكى الناتج عن الصيد الجائر.
ومن أهم المعوقات التي تواجه الاستزراع السمكي الأمراض التي تصيب المزارع السمكية سواء كانت هذه الأمراض بكتيرية, طفيليه, فطرية أو فيروسية حيث أنها تؤدى الى نفوق اعداد كبيرة من الاسماك وخسائر اقتصادية شديدة .
وأهم هذه الأمراض هي التي تسبب التسمم الدموي و هى تضم العديد من الأمراض لعل أهمها:
- مرض التسمم الدموى الإيروموناسي.
- مرض التسمم الدموى السودومونوساى.
- مرض الكوليرا ( الفيبريو ).
- مرض الإدوارسيلوزس.
طريقة العدوى وكيفية حدوث مرض التسمم الدموي البكتيري
عن طريق الفم.
عن طريق الخدوش في الجلد أو الخياشيم.
: كيفية حدوث العدوى
تحدث العدوى غالبا في الأسماك التي تعانى من الإجهاد في المزارع السمكية و لعل من أهم عوامل الإجهاد التكثيف في أعداد الأسماك المستزرعة في وحدة المياه أو نقل الذريعة لمسافات طويلة بالإضافة للتربية في بيئة مائية غير جيدة و التي تؤدى إلى تدنى الحالة المناعية للأسماك مما يجعلها فريسة للإصابة بالامراض.
تكاثر البكتريا المسببه للأمرض في أمعاء الأسماك يصاحب بإفراز بعض السموم البكتيرية والمعروفة باسم الأنتيروتوكسين والذى يؤدي الي التهاب الغشاء المبطن للأمعاء مع فقدان الأسماك للشهيه .
مع تزايد التكاثر البكتيري في الأمعاء الملتهبة يصل الميكروب إلى الدم ليفرز العديد من السموم البكتيرية من أهمها سموم الهيموليسين والبروتياز والسيتوتوكسين والتي تؤدى إلى التكسير الحاد في خلايا الدم الحمراء والبيضاء على السواء وكذلك التكسير الحاد للخلايا المبطنة للأوعية الدموية والتي تؤدى إلى العديد من الأعراض المرضيه الخارجيه و الداخليه علي السواء.
في الحالات المزمنة يصل الميكروب المسبب للمرض إلى عضلات وجلد الأسماك مفرزا سما آخر يعرف باسم الدرمونكروتوكسين والذي يؤدى إلى تنكرز الجلد وظهور القرح السطحية والعميقة في أجزاء مختلفة من جسم الأسماك المصابة
الأعراض الظاهرية لمرض التسمم الدموي البكتيري
الأنزفة الخارجية على الزعانف والأماكن المختلفة من جلد الأسماك المصابة.
تساقط القشور مع التآكل الشديد للزعانف في الأسماك المصابة .
جحوظ العينين.
الاستسقاء البطني .
. بروز الأمعاء الملتهبة من فتحة المجمع لبعض الأسماك.
القرح السطحية والعميقة على جسم الأسماك المصابة .
في حالة الإصابة بميكروب (الإيدواردسيللا تاردا) تظهر بعض الانتفاخات على الجلد والمحتوية على غاز كبريتيد الهيدروجين ذو رائحة البيض الفاسد والذي يؤدى إلى اكتساب الأسماك هذه الرائحة وكأنها مرباه في مياه الصرف الصحي
ويمكن تشخيص هذه الأمراض عن طريق
تاريخ المرض في المزرعة و نوعية المياه المستخدمة
الفحص الظاهري للأسماك المصابة
الصفة التشريحية للأسماك المصابة.
عزل المسبب المرضى البكتيري معمليا وتصنيفه بيوكيميائيا.
التصنيف المؤكد من خلال طرق الفحص البيولوجية الجزيئيه
.
كيفية الوقاية.*
ينطبق القول الشائع بأن الوقاية خير من العلاج تماماً علي أمراض التسمم الدموي البكتيري بين أسماك المزارع السمكية لعدة أسباب:
أن العلاج غالباً ما يتم بعد ظهور الأعراض المرضية علي الأسماك مما يعني أن السموم البكتيرية التي تحدث تلف الأنسجة في الأسماك المصابة قد تم إفرازها بنسب عالية.
ان العلاج الكيميائي غالباً ما يكون باستخدام المضادات الحيوية واسعة المدي ، ولكن التأثير العلاجي غالبا ما يكون محدوداً نظراً لأن المضاد الحيوي قاتل للبكتريا ولكنه لا يؤثر علي السموم البكتيرية المفرزة.
أن المضادات الحيوية تستخدم كإضافات علفية وغالباً ما تكون الأسماك المصابة فاقدة للشهية ولا تقبل علي الأعلاف المعالجة بـالمضادات الحيوية. أن وصول كميات بسيطة من المضاد الحيوي المستخدم للأسماك يعني حدوث تعود للميكروب المسبب علي المضاد الحيوي مما يؤدي الي حدوث عترات بكتيرية جديدة ممرضة لا تتأثر به تسمى عترات مقاومه للمضادات الحيويه .
*ولذلك يوصي ب
إعداد أحواض الاستزراع السمكي بشكل جيد من خلال الصرف الكامل لكل مياه الحوض بعد انتهاء الصيد, التجفيف الشديد لأرضية الحوض ثم استخدام مطهرات لأرضية الحوض قبل الملء بالمياة0
استزراع الأسماك في بيئة مائية جيدة مع استخدام روافع مناعية مثل البروبيوتك لكي تحافظ على الحالة المناعية للأسماك مرتفعة و تزيد من مقاومتها للأمراض المختلفة .
د/هبه محمد موسى – باحث بمعهد بحوث الصحه الحيوانيه ,معمل بيطري كفر الشيخ. مركز البحوث الزراعيه – مصر