أخبارمقالات

الدكتور إبراهيم درويش يكتب : قيم نفسك ..بنفسك (نفحات الجمعة) 

عندما ينعم الله على الإنسان بنعمه وعطياه.. ويعطيه الله من واسع فضله ….فتغره النعم .. ويستغنى بالنعم عن المنعم ..يقول تعالى ( كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى )..فتصدر منه أفعال وأقوال ..بها صلف ..وغرور ..ويتصور أن بيده مقاليد الأمور ..ولا يدرى أن كل شيء فى الدنيا يدور ..،ولايبقى فى الدنيا أمر على حاله ..فلاعافية تبقى .. ولا منصب يدوم ..فكل ماعلى الأرض سيفنى ..الا الله الواحد الحى القيوم .
فكن نفسك ولا تخسر قيمتك بكلمة .. ولا تفقد احترامك بزلة أو فعل لايليق بك ،

ولا تجعل همك في الدنيا حب العلو والرياسه .حتى يسبح الناس بحمد …أو حتى حب الناس لك .. فهذا لن يفيدك شىء ..
ولا تبحث عن قيمتك أيضا في أعين الناس ولا في آرائهم .فالناس قلوبهم متقلبة، قد تحبك اليوم و تكرهك غدًا حسب مصالحهم واهوائهم. فكما لك حقوق ..الناس أيضا لها حقوق ..فلا تختزل حقوقهم. ولا تصادر ارائهم ..

و‎لاتجعل همك في الدنيا ارضاء الناس ..لانك لا ولن تستطيع إرضاء الجميع.. فإرضاء الناس غاية لا تدرك .. لكن عود نفسك ان تكون رحيما خلوقا عفيف اللسان. عادل فى احكامك متوازن حتى فى خصامك ، واجعل شعارك فى حياتك ونصب عينك فى كل الامور (كما تدين تدان ) وان المطلع علي العباد الله الواحد الديان .،وعامل الناس بما تحب أن يعاملك به الناس ..
ولاتبحث عن قيمتك فى كلمات المتملقين ..
او مدح المنافقين ..أو أصحاب المصالح والحاجات ..أو فيما تمتلكة من أموال .. أو وظيفة أو درجات ..أو نسب أو مايحيطك من عائلات .
..بل إبحث عن قيمتك الحقيقة في علاقتك بربك .. وبقربك منه ..فإذا رضيت عن نفسك ..واحسنت الصلة بينك وبين ربك ..ارتفع قدرك وطاب بين الناس ذكرك ..وعظمت قيمتك…وطابت سيرتك .
وابحث عن قيمتك فى حسن آدائك لعملك ..وفى ضميرك فإذا ارتاح الضمير ارتفع المقام .واحرص أن يكون قدوتك سيدنا سليمان عليه السلام فى شكره لربه ..عندما رأى عرش بلقيس مستقرا عنده نسب الفضل لربه ولم ينسبه لنفسه كما سجل ذلك القرآن الكريم ..
( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَٰذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ
واياك والغرور ..فهو بدايةالسقوط…
واياك ..والكبر .. فهو باب الطرد من رحمة الله . واحذر أن يكون قدوتك قارون .. الذى خسف الله به وبداره وأمواله الأرض عندما اصابه الكبر والغرور و نسى أن الله هو المنعم وسجل ذلك القرآن فى قوله تعالى
﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي ۚ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا ۚ وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ﴾

فكل خير نحن فيه وكل نعمة نتباهى بها هى من فضل الله علينا ..واجب علينا شكرها ….حتى نحفظها ويزيدها ..(ولئن شكرتم لأزيدنكم)
وعلينا أن نتذكر أننا بفضل الله نحيا وبكرمه نرزق ..وبستره نعيش وليس بفضل علمنا أو زكائنا أو بفضل الآخرين….
فلا يــغـرُّكَ ” مـدحٌ ” لــو أتــوكَ بــهِ
ولا يــضــرُّك ” ذمٌّ ” كــيـفــمـا كــانــا
لا يعرفُ النفسَ شخصٌ مثلُ صاحبِها
فَـكُـنْ لنفسِك ” في التقييمِ ” ميزانا…
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى رسل الله أجمعين .
جمعة مباركة
ا.د / ابراهيم درويش





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى