أخباررئيسيمجتمع الزراعةمشروعكمقالات

المهندس إسماعيل حماد يكتب : زراعة منخفض القطارة لإعادة التوازن الزراعى لمصر .. ” مشروع السد الدوار” (2)

ما أتصوره عن تعمير الصحراء وقد يتصوره معى أخرين هو أن تصبح الصحراء مساحات وواحات زراعية ورعوية فى مناطقها الغنية بالأمطار والمياه الجوفية, ومدن ومراكز سكانية قائمة على التعدين وأعمال المناجم وإستخراج البترول ومحطات عملاقة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية, وأماكن جذب سياحى قائمة على الأثار والمعابد والأديرة وعلى عجائب الطبيعة بها مثل الصحراء البيضاء ووادى حيتان.

ولست كذلك مع الرأى السائد فى أوساط علماء مصر بتخزين مياه البحر الأبيض فى منخفض القطارة من أجل توليد الكهرباء لفترة محدودة من الزمان تنتهى بإمتلاء المنخفض بمياه البحر ,فلهذا الرأى خطورته على تسرب مياه البحر المالحه لمخزون مياه الصحراء الجوفى العذب وتمليحه. أما الرأى بتخزين مياه النيل فى المنخفض بدلا من مياه البحر الأبيض فلهذا الرأى طرافته, فأى كمية يتم توفيرها من مياه نهر النيل على قلة إيراده  سترمى فى المنخفض على إتساع مساحته التى تقترب من مساحة دولة الكويت ستكون أشبه بمن يلقى كوب ماء بارد على سطح صفيح ساخن فمصيرها إلى البخر.

ولكنى أميل إلى زراعة منخفض القطارة نفسه بمساعدة ما سيتم توفيره من مياه فرع رشيد للأسباب الأتية:-

أولا) المنخفض غنى بمياهه الجوفية وبمياه الأمطار سواء الساقطة عليه مباشرة أو التى يمكن أن تحول إليه من مناطق الساحل الشمالى المشغولة بالمدن والقرى السياحية المواجهه للمنخفض والتى لا تحتاج لها,والمنخفض أيضا قريب من خزان المياه الجوفى الموجود أسفل الدلتا والمتجدد بمياه النيل والذى يقدره بعض الخبراء بمئات المليارات من الأمتار المكعبة. و يمكننا أيضا إصطياد وإستخلاص وتكثيف بخار الماء الموجود فى الشبورة المائية التى تغطى المنخفض صباحا فى الشتاء عن طريق فرد شبك من البلاستيك شبيه بشبك صيد الأسماك وذلك على إمتداد المناطق المزروعة ليتكثف عليه بخار الماء العالق فى الشبورة المائية ويجمع فى شبكة الرى بالتنقيط ليستفاد منه, فالشبك البلاستيك له نفس ملمس ونعومة اللواح الزجاج ولكنه سيمتاز عنه برخص السعر وعدم صده للهواء فيمكن بذلك إستخدامه على نطاق واسع.                                                                                                   . وكل هذه المياه تصلح لزراعة إقتصادية للقمح مع ريات تكميلية بالمياه التى سيتم توفيرها من مياه النيل المهدرة فى البحر والتى ستصل إلى المنخفض بالترع والقنوات كما هو الحال فى زراعة منخفض الفيوم ودون الحاجة إلى محطات رفع عملاقة كما فى مشروع توشكى.

ثانيا) مساحة منخفض القطارة مع النطاق الممطر المحيط به من الشمال خاصة بعد إزالة حقول الألغام من هذا النطاق تقارب مساحة الأراضى الزراعية بوادى ودلتا النيل مما قد يؤدى إلى إنشاء مجتمعات عمرانية حقيقية جديدة تستوعب المزيد والمزيد من الزيادة السكانية ومضاعفة مساحة مصر الزراعية بدلا من إهدار هذه المساحات بتحويلها إلى خزان للمياه المالحة يملح ما حوله من أراضى, الأمر الذى قد يضر على المدى الطويل بأراضى الدلتا الزراعية المتاخمة له فيملحها بدلا من أن نضاعف مساحتها.            .

وميول المنخفض متدرجة من ناحية الشرق والجنوب بتدرج شبيه إلى حد قريب بميول منخفض الفيوم مما يجعل المنخفض من ناحية الشرق إمتداد متصل للوادى والدلتا دون عوائق طبيعية أو حقول الغام تستعصى على الإزالة وذلك عكس حوافه الشمالية والغربية ذوى الحوائط الصخرية الممتدة من شماله إلى غربه بإرتفاعات تتراوح ما بين 200 متر إلى 350 متر وبمنحدرات عميقة تصل إلى 134 متر, وبواجهة بحرية موبؤة بحقول الغام ذات شهرة عالمية سيئة.

ثالثا) إن كانت قضية مواجهة الطلب المتزايدلمدن ومنتجعات الساحل الشمالى ومطروح على الطاقة الكهربائية فى فصل الصيف القائظ الحرارة هناك هى القضية الملحة فالحلول كثيرة والبدائل متوفرة ومنها:.

أ) من خريطة طبوغرفية منحفض القطارة يتضح أن منطقة الحدود الغربية للمنخفض صاحبة أخفض مساحة به (134 م), فهى أنسب موقع لتجميع مياه الصرف الزراعى للمشروع بكامله لتقوم بدور بحيرة قارون لمنخفض الفيوم.فإن كان لا مفر من توليد الكهرباء بتساقط مياه البحر فى منخفضالقطارة فيمكن إستغلال بحيرة الصرف هذه فى ذلك ولكن بشرط أن يكون معدل تصريف مياه البحر بها يقترب من معدل تبخر هذه المياه يوميا وأن تعمل توربينات توليد الكهرباء صيفا فقط وبكامل طاقتها نهارا وذلك حتى لا تمتلىء بحيرة الصرف الزراعى بمياه البحر ويكون لدى مياه البحر الفرصة للتبخر أولا بأول. وبهذا التصور لن نحتاج إلى شق قناة من البحر للمنخفض ولكن يكفى بدلا منها خط أنابيب بقطر مناسب فتنخفض التكاليف كثيرا.     

ب) منطقة الساحل الشمالى ومطروح بها العديد من المطارت المدنية والقواعد الجوية وأظن إنها أماكن غنية بطاقة حركة غالية ولكنها مهدرة ولا يلتفت إليها أحد وهى طاقة غازات العادم المنطلق من محركات الطائرات بسرعات وبكميات هائلة تستطيع أن تدير توربينات الرياح (أكاديمية ب ع برقم 1738/2012), فيصبح لكل مطار من مطارات الساحل الشمالى مزرعة رياح مثل الموجودة بمنطقة الزعفرانة تغذيه وتغذى ما حوله بالطاقة الكهربائية

توزيع توربينات الرياح فى بداية ممر الإقلاع ومنحنى الدخول إليه                                  

  والرسم يوضح المسافة والمدى التى تصل إليه غازات عادم المحرك  سواء فى حالة الإستعداد للإقلاع أو عملية الإقلاع نفسها.


المهندس إسماعيل حماد 

بكالوريوس العلوم الهندسة الميكانيكية

مهندس ميكانيكا في مصر للطيران





زر الذهاب إلى الأعلى