أخبارالزراعة خطوة بخطوةبيزنس الزراعةخدماترئيسيمجتمع الزراعةمحاصيلمقالاتمياه ورى

لمن يهمه الأمر .. السد الدوار .. محاولة لإعادة التوازن المائى والزراعى لمصر ( تفاصيل وبراءة اختراع )..(1)

كتب : مصطفى خلاف

كشفت دراسة مهمة تحمل عنوان ” السد الدوار ..محاولة لإعادة التوازن المائى والزراعى لمصر ” أجراها وحصل بمقتضاها المهندس إسماعيل حماد عبدالعال على براءة اختراع موثقة من اكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا تحمل رقم  28735 عن مجموعة من التوصيات والأليات التى ستحقق مردود كبير على مستوى توفير  وإدارة مياه  النيل واستغلالها بالشكل الأمثل .

وقال المهندس إسماعيل حماد لـ “بوابة الزراعة ” انه انجز هذ المشروع  وتقدم به إلى أكاديمية البحث العلمى وحصل بموجبه على براءة اختراع  وصدر بها قرار فى 2018.

وأوضح المهندس إسماعيل حماد تفاصيل الدراسة التى تنشرها “بوابة الزراعة ” تباعا ، مؤكدا أن الهدف من المشروع  هو تضيق الفجوة بين الإنتاج والإستهلاك الزراعى لمصر وذلك عن طريق ثلاثة محاور وهم :

المحور الأول:
منع إهدار مياه النيل فى البحر وكذلك منع دخول مياه البحر إلى الدلتا وتمليحها, وذلك عن طريق إنشاء سد دوار عند بوغاز رشيد ودمياط يسمح بدخول وخروج مراكب الصيد ويمنع إخنلاط مياه النيل ومياه البحر فى نفس الوقت
المحور الثانى:
تطهير حقول الغام الساحل الشمالى للإستفادة من مياه الأمطار المتساقطة عليها فى قيام زراعة  إقتصادية للقمح مع ريات تكميلية بالمياه المتوفرة من السد الدوار,, وأقترح لذلك إشتخدام الموجات التصادمية المنبعثة من الطائرات الأسرع من الصوت
المحور الثالث
إعادة سريان الطمى فى مياه النيل عوضا عن ترسيبه فى بحيرة ناصر, وأقترح لذلك إستخدام الموجات التصادمية المنبعثة من الطائرات الأسرع من الصوت أيضا
بوابة الزراعة ” من جانبها سوف تنشر تفاصيل المشروع فى سلسلة مقالات للمهندس إسماعيل حماد نبدأها بهذه الحلقة :

أ- الباب الدوار لإعادة التوازن المائى لمصر

الماء من الأيات الدالة على وجود الله فالماء أصل كل موجود وحىوَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ

وقد كثر الكلام بعد الثورة عن مشاريع أقرب إلى الأمانى الطيبة مثل تحويل  مياه نهر الكونغو المهدرة والملقاة فى المحيط الأطلنطى بكميات هائلة إلى مصر للإستفادة منها, فى حين أن كمية المياه العذبة التى يلقى بها النيل فى البحر الأبيض والبحيرات الشمالية هذه الكمية المهدرة إذا أحسن إستغلالها تستطيع أن تصنع فرقا سواء فى مياه الشرب أو مياه ترعة السلام المتجهه إلى سيناء, ومياه ترعة النصر والحمام المتجهه إلى الساحل الشمالى ومطروح وذلك فى تنميتهم والتوسع فى زراعة أراضيهم. فكلا الترعتان قريبتان من فرعى دمياط ورشيد وتتغذيان منهما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

ولو كان نهر النيل يجرى فى إسرائيل لما سمحت بإلقاء نقطة من هذه الكميات الهائلة فى البحرقبل أن تعود لتتكلم عن تحليه مياه نفس البحر مرة أخري أو الحلم بنقل مياه نهر أخر إليها.                                                             .

وسيحاول النيل شئنا أم أبينا إلقاء كميات كبيرة من مياهه العذبة في البحر كى تستمر المياه في الانحدار نحو الدلتا من جنوب مصر إلي شمالها.

وأظن إن إنشاء باب دوار عند نهايات فرعى رشيد ودمياط على سبيل المثال من شأنه الإبقاء على هذه الكميات المهدرة وإعادة التوازن المائى لمصر. فوجود مثل هذا الباب ثلاثى الأذرع سيسمح بحرية الملاحة مع تحقيق فاصل مستديم بين مياه البحر ومياه النهر عند كل درجة من درجات دورانه فلا يختلطان(أكاديمية ب ع برقم 2013050896).

التصميم المقترح لباب دوار ثلاثى الأذرع يناسب مرور مراكب الصيد والقوات البحرية,وقطر دائرة دوران الباب ستسمح  بعمل مناورة بسيطة للمرور منه

ودوران مثل هذا الباب أليا سيحتاج إلى موتور كهربائى متوسط القدرة, وسيحتاج أيضا إذا تطلب الأمر إلى قوة عضلية ممكنة لتدويره يدويا وذلك لإن ضغوط المياه متعادلة تقريبا على جميع أوجه أذرع الباب وجسم زراع الباب سيصنع من الخشب فيحمل الباب وزنه بنفسه بقوة الطفو.                                                                                        .

وعند إرتفاع منسوب المياه خلف الباب الدوار إلى حد معين ووفقا لنظرية الأوانى المستطرقة وبواسطة الترع والقنوات الموجودة بالفعل والقليل منها الذى يمكن حفره تحول هذه الزيادات فى المياه إلى مآخذ مياه ترعة السلام المتجهه إلى سيناءوذلك على ما سيتم توفيره من مياه فرع دمياط , فسيناء تحتاج لملوحة أراضيها إلى مياه رى أكثر عذوبة من خليط مياه النيل والصرف الزراعى الواصلة إليها حاليا. وكذلك إلى ترعة النصر والحمام المتجهه إلى مناطق الساحل الشمالى ومطروح لتنميتهم وذلك على ما سيتم توفيره من مياه فرع رشيد خاصة بعد إزالة حقول الألغام التى تعوق تقدم ترعة الحمام غربا.

وأيضا بواسطة الترع والقنوات الموجودة بالفعل والقليل منها الذى يمكن حفره يمكننا تحويل ما يمكن توفيره من مياه فرع رشيد المهدرة فى البحر إلى منخفض القطارة لإستصلاحه وزراعته  كما هو الحال فى منخفض الفيوم, كل ذلك بالتنسيق مع قناطر فارسكور وإدفينا وما قبلهما فى منظومة واحدة وبرنامج واحد يعمل على الإستفادة والحفاظ على كل قطرة من مياه النيل داخل مصر.

وطالما حافظنا على إبقاء مستوى منسوب مياه النهر خلف الباب مساوى لمنسوب سطح مياه البحر أمامه ستظل كميات المياه الموجودة بين أزرع الباب تدور معه دون أن يطغى منسوب على منسوب ودون أن تختلط مياه النهر بمياه البحر وذلك لعدم وجود مبدأ الإستمرارية فى السريان The Flow Continuity بين أزرع الباب.. فالماء الموجود بين أذرع الباب لن يرمى فى البحر أو العكس لعدم وجود سريان ماء خلفه يدفعه ويخرجه خارج أذرع الباب ليحل محله, وحتى إن زاد إرتفاع منسوب مياه النيل خلف الباب عن منسوب مياه البحر أمامه عن غير قصد فلن نفقد إلا الفرق بين إرتفاع المنسوبين فقط وهذا لن يزيد على عدة أمتار مكعبة مع كل لفة باب لدخول مركب أو خروج أخر.

أما فى حالة زيادة منسوب المياه خلف الباب بشكل خارج عن السيطرة لأى سبب أو الحاجة إلى غسيل النهر فالباب مزود ببوابات طوارئ تفتح فى جسم زراع الباب نفسه فى إتجاه البحر علاوة على إمكانية فتح زراع الباب بالكامل وفقا للتصميم المقترح (مرفق) إذا إحتاج الأمر.

وبالإعتناء بالشكل الجمالى إلى جانب الشكل الوظيفى للباب الدوار يمكن جعلة أعجوبة من عجائب الدنيا ومزار سياحى كبوابة سيدنى وبوابات فينيسيا وقناة بنما, وذلك بعد أن تعودت أعيننا على كل ما هو كتلى وخرسانى وقبيح من كبارى وقناطر بدعوى أنها تؤدى وظيفتها وكفى, فى حين أن العالم يستغل وجود أنهاره لإنشاء كبارى وقناطر كالتبلوهات الفنية تسر الناظرين إلى جانب القيام بوظيفتها خير قيام.

فإذا حققت خطوة الباب الدوار التوازن المائى لمصر فأظن أننا لن نستطيع أن نستبقى مصر بعيدا عن شبح الفقر المائىإلا إذا غيرنا من نمط إستهلاكنا الشخصى للمياه النقية بإعتماد طرق وأساليب غير تقليدية تعمل على توفير والاستفادة من كل قطرة ممكنه من مياه الشرب.

مثال على ذلك يمكننا توفير كميات كبيرة مهدرة من مياه الشرب النقية تستخدم فى تنظيف تواليتات المنازل والمبانى وأماكن التجمعات المختلفة عن طريق إعادة إستخدام مياه أحواض غسيل الأيدى فبل تصريفها مباشرة فى ماسورة التصريف الرئيسية للمبنى وذلك بملء خزان التواليتات بها بواسطة وصلة تصل بين الحوض والخزان مما يؤدى إلى توفير ألاف الأمتار المكعبة من مياه الشرب النقية يوميا وتحقيق خفض كبير وملحوظ فى متوسط الإستهلاك اليومى للفرد والأسرة والمبانى الخاصة والعامة مما سيعود عليهم بالنفع الاقتصادى أيضا وذلك نظير تكلفه زهيدة ستنفق فى تعديل التصميم التقليدى لشبكة صرف دورات المياه فى المبانى التى ما تزال تحت الإنشاء أو فى شراء مضخة رفع بسيطة إذا إحتاج الأمر فى المنازل والمبانى القائمة تشبه المضخة الموجودة فى أحواض تربية أسماك الزينة والتى ستأحذ حركتها من ضغط المياه المتدفقة فى أنابيب مياه الشرب النظيفة (أكاديمية ب ع برقم 331/2003).


المهندس إسماعيل حماد 

بكالوريوس العلوم الهندسة الميكانيكية

مهندس ميكانيكا في مصر للطيران

 





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى