أخبارمقالات

الدكتور إبراهيم درويش يكتب : مبارك عليكم حلول شهر رمضان ( نفحات الجمعة) 

بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله الذى بلغنا رمضان الذى إستنارت الليالي بأنواره, وتعطرت الأرجاء بنسماته..! ماأسعد المؤمن فى استقباله
لانه يعلم أن بشائر موسم الخير قد حلت.!
فهو شهر انزل فيه القرآن وفرض فيه الصيام, قال الله عز جل:{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.
شهر رمضان هو التّحدّي الأكبر بحقّ لامتحان الإرادة البشريّة في الصّيام والقيام وعمل الخير وتنقية النّفس من أخطائها الكثيرة.
في رمضان تفتح أبواب الجنان, وتصفّد الشياطين, وتغلق أبواب النيران, وتعتق الرقاب, وترفع فيه الأعمال الصالحة, وتتنـزل البركات والرحمات.
بشّرَ النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بمقدمه فقال:” أتاكم رمضان شهر مبارك ، فرض الله عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب السماء وتغلق أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، لله فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حُرِم خيرها فقد حُرم”. (النسائي وابن خزيمة )
وقال عليه الصلاة والسلام:”إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن, وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب, وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب, وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل, ويا باغي الشر أقْصِر, ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة”.
وقال أيضاً:” من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه, ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”.(البخاري ومسلم)
وقال صلى الله عليه وسلم:”من فَطّرَ صائماً كان له مثلُ أجره, غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً”. (الترمذي والنسائي وابن ماجه)….
الحمد لله …الذى بلغنا رمضان …لقد تمنى بلوغ رمضان أقوام، فحالت الآجالُ دون آمالهم ، وطُويت صحائف أعمالهم. وسوّف آخرون بالتوبة وغرّهم ما هم فيه من العافية والإمهال حتى انقضت الأعمار وشدوا إلى الآخرة رحالهم!
فيا حسرة من أدرك رمضان ثم لم يغتنم فرصته,”.. ورغم أنفُ رجلٍ دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له “. (الترمذي)
فأمّا وقد مدّ الله سبحانه في آجالنا وأدركنا رمضان, فلنحمد الله على ما تفضل به علينا, ولنبادر إلى كل ما يرضيه, والقيام بما افترض علينا من الصيام والقيام, إيماناً واحتساباً.فلنستكثر من تلاوة القرآن, والاستغفار, والصلة, والصدقة, وسائر أنواع البر..
شكرا لله أن فسَحَ في عمرك فأدركت شهر الرحمة والعتق والمغفرة, وتذكر أن خير الزاد التقوى, فاستكثر من الطاعات, وبادر بالتوبة النصوح .
وأغلق مدن أحقادك واطرق أبواب الرّحمة والمودّة فارحم القريب وودّ البعيد وأزرع المساحات البيضاء في حناياك وتخلّص من المساحات السّوداء داخلك…
فالصيام حالة من السموّ الروحي لا يبلغها إلّا من يتأمّل في حكمة الله من وراء هذه الفريضة. فالصوم حرمان مشروع وتاديب بالجوع وخشوع لله وخضوع فهو يكسر الكبر ويعلم الصبر ويسن خلال البر حتى إذا جاع من الف الشبع وحرم المترف اسباب المتع عرف الحرمان كيف يقع وألم الجوع إذا لزع ..
هنيئاً لمن أدركهم رمضان وهم في عافية ونعمة وأمان, فأحسنوا استقباله وصيامه وقيامه, وتعرضوا لنفحات ربهم سبحانه حافظين لحدوده، معظّمين لشرعه, فتنافسوا في الطاعات واجتنبوا السيئات.
ويا بشرى من كان هَمُّهُ ومراده تقوى الله والإخلاص, وصَدَقَ في التوبة من ذنبه والإنابة إلى ربه فرحم الأرملة والمساكين
وبر بوالديه ووصل رحمه واحسن إلى جاره وكان سلما لمجتمعه فلم يستغل ازماتهم ولم يحتكر احتياجاتهم ..
أعانكم الله على صالح الاعمال وتقبل منكم الصيام والقيام ..اللهم ببركة هذا الشهر الكريم.ارفع عنا البلاء والوباء والغلاء واجعل مصر وبلاد المسلمين واحة من الأمن والرخاء .
شهر مبارك وكل عام وانتم بخير
جمعتكم طيبة مباركة .
ا.د / ابراهيم حسينى درويش





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى