أخبارمقالات

الدكتور إبراهيم درويش يكتب : كن انسان ..ذو مبادئ ( نفحات الجمعة)

كن انسان ..ذو مبادئ فإن”رضا الناس غاية لا تدرك، ورضا الله غاية لا تترك، فاترك ما لا يدرك، وأدرك ما لا يترك”.
وأكبر الخاسرون من يمضي حياته وهو يحاول أن يكون كما يريده الناس ..
وطن نفسك على أن مبادئك ثابتة لا تتغير مهما تغير الناس حولك،.وان تكون قيمك هى مرجعيتك التى لاتتنازل عنها وكن دائما مع الحق و لا يعنيك أن الحق اليوم مع أصحابك أو مع أعدائك.
وتمثل المقولة التى تقول
فليت الذى بينى وبينك عامر وبينى وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين وكل ما فوق التراب تراب..
واضبط عاطفتك
لا تتطرف فى حبك أو بغضك لشخص أو فكرة، فبغيضك اليوم قد يكون حبيبك غدا وحبيبك اليوم قد يكون بغيضك،
أما أفكارك فقد تتغير من النقيض إلى النقيض وما تنتقده اليوم قد تتبناه غدا اذا نظرت للأمور من زاوية أخرى،
لذا فضع فى داخلك أن رأيك صواب يحتمل الخطأ
ولا تدعى امتلاك الحقيقة المطلقة فبعض الناس من غرورها أنانية فى كلامها ولاتترك مجال للآخرين

وكن موضوعيا ..فى لحظات الاستقطاب وانقسام الآراء
فإن اختلاف المصالح يفقد الناس الموضوعية ويتركون إعمال العقل فتبدوا أفعالهم وقراراتهم وكلماتهم غير عادلة وكلها غضب وعنصرية وحمية
وأرفض الكراهية
فخطاب الكراهية والتحريض من أسوأ الآفات التى أصابت مجتمعاتنا العربية فإذا اختلفت مع شخصا ما ..أصبحت عدوه الذى يصب عليك .غضبه بحق أو بدون وجه حق.
وأحسن الظن
لا تتعجل فى الحكم على المواقف ولاتخسر احدا و لا تهيل التراب على ا شخصيات تقدرها وتحترمها وتثق فيها لمجرد اختلافك معهم فى موقف أو رأى
با تواصل معه واستبين منه حقيقة الأمور وناقشه فى موقفه ربما يكون قد التبس عليك او عليه الأمر
وتذكر دوما تاريخ كل شخص ومواقفه التى جعلتك تقدره وتحترمه، لا تهاجمه لأنه رصيد لك أنت الخاسر إذا فقدته أو استعديته ضدك،..

وإنتقى من تجالسه
فإن الحياة عندما تكشف أقنعة الناس
تكشفها بقسوة
لدرجة أنك تحتاج وقتا طويلا
لتستوعب بشاعة الوجه الحقيقي
الذي تقاسمت معه ذكرياتك بشتى أنواعها
فالحياة قد تأتيك بمفاجآت وقد تكون من القريب منك قبل البعيد عنك
وتأكد انه ليس هناك اناس يتغيرون
بل هناك اقنعة تسقط
وقد نظم الشاعر أبو اسحاق الغزي بيتـاً فى صيغة سؤال :
مالي أرى الشمع يبكي في مواقده
من حرقـة النار أم من فرقة العسلِ ؟..
واعلنت جائزة لمن يستطيع الإجابة على هذا #السؤال
أجاب بعض الشعراء :
بأن السبب هو الألم من حرقة النار ، وأجاب آخرون إن السبب هو فرقة الشمع للعسل الذي كان معه..ولكن الذى حصد الجائزة
الشاعر صالح طه حيث أجاب بقوله :
من لم تجانسْه فاحذر أنْ تجالسَه
ماضر بالشـمع إلا صحبة الفتـلِ.
فكأنَّ سبب بكاء الشمع وجود شيء في الشمع ليس من جنسه وهو الفتـيلة التي ستحترق وتحرقه معها
وهكذا يجب علينا : انتقـاء من نجالسه ويناسبنا من البشر
حتى لا نحترق بسببهم ونبكي يوم لا ينـفع البكاء..
فالكداب ستجده ديما شكاك.. و دايماً ببيرى كل الناس كدابين زيه والخائن يرى كل الناس خاينين زيه ..
و أحقر الناس هو اللى يستغل حبك له لفترة ويستغنى عنك فى لحظة عشان مصلحة جديدة
اللهم ارزقنا ذكرك عند كل غفلة وشكرك عند كل نعمة والصبر عند كل بلاء
وأرزقنا قلوباً خاشعة لذكرك وأجعلنا ممن يوفي بعهدك ويؤمن بوعدك ويعمل لطاعتك ويسعى لمرضاتك ويرغب فيما عندك يارب العالمين .
اللهم صلي على سيدنا وشفيعنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
جمعتكم طيبة مباركة .
دعمكم وثقتكم ودعاؤكم
ا.د ابراهيم درويش





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى