يعيش الإنسان فى هدوء . ونفس محبة . وود وهيام .. وعطاء بلا حدود. مع من حوله . وفجأة تنقلب الأمور
وتتغير الاصحاب . وتتبدل الأحوال .
وتتلاشى المبادىء ..وتتغير لغة الخطاب ..
ويصبح ماقدمته اوما تقدمه لاقيمة له ..
كانها جهود مبعثرة …ويلقى على كل اعمالك كل مايشوهها ويعكرها .
فاللسان الذى كان يسبح بحمدك .. ويتبارى فى الثناء حين يذكر اسمك ..يطلق له العنان ..ويصبح فحاشا فى السب واللعان .
ويذهب من الوجه الحسن والجمال ..
ويظهر الغضب و أقبح الخصال ..
وتذهب أفعال الكرام ..
ويحل محلها أفعال اللئام ..
وإذا سالت العارفين يقولون
اما علمت أن تضارب المصالح تغير النفوس
وحب النفس والذات …تثير.الشهوات ..والنزاعات ..
واذا قلت أن الأرزاق قسومة. والاجال معلومة .. وان الله فعال لما يريد
قيل نعم …ولكن هذا لمن ملأ الايمان قلبه …وايقن بعطاء ربه ..
أما إذا غاب الايمان …
تحول الإنسان إلى شيطان
ولذلك قيل
إذا ضاع الإيمان، فلا أمان، ولا دنيا لمن لم يحي دينًا.
إذا ضاع الايمان فإن الإنسان يأتمر بأمر الشيطان، فلا يعطي لعقله فرصة التفكير، ولا لقلبه منحة التروِّي، ولا لنفسه مكانة للتانى …و يختار الباطل بإرادته، ويترك الحق بإرادته،
تصبح على عينه غشاوة،
فيرى الحق باطلًا والباطل حقًّا،
والاخطر أنه يعيث في الأرض فسادًا، فيهلك نفسه قبل أن يُفسِدَ مجتمعه.
يقول ربنا: ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾
والذى يحير العقول أن تراهم تظهر عليهم علامات الصلاح والدين فهم إلى الصلاة ملبين ..ولله راكعين وساجدين. وعندما ترى أفعالهم النكراء تتسائل ..ماذا يقولون فى ركوعهم وسجودهم ..إلى ربهم!!!
واذا سمعت أقوالهم .. تقول هم الاتقياء الامناء الأوفياء…
.وعلى أرض الواقع …يعتبرون الحرام شطارة… والخيانة فهلوة ..وحسن تدبير ومكر
وفى سبيل اهوائهم يبيعوك بأبخث الأثمان .
ولذلك اخى الكريم حتى تتجنب هذه الصدمات وتتخطى الاحباطات عليك أن توطن نفسك بأن تكون قويًا
والقوة ليست قوة الجسد فقط
بل قوة التحمل لكُل أمرٍ سيء
وقوة التخلي عمّن لا يستحق
وقوة الإكتفاء بالذات
وقوة الصبر على المصائب
وقوة الإرادة للوقوف بعد العثرات
ولكن الحقيقة أن أعظم قوة يمتلكها إنسان هى قوة الإيمان بالله .. فالإيمان يأخذ صاحبه إلى الذكر، والذكر اطمئنان: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾
بالإيمان القوي تتحدى الشدائد، مهما عظُمت، وتنتصر على الخطوب مهما كبُرت، وتتفوق على الأعداء مهما كثُرت، وتكابد اليأس مهما تعاظم، وتنتصر على القنوط مهما كبر.
الإيمان استقرار القلوب، ونور الجباه، وزاد الحياة، الإيمان علاج لكل داء، ومورد عطايا السماء، وأرض خصبة لإجابة الدعاء، من رُزق الإيمان فهو المرحوم، ومن فقد الإيمان فهو المحروم.
.الإيمان يُشعِرُ الإنسان أن الله هو الغني الحميد، أن الله هو اللطيف الخبير، وأن الله هو الرحمن الرحيم، وهنا تستقر النفس وتطمئن لِما يصيبها من خير أو شر، وهي في طريقها إلى الله، فلا تطير جزعًا، ولا تبطر فرحًا، ولا تشتاط غضبًا، لا تيأس ولا تقنط، وهي تواجه الضراء والسراء، ولا تشرك بالله سببًا ولا ظرفًا ولا حدثًا، فكله بقدر مقسوم لأجل معلوم، ومصير محتوم، ومرد الأمر كله في النهاية إلى الله؛ ﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾
.يارب ..ندعوك
لا نريد شيئًا من هذه الدنيا غير سلامة القلب، ورضاك هنا ، وأن نكون في المكان الذي تحبه ، مع أشخاصٍ نحبهم.. يارب نريد السلام، وألا نؤذي ولا نؤذى..
اللهم إنا نسألك السماحة والذكر الطيب وسلامة الصدر بعيدًا عن الدنيا وما فيها، ونسألك أن ترضى عنا وترضينا وتحفظ لنا اولادنا وأسرنا وبلادنا .”
اللهم حبِّب إلينا الإيمان، وزيِّنه في قلوبنا، واجعلنا من الراشدين.
جمعتكم طيبة .
ا.د / ابراهيم درويش
مرشح على منصب رئيس مجلس إدارة الاتحاد الإقليمى للجمعيات الأهلية بالغربية
نسالكم دعمكم وتايديكم