ميكروب الإيشريشيا كولاي هي نوع من أنواع البكتيريا السالبة لصبغة الغرام المتواجدة بكثرة في أمعاء الإنسان والحيوان بشكل طبيعي دون أن تسبب أي عوارض أو مشاكل صحية، إلا أنه توجد بعض السلالات الممرضة والتي تحمل جينات تمكنها من اختراق الخلايا أو تدميرها أو إفراز السموم داخل الجسم مما يشكل خطورة علي صحة الانسان.
يشير وجود هذه البكتريا في الوسط المحيط غالبا إلى التلوث بالبراز، لذا عادة ما يستخدم للدلالة على تلوث الماء، والحكم عليه فيما إذا كان صالحاً أم غير صالح للشرب، من الناحية الجرثومية، ولابد من الإشارة إلى أن إضافة الكلور إلى الماء تقضي على جراثيم المججموعة القولونية بما فيها الإيشريشيا كولاي.
سلالات ايشيريشيا كولاي المرضية:
تقسم سلالات ايشيريشيا كولاي الممرضة طبقا لميكانيكية العدوى إلى عدة سلالات أهمها:
- سلالات : ETEC
وهي قادرة على الارتباط بالخلايا المبطنة للأمعاء الدقيقة مسببة إسهالا، ورغم أنه يمكن القضاء على البكتريا بالحرارة إلا أن بعض سمومها مقاومة وبعضها غير مقاوم للحرارة و ترتبط هذه السلالة بإسهال المسافرين وإسهال الرضع كما تظهر أعراض الإصابة بعد 12 إلى 72ساعة من تناول الغذاء الملوث، وتتشابه أعراضها مع أعراض الكوليرا مثل الإسهال المائي الحاد وآلام في البطن ونادرا ما يحدث قيء، تستمر الأعراض من يوم حتى 7 أيام، ولكن قد تستمر عدة أسابيع لدى الأطفال المصابين بسوء التغذية أو عند ضعف الرعاية الصحية ، وقد يحدث جفاف للأطفال.
- سلالات EIEC :
وتشير الدراسات إلى إصابتها للإنسان فقط، وهي قادرة على غزو واختراق الخلايا الطلائية في الأمعاء الدقيقة والقولون والتكاثر فيها، ولكنها لا تنتج سموم مقاومة أو غير مقاومة للحرارة وتشبه أعراض الإصابة بهذه السلالة بأعراض الإصابة بميكروب الشيجلا مثل القشعريرة والحمى و تقلصات الأمعاء ، وقد تتسبب في تقرحات القولون والإسهال الدموي.
- سلالات: EPEC
تشتهر بتسببها بالإصابة بحالات تفشي إسهال الرضع التي تحدث عادة في حضانات المستشفيات، ورغم أن العديد من البالغين قد يحملون هذا المرض إلا أن إصابتهم محدودة، ومن النادر أن تبدو عليهم آثاره، ويُعتقد أن ذلك بسبب إكتسابهم المناعة ضد هذا الميكروب.
- سلالات : EHEC
وهي أخطر أنواع الأربعة الممرضة التي تصيب الإنسان، وقد حظيت سلالة E.coli 0157:H7 باهتمام كبير بسبب آثارها البالغة الخطورة، إذ من الممكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية تهدد حياة الشخص المصاب مثل الالتهاب القولوني المصحوب بنزيف دموي غزير واضح في البراز HC مع تقلصات حادة في الأمعاء مماثلا لالتهاب الزائدة الدودية. والشعور بالغثيان، والقيء وربما تطورت إلى الإصابة بمتلازمة التحلل الدموي البوليHemolytic Uremic Syndrome(HUS) التي قد تسبب أضرار خطيرة في الكلى قد تنتهي بعمليات غسيل كلوي، وأيضا قد يتسبب في تلف المخ والسكتات الدماغية ونوبات التشنج الصرعية، ثم إلى الوفاة لاسيما بين الأطفال الصغار والمسنين. وتختلف فترة الحضانة ولكن في المتوسط بين 2 – 12 يوم وقد تستمر أعراض المرض فترة تصل إلى 8 أيام.
كيفية انتقال العدوى بهذه السلالات:
- للحم البقري المفروم.عند ذبح الماشية وتجهيزها بدون اتباع الاشتراطات الصحية اللازمة يمكن لبكتيريا الإيشريشيا كولاي الموجودة في الأمعاء الدقيقة للماشية أن تنتقل إلى لحمها.
- الحليب غير المعامل حراريا.يمكن لبكتيريا الإيشريشيا كولاي الموجودة على الضرع أو معدات الحلب أن تلوث الحليب .
- عدم غسل اليدين كما يجب قبل تناول الطعام أو قبل تحضيره.
- تناول االاغذية البحرية النيئة.
- المنتجات الزراعية (الخضار والثمار) الطازجة.حيث يمكن لجريان الماء من مزارع الماشية أن يلوث الحقول التي تُستنبت فيها المنتجات الزراعية الطازجة. وبعض أنواع الخضراوات.
- يؤدي فضلات الإنسان والحيوان إلى تلوث المياه الجوفية والسطحية، بما في ذلك مياه الأنهار والبحيرات والمياه المستخدمة في ري المحاصيل. وعلى الرغم من استخدام الكلور لقتل بكتيريا الإيشريشيا كولاي ، فقد ارتبط تفشي هذه البكتيريا بتلوث الموارد المائية المحلية.
- تعد آبار المياه الخاصة مصدر قلق أكبر نظرًا لعدم اتباع الكثير من الأشخاص أي وسيلة لتطهير المياه. وتُعد إمدادات المياه في المناطق الريفية الأكثر عرضة لأن تكون ملوثة بالبراز.
الأعراض:
تظهر أعراض الإصابة ببكتيريا إي كولاي في غضون 24 ساعة من لحظة التعرّض لها، ولكن غالباً ما تظهر بعد ثلاثة إلى أربعة أيام، وقد تستمرّ لما يُقارب أسبوعين وفي بعض الاحيان لا تظهر اعراض علي الاشخاص المصابين ولكنّهم قادرون على نقل العدوى لغيرهم:
- ألم في البطن أو مغص شديد، وغالباً ما يحدث بشكل مفاجئ.
- فقدان الشهية وظهور الغازات
- . إسهال شديد وغالباً ما يبدأ بعد ظهور الألم ببضع ساعات.
- ظهور دم فاتح اللون مع البراز بسبب تضرر الجهاز الهضمي من المواد السامة المفرزة من قِبل بكتيريا الإيشريشيا كولاي .
- الغثيان، والقئ في بعض الأحيان.
- ظهور الدم في البول ونقصان كمية البول وشحوب لون الجلد في الحالات الشديدة من عدوى الأمعاء.
- درجة الحرارة غالباً لا تتجاوز 38 درجة مئويّة.
- التعب والإعياء العام بسبب المعاناة من الجفاف نتيجة فقدان السوائل.
هناك بعض العوامل التي تزيد من خطورة الاصابة بهذا الميكروب مثل العمر, يُعتبر الأطفال وكبار السنّ أكثر عرضةً للمعاناة من المشاكل الصحية عند التعرّض لبكتيريا الإيشريشيا كولاي ، وكذلك أكثر عرضة لظهور مضاعفات الإصابة بها, حيث ترتفع احتمالية المعاناة من الأمراض نتيجة التعرّض لبكتيريا الإيشريشيا كولاي في حالات ضعف جهاز المناعة.
إرشادات للحماية من تلوث الغذاء بالإيشريشيا كولاي :
- شطف المنتجات النيئة جيدًا.
- غسل اليدين والأوعية وسطح المطبخ بالماء الدافئ والصابون قبل وبعد تحضير الطعام أو تناوله.
- المحافظة على بقاء الاغذية النيئة، خاصةً اللحوم منفصلة بعيدًا عن الأطعمة الجاهزة للاستهلاك.
- وضع الطعام القابل للتلفعلى الفور بالثلاجة تجميده.
- تجنب شراء الألبان غير المبسترة.
- الحرص على طهي الطعام جيدًا، واستخدام جهاز قياس الحرارة للتحقق من درجة الحرارة.
د. شيرين عبد الفتاح يس – باحث اول بمعهد بحوث صحة الحيوان –فرع كفر الشيخ – قسم صحة الاغذية – مصر