أخبارمقالات

الدكتورة نيفين صلاح تكتب : داء القطط أو داء المقوسات (التوكسوبلازما)

الحيوانات الأليفة هي الحيوانات التى يتم تربيتها في المنزل وتربي بغرض الهواية أو الحراسة مثل الكلاب، ومن الملاحظ الإهتمام بهذه الحيوانات وتربيتها في المنازل، وهذا الاهتمام ليس حديثًا فهو موجود منذ قديم الزمان ولكن مع مرور الوقت زاد انتشار تربية الحيوانات الأليفة. وتعد القطط والكلاب من أكثر الحيوانات التى يتم تربيتها. لكن تعمل الحيوانات الأليفة كعوامل خازنة للعديد من الأمراض الطفيلية والتى يمكن نقلها الى الإنسان وذلك من خلال تلوثها للطعام او الشراب وتسبب له العديد من الأمراض التى تعرف بالأمراض المشتركة.

وتنقسم الطفيليات الداخلية الى الديدان الاسطوانية والديدان الشريطية والطفيليات الأولية ومن اهم الطفيليات الاولية:-

طفيل التوكسوبلازما:-

هى أوليات معوية مشتركة تصيب القطط والنابيات البرية وتنتقل إلي جميع الحيوانات المستأنسة والإنسان. يعرف مرض التوكسوبلازما بداء القطط وهومن أكثر الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوانات.

طرق العدوى للإنسان: عن طريق تناول الخضروات والفاكهة ملوثة من براز القطط المصابة بها الطور المعدى (البيوض) أو عن طريق التعامل مع التربة الملوثة فى الحدائق وعدم غسل الأيدى بالإضافة إلى تناول الإنسان للطعام الغير مطهى جيدا, واللحوم المصنعة مثل اللانشون والبسطرمة وأيضا منتجات الألبان الملوثة بالبيوض. ومن الممكن أن تنتقل العدوي من إنسان إلى آخر لكن فى حالات نادرة جدا مثل عند نقل الدم أو زراعة الأعضاء المصابة, وأيضا من الأم للجنين أثناء فترة الحمل وذلك إذا أصيبت الأم أثناء الحمل أو قبل الحمل مباشرة.

دورة حياة طفيل التوكسوبلازما: لكى تتم دورة الحياة لهذا الطفيل لابد من وجود عائلين:-

1) العائل النهائى (القطط): تنتقل إليها العدوى عن طريق أكل العائل المصاب مثل القوارض أو أكل اللحوم النية

المحتوية على حويصلات التوكسوبلازما ويخرج الطفيل من الحويصلات فى الجهاز الهضمى للقطط حيث يتم التكاثر وإنتاج البيوض. ويمرالعديد من البيوض مع براز القطط ولكن لمدة اسبوع إلى إسبوعين فقط . وبعد 1-5 أيام فى فى البيئة تنضج وتصبح قادرة على احداث العدوى.

2) العائل الوسيط ( الإنسان, القوارض, الحيونات المستأنسة الأخرى): تحدث العدوى عن طريق بلع البيوض  الناضجة الموجودة ببراز القطط المصابة وقد تلوث التربة والمياه وبعد فترة من إبتلاع البيوض, تكون السوارع (tachyzoites)

وتنتشر السوارع فى جميع أجزاء الجسم وتكون حويصلات فى الأنسجة العصبية والعضلية. وتظل تلك الحويصلات مدى الحياة وتكون معدية لأي عائل آخر سواء كان القطط أو عائل وسيط مثل الإنسان عن طريق تناول لحم االحيوانات المصابة بالطفيل مثل لحوم الابقار.

الأعراض:-

الأعراض فى القطط: وتشمل حمى, وفقدان للشهية, وضعف , وإسهال وأحيانا قئ وهناك أعراض أخرى مرتبطة بكون الحالة حادة أو مزمنة, ومرتبطة بمكان تواجد الطفيل في الجسم مثل الإلتهاب الرئوى, وأعراض الصفراء, العمى.

الأعراض فى الانسان: تختلف الأعراض حسب مناعة الجسم, فى معظم الأحيان تكون المناعة قوية وبالتالى لا تظهر أعراض علي الإنسان أو أعراض خفيفة تشبه أعراض الأنفلونزا ولكن مع ضعف المناعة يسبب أعراض خطيرة منها صداع, وتشنجات, وإلتهاب رئوى, ومشاكل في الشبكية قد تؤدى إلى العمى.

لكن عند إصابة الأم أثناء فترة الحمل فإن العدوى تنتقل للجنين ويحدث هذا أكثر فى الثلث الأخير من الحمل, ولكنه أخطر في الثلث الأول من الحمل وينتهى بالإجهاض, وفي حالات قليلة يستمر الحمل ولكن ينمو الجنين ببطء ويولد قبل الاوان وعند الولادة لا يكون لدي حديثى الولادة اعراض عادة, ولكن قد يكون لديهم عدد من المشاكل بما فى ذلك: رأس صغير , التهاب الدماغ , اليرقان (لون اصفر للجلد وبياض للعينين) , تضخم الكبد والطحال , التهاب القلب او الرئتين او العينين (تؤدى الى العمى) , طفح جلدى. ويمكن ان تحدث مشاكل عصبية شديدة بما فى ذلك الصرع . وقد يعانى بعض الاطفال من اعاقة ذهنية .
التشخيص:

1) فحص عينات براز القطط.

.(IgG, IgM) 2) قياس الأجسام المضادة للتوكسوبلازما في الدم

3) إختبار جزيئى لتحديد الحمض النووى الخاص بالطفيل فى سوائل الجسم.

الوقاية والعلاج :-

1) يتم العلاج عن طريق إستخدام المضادات الحيوية مثل بيريميثامين وسالفاديازين وهذه الأنواع من الأدوية يتم إعطاؤها للحالات التى تعانى من أعراض شديدة بالإضافة إلى جرعة من حمض الفوليك وفيتامين ب.

2) إرتداء القفازات أثناء التعامل مع القطط أو تنظيف مكان القطط مع التخلص بشكل مستمر من فضلات القطط مع غسل الأيدى بعدها يقلل فرص العدوي وذلك لأن البيوض الذى يخرج من القطط يحتاج إلي 1-5 أيام ليصبح قادر علي إحداث العدوي.

3) منع إعطاء القطط الأطعمة النية وأيضا اللحوم المصنعة مثل اللانشون والبسطرمة وإعطائهم طعام مطهى جيدا.

4) منع وصول الفئران إلى القطط لأنها مصدر للعدوى.

5) النظافة بإستمرارمع إرتداء القفازات أثناء التعامل مع اللحوم النيئة وتجنب تناولها إلا إذا كانت مطهية جيدا مع غسل الخضروات والفاكهة جيدا.


نيفين صلاح علي ساطور – باحث اول طفيليات – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز الاسكندرية – مركز البحوث الزراعية – مصر

 





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى