يناقش دور تكنولوجيا النانو في مجالات الطاقة والزراعة ومعالجة المياه وتقنيات البيئة وترميم الآثار
كتب : د. طارق قابيل
أفتتح أمس المؤتمر الأول لكلية الدراسات العليا للنانو تكنولوجي بجامعة القاهرة، بعنوان «استشراف مستقبل تكنولوجيا النانو: الرؤية والتطبيق.. معوقات وحلول»، في الفترة من 24 حتى 26 سبتمبر بمقر الكلية.
عقد المؤتمر تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس الجامعة، وإشراف الدكتورة رباب الشريف، عميد الكلية، وذلك في إطار حرص الجامعة على الارتباط بالتطورات العلمية المتسارعة، خاصة المتخصصة في مجال تقنية النانو، بما يساهم في تحقيق التنمية الصناعية طبقًا لعصر الثورة الصناعية الرابعة.
وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قالت الدكتورة رباب الشريف، عميدة الكلية، إنّ المؤتمر يشارك فيه شخصيات عامة من القطاعين الحكومي والخاص ممن لهم إسهامات مميزة في مجال تطوير التعليم والبحث العلمي، وقيادات الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة ومديرو المراكز العلمية في الجامعات المصرية، وشركات وخبراء في مجال النانوتكنولوجي، وباحثون وخريجون وطلاب.
وألقي الأستاذ الدكتور محمد محسن العطار نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا الكلمة الافتتاحية نيابة عن الأستاذ الدكتور محمد الخشت، رئيس جامعة القاهرة.
وبحسب الدكتور الخشت، فإنّ مجال النانوتكنولوجي أحد أهم الاتجاهات العلمية العالمية الحديثة التي تشهد اهتمامًا متزايدًا وتطورًا سريعًا على مستوى العالم، ما يستلزم التوعية العلمية بهذا المجال ومعرفة الضوابط والمعايير الحاكمة لاستخدامه، مؤكدًا ضرورة الاهتمام بـ تكنولوجيا النانو وتحديد أولويات ومجالات البحوث والتطوير المستقبلي لهذه التقنية، التي بدأت اقتحام مجالات الحياة الصناعية والزراعية والغذائية والتجارية والطبية والعسكرية وغيرها.
من جانبها، أشارت الدكتورة رباب الشريف، إلى عقد العديد من الفعاليات على هامش المؤتمر، منها تنظيم معرض للشركات المتخصصة في مجال الأجهزة والاختبارات العلمية والوسائل التعليمية التفاعلية الحديثة والتقنيات المتطورة، وتنظيم مسابقة «أحسن بوستر مشروع تخرج» لطلاب الكليات العلمية بالجامعات المصرية في مجال النانوتكنولوجي، إضافة إلى تكريم الداعمين والمشاركين في إنشاء وتفعيل المنظومة العلمية والتعليمية والرواد على المستوى القومي.
وفي المحاضرة الافتتاحية، قدم الأستاذ الدكتور عصام خميس نائب رئيس الجامعة المصرية الروسية، وعضو اللجنة الاستشارية للعلوم المفتوحة باليونسكو، محاضرة عامة بعنوان: “نحو اجماع عالمي على العلم المفتوح: توصيات واقتراحات” وأستعرض العديد من التوصيات في مجال العلم المفتوح، وأوضح أنه خلال الدورة الأربعين للمؤتمر العام لليونسكو في عام 2019 وبمشاركة 193 دولة عضو في المنظمة، تم الاتفاق على وضع خارطة طريق لإصدار واعتماد توصية بشأن العلم المفتوح عرضت في المؤتمر الحادي والأربعون في نوفمبر 2021. وقامت اليونسكو خلال الفترة يناير 2020 حتى اليوم بتجميع المدخلات من ممثلي الدول الأعضاء وجميع أصحاب المصلحة المهتمين بالعلم المفتوح، وتم التشاور عبر الفيديو كونفرانس وتم عقد العديد من الاجتماعات الإقليمية والاجتماعات المتخصصة وإجراء المناقشات العديدة حول الآثار والفوائد والتحديات الخاصة بالعلم المفتوح في جميع أنحاء العالم. وتطرقت المحاضرة إلى الموضوعات التالية:
تعريف العلم المفتوح ولماذا الاحتياج إلى العلم المفتوح، وماهي أهداف ومكونات العلم المفتوح، وما هي القيم الأساسية الأربعة للعلم المفتوح، والمبادئ التوجيهية الستة لكي يصبح العلم المفتوح حقيقة واقعة. كما استعرض الدكتور خميس أهم تحديات تطبيق العلم المفتوح، وكيف يمكن للعلم المفتوح تيسير إنتاج ونشر المعرفة العلمية، وأختتم المحاضرة بتوصيات تطبيق العلم المفتوح في مصر لمواكبة الإجماع العالمي في هذا المجال.
ثم قدم اللواء الدكتور المهندس أسامة الجمال، من كلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية العليا محاضرة عن التكنولوجيا الحديثة ومنها تكنولوجيا النانو وانعكاسها على الأمن الوطني. وقدم العديد من التوصيات لتثقف الشباب ضد الحروب الحديثة التي تعتمد على جميع التكنولوجيات الحديثة والبازغة بدلا من الحروب المباشرة.
في الجلسة الثانية للمؤتمر، قدم الأستاذ الدكتور أحمد عبده الشريف أستاذ الكيمياء وعميد كلية العلوم جامعة القاهرة محاضرة علمية متخصصة عن التطبيقات الكيميائية للمواد النانوية لإزالة المخاطر البيئية، وتحدث عن تطبيقات الكيمياء الخضراء لمداواة البيئة، وأستعرض أهم أبحاثة، والتطبيقات الحديثة في هذا المجال.
يستهدف المؤتمر التوعية بأهمية علم النانو تكنولوجي في مختلف التطبيقات والمجالات، نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعظيم دور تكنولوجيا النانو في العديد من الجوانب، مثل إيجاد وتطوير مصادر بديلة ونظيفة للطاقة، وإيجاد حلول بديلة للتدوير والتخلص من المخلفات البيئية ومعالجة المياه والتربة، وحماية الآثار والمحفوظات عن طريق استحداث طرق الترميم والصيانة باستخدام مواد ومتراكبات نانومترية تُحقق استدامة المعالجات لمختلف المواد، إضافة إلى إلقاء الضوء على أهم المُستحدثات في تطبيقات علم النانو تكنولوجي والذكاء الاصطناعي، ودراسة أهم المخاطر والاحتياجات والمعوقات التي تواجه علم النانو وإيجاد حلول لها.
ثم أستعرض الأستاذ الدكتور ناجح علام من الجامعة الأمريكية بالقاهرة كيف تمتلك تقنية النانو الأمل في حل مشاكلنا الناشئة وبصفة خاص قضيتي الطاقة والمياه.
وتناولت الدكتورة حنان سليمان النائب بمجلس الشيوخ، والأستاذة في جامعة بني سويف الطرق المختلفة للتغلب على السرطان، وتناول الأستاذ محمد ماجدي، مدير تطوير الأعمال، البعد الاقتصادي للبحث العلمي.
جدير بالذكر أن المؤتمر يتناول عدة محاور تتضمن عدة مجالات، أهمها التطبيقات الصناعية للمواد النانومترية ومن أهم مجالاته الطاقة والزراعة ومعالجة المياه، وتقنيات البيئة والترميم مثل مجالات البيئة والترميم والصيانة، والطاقة الخضراء، ومن المجالات الخاصة بها مصادرها وإنتاج الوقود الحيوي، إضافة إلى التكنولوجيا الحيوية النانوية مثل التطبيقات الطبية والصيدلانية والزراعية للمواد النانونية، والتطبيقات الإلكترونية والحاسب الآلي فائق السرعة، ومنها تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إنتاج الروبوتات وتكنولوجيا الإلكترونيات النانونية، والعلوم المتنوعة وتشمل جميع التطبيقات في مجالات العلوم ذات الصلة.
ويهدف المؤتمر للتوعية بأهمية علم النانوتكنولوجي في التطبيقات الصناعية، الطبية، الصيدلانية والزراعية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة في تلك المجالات. وتعظيم دور التكنولوجيا المستحدثة في إيجاد وتطوير مصادر بديلة ونظيفة للطاقة سواء الشمسية أو غيرها. وإيجاد حلول بديلة للتدوير والتخلص من المخلفات البيئية ومعالجة المياه والتربة عن طريق علم النانوتكنولوجي.
كما يلقي المؤتمر الضوء على حماية الآثار والمحفوظات عن طريق استحداث طرق الترميم والصيانة باستخدام مواد ومتراكبات نانومترية ذكية تحقق استدامة المعالجات لمختلف المواد. وأهم المستحدثات في تطبيقات علم النانوتكنولوجي والذكاء الاصطناعي (الروبوتات وتطبيقات الحاسب الآلي فائق السرعة). ويقدم المؤتمر دراسة تحليلية لأهم المخاطر، والاحتياجات والمعوقات التي تواجه علم النانوتكنولوجي والسعي لإيجاد حلول لها. وتستمر أعمال المؤتمر اليوم وتنهي أعماله غدا بإذن الله.
0
