أخباردرسات وابحاثزراعة عربية وعالميةمجتمع الزراعةمحاصيلمقالات

الدكتور طارق قابيل يكتب : الحرب الأوكرانية تُسرع إقرار قانون التكنولوجيا الجينية والتحرير الجيني البريطاني

لحكومة البريطانية تتقدم بمشروع قانون يسمح بزراعة المزيد من المحاصيل المعدلة وراثيا

تمنع الحصارات الروسية تصدير السلع الغذائية الرئيسية مثل القمح من أوكرانيا، مما يؤدي إلى نقص المعروض، وارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميا، وكانت الأمم المتحدة قد قدرت أن 1.7 مليار شخص في 100 دولة سيتأثرون بانخفاض إمدادات الحبوب هذا العام من أوكرانيا، المعروفة باسم سلة خبز أوروبا وروسيا. وسرعت هذه الأزمة العالمية فرصة اتخاذ قرار من المشرعين البريطانيين بطرح أول أطعمة معدلة وراثيًا على أرفف السوبر ماركت في بريطانيا لأول مرة، بحلول العام المقبل.

وسط المخاوف بشأن الاكتفاء الذاتي الغذائي في بريطانيا، قدمت الحكومة البريطانية مشروع قانون يسمح للمزارع بزراعة المزيد من المحاصيل التي تم تعديلها وراثيا لتكون أكثر مقاومة للأمراض أو تحتاج إلى كميات أقل من المياه أو الأسمدة.

وعلى الرغم من وجود خطط لمشروع القانون منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلا أن مصدر حكومي قال إن القرار اكتسب أهمية إضافية في أعقاب الحرب الأوكرانية-الروسية.

ومن المتوقع أن يتم تسريع زراعة المحاصيل المعدلة وراثيًا لتخفيف أزمة الغذاء، حيث أن تسريع الموافقة على إنتاج المحاصيل المعدلة وراثيًا سيساعد على ضمان توافر الإمدادات الغذائية البريطانية في أعقاب الصراع في أوكرانيا.

قال جورج يوستيس، وزير البيئة، لصحيفة “ذي تليغراف” (The Telegraph): “تسمح لنا التقنيات الدقيقة بتسريع تكاثر المحاصيل التي لها مقاومة طبيعية للأمراض وتغير المناخ، واستخدام أفضل لمغذيات التربة حتى نتمكن من الحصول على عوائد أعلى بمبيدات حشرية واسمدة أقل.”

وأضاف: “ندرة المياه هي التحدي القادم مع تغير المناخ، وبالتالي يمكن أن تكون هذه التكنولوجيا ضرورية للأمن الغذائي العالمي”.

وكان من المقرر الكشف عن الخطط في وقت سابق من هذا العام لكنها تأجلت بسبب الغزو الروسي، ومن المفهوم أن الوزراء يفكرون في وضع أهداف للإنتاج المحلي للغذاء، وستركز الخطة الآن بشكل متزايد على الأمن الغذائي.

تعتمد بريطانيا بشكل كبير على واردات الغذاء، مما يجعلها أكثر عرضة لتضخم أسعار الغذاء الناجم عن التقلبات العالمية في الأسعار.

التأثير “المروع”

 

في الأسبوع الماضي، حذر أندرو بيلي، محافظ بنك إنجلترا، من التأثير “المروع” لغزو فلاديمير بوتين لأوكرانيا على أسعار المواد الغذائية والإمدادات.

قال بيلي للنواب في لجنة اختيار الخزانة: “هذا مصدر قلق كبير وليس مجرد مصدر قلق كبير لهذا البلد فقط، إنه مصدر قلق كبير للعالم النامي أيضًا.”

وسيكون الأمن الغذائي أيضًا جزءًا بارزًا من الكتاب الأبيض للاستراتيجية الوطنية للغذاء المتوقع نشره الشهر المقبل.

وسيتم تقديم مشروع قانون التكنولوجيا الجينية (التربية الدقيقة) إلى البرلمان هذا الأسبوع، وستتم قراءته للمرة الثانية في غضون أسبوعين. ومن المؤمل أن يتم سن القانون في وقت لاحق من هذا العام مع طرح أول أطعمة معدلة وراثيًا على أرفف السوبر ماركت في بريطانيا بحلول العام المقبل.

تم تحديد مشروع القانون في خطاب الملكة وهو مصمم “لإزالة الحواجز غير الضرورية الموروثة من الاتحاد الأوروبي” بالإضافة إلى تعزيز إنتاج الغذاء في المملكة المتحدة.

تم إبطال استخدام التكنولوجيا في البداية من خلال حكم صدر عام 2018 عن محكمة العدل الأوروبية والذي قرر أنه يجب تنظيمها بنفس طريقة التعديل الوراثي للكائنات المحورة وراثيا.

وردا على سؤال حول تأثير الصراع على الخطط، قال بيلي “لقد كان دائمًا بارزًا جدًا كميزة كبيرة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ولكن أيضًا نعم – فقد تكون أخبارًا جيدة للأمن الغذائي فيما يتعلق بتطوير محاصيل أكثر مقاومة للأمراض”.

الحالة المصرية

يأتي مشروع القانون البريطاني كخطوة في طريق قبول بريطانيا للحلول العلمية الراهنة كبدائل لحل أزمة الغذاء، ولطالما كانت عائقا ضد استخدام التحوير الوراثي للكائنات من قبل. وقد حذت الكثير من الدول حذوها في إقرار القوانين المعدلة الجديدة بعد مراجعة متأنية للتقنيات المتاحة في عالم التحرير الجيني وأثرها المتوقع على إنتاج النباتات المحررة جنيا في المستقبل القريب.

وقد آن الأوان للبدء في مراجعة لقانون الأمان الحيوي المصري توطئة لإصداره قريبا للموافقة على تداول النباتات المحررة جينيا وغيرها من التقنيات الآمنة التي تبدأ عهد جديد للهندسة الوراثية، وتساهم بطريقة كبيرة في توفير الأمن الغذائي للشعوب.

__________________________________________________________

د. طارق قابيل

أكاديمي، كاتب، ومترجم، ومحرر علمي

– متخصص في الوراثة الجزيئية والتكنولوجيا الحيوية

– عضو هيئة التدريس – قسم النبات والميكروبيولوجي – كلية العلوم – جامعة القاهرة

– زميل أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا (ASRT Fellow) وعضو لجنة الثقافة والمعرفة بالمجالس العلمية المتخصصة، أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وزارة التعليم العالي – مصر.

– عضو لجنة دعم البحوث الأساسية Science Up بمكتب التقييم الفني والمتابعة وتقييم الأداء التابع لرئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.

– عضو اللجنة العلمية بمركز التراث العلمي، جامعة القاهرة.

البريد الإليكتروني: tkapiel@sci.cu.edu.eg

الموقع الإليكتروني: http://scholar.cu.edu.eg/tkapiel/

 

 

 

 





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى