الدكتور طارق قابيل يكتب: المزرعة النموذجية للإرشاد الزراعى وثبة كبيرة على الطريق الصحيح
المشروع يركز على دعم جهود الدولة فى مشروع المليون ونصف فدان
أولويات واستعدادات البحث العلمي لمرحلة ما بعد كورونا
بحسب البيان الإعلامي لأكاديمية البحث العلمي، صرح الدكتور محمود صقر رئيس الأكاديمية أن المشروع ضمن الخطة التنفيذية لإستراتيجية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتي أعدتها الأكاديمية عن أولويات واستعدادات البحث العلمي لمرحلة ما بعد كورونا، حيث أعلنت الأكاديمية عن فتح باب التقدم لتنفيذ مشروعات بحثية تطبيقية مبتكرة طبقا لأولويات الدولة من خلال فرق بحثية متميزة ومتكاملة وملتزمة وترغب في تحقيق إنجاز فعلى على أرض الواقع ومؤسسات متعاونة ومتكاملة وداعمة وتعاون وثيق وحقيقي بين مؤسسات البحث العلمي والصناعة والقطاع الخاص وتنفيذ فوري أو في أقصر وقت ممكن.
وأضاف صقر: “وكان من نتائج هذه الجهود المشروع الذي نفتتح أحد مخرجاته اليوم، مشروع الحملة القومية للنهوض بإنتاجية الأراضي الصحراوية بالتعاون مع شركة الريف المصرى. حيث وقعت أكاديمية البحث العلمى و التكنولوجيا وشركة الريف المصرى الجديد عقد اتفاق لانشاء عيادة زراعية ومزرعة بحثية نموذجية لخدمة المنتفعين بأراضى الـ 1.5 مليون فدان بحيث تكون موقع لوجستي لنشر مخرجات و تطبيقات البحث العلمي لخدمة مستثمري المشروع.”
دعم جهود الدولة فى مشروع المليون ونصف فدان
ركز المشروع على دعم جهود الدولة فى مشروع المليون ونصف فدان وخصيصاً منطقه المغرة والتى تعد المنطقة ذات التحديات الأكثر.
وتدعم الأكاديمية هذه الحملة الفريدة من نوعها بمبلغ ٣٠ مليون جنيه مصرى، وتم تجهيز مزرعة نموذجية تكنولوجية على مساحة ٥٠ فدان خصصتها شركة الريف المصرى لصالح المشروع، ويشارك فى تنفيذ هذا المشروع (الحملة) علماء وخبراء المراكز البحثية بوزارة الزراعة وعلى رأسها مركز بحوث الصحراء ومركز البحوث الزراعية، والمركز القومى للبحوث وجامعات الفيوم والنيل الأهلية وحلوان.
وأشار الدكتور صقر إلي أنه خلال السنة الماضية حرصت أكاديمية البحث العلمى على التواصل مع شركة الريف المصرى الجديد للتعرف على أهم التحديات التى واجهتها الشركة خلال الفترة السابقة ووضع هذه التحديات كأولوية فى المناقشات مع الخبراء و العلماء المصريين الذين تقدموا بمشروعاتهم لتقديم الحلول العلمية والتكنولوجية. وكان قرار الأكاديمية ضرورة تنفيذ مزرعة نموذجية بمنطقة المغرة تشتمل على عده تكنولوجيات تطبيقية تتناسب مع هذه المنطقة وتأخذ فى الاعتبار طبيعة المياه والتربة والإنتاج التجارى للمحاصيل المنزرعة.
تولى الحملة أهمية قصوى لزراعة المحاصيل المقاومة للملوحة والمتحملة للظروف المعاكسة و من أهمها الشعير، التين الشوكى، الزيتون، وبعض النباتات الطبية. كذلك سيتم الإعتماد على الرى بالتنقيط من خلال شبكات رى ذكيه تعتمد على تقنيات إنترنت الأشياء، ومن خلال المزرعة النموذجية سيتم تقديم عدة تكنولوجيات خاصة بالزراعات المحمية وصوب الهيدروبونيك الملحقة بالاستزراع السمكى، بالإضافة إلى نظام متكامل لتحلية المياه اعتماداً على الطاقة الشمسية.
عيادة زراعية ومركز للإرشاد الزراعي وحقول تجريبية ومحطات تحلية
وبحسب بيان الأكاديمية، أوضح اللواء مهندس عمرو عبد الوهاب، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة الريف المصرى أن هذه المزرعة النموذجية بكل مشتملاتها من عيادة زراعية حديثة ومركز للإرشاد الزراعي وحقول تجريبية ومحطات تحلية مياه جاءت بعد أقل من عام من تسليم الموقع لأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا وذلك ضمن بروتوكول التعاون الموقع بيننا والذى يهدف إلى إنجاح جهود الدولة فى مشروع إستصلاح وزراعة مشروعات المليون ونصف مليون فدان وتسخير مخرجات البحث العلمى للنهوض بالزراعة الصحراوية وحل المشاكل على أرض الواقع.
وأشار الدكتور أحمد مجدي جبر، المشرف على قطاع المجالس النوعية بالأكاديمية والمشرف على المشروع أن هذه المزرعة النموذجية للبحوث والتطوير والإرشاد تحتوي على مجموعة متنوعة من الحقول الإرشادية وعيادة زراعية تقدم كل الخدمات الإرشادية وتعالج أمراض النبات والآفات ومشاكل التربة والرى ومعمل ميدانى لأبحاث التربة والمياه وأمراض النبات ومحطة طاقة شمسية ووحدة تحلية مياه، وتعتمد المزرعة أحدث التكنولوجيات النظيفة والمستدامة.
وأعتقد إن هذا المثل من أهم الأمثلة الناجحة لدور أكاديمية البحث العلمي في دعم البحوث العلمية المؤثرة على ارض الواقع، وتعزيز جهود الدولة في توفير الغذاء لجموع الشعب المصري، حيث أنه من المعروف أن البحث العلمي هو قاطرة التنمية في أي مكان في العالم، ويحتاج النجاح في هذا المجال للاستقرار، ولخطط مستقبلية طويلة الأجل، وإلى إرادة سياسية وإلى إنفاق مادي كبير.
ومما لا شك فيه أن البحث العلمي في بلادنا قد بدأ في تحقيق بعض القفزات الجيدة، لكنّ حجم الدعم الذي تتلقاه الجامعات ومراكز البحوث لا يحقق الكتلة الحرجة لطموحاتنا العلميّة في تطبيق مخرجات البحث العلمي المصري.
والأكاديمية هي بيت الخبرة المصرية التي تقوم بتنظيم المشاريع العلمية في مصر وعمل دراسات استراتيجية وتقديم استشاراتها للحكومة وللمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا ولصناع القرار بشأن القضايا المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا في مصر. وانشئت الأكاديمية في سبتمبر عام 1972 بوصفها الهيئة القومية المسئولة عن العلوم والتكنولوجيا في مصر. وتتمثل رسالة الأكاديمية في التوظيف الفعال للطاقات العلمية والتكنولوجية وتوجيهها نحو خدمة القضايا التنموية، وتدعيم الروابط وتقوية التلاحم بين مؤسسات البحث العلمي والتكنولوجي وجهات الإنتاج والخدمات، والعمل على إشراك القاعدة العلمية والتكنولوجية في النقل المؤثر للتكنولوجيات المتقدمة، وتنمية الابتكارات الوطنية لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة في إطار من حماية حقوق الملكية الفكرية. وتواصل أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا مسيرتها في خدمة مجتمع البحث العلمي في مصر من خلال تشكيلاتها العلمية، والتي يناهز عددها نحو مائتي وخمسون تشكيلاً علمياً، تضم أكثر من أربعة آلاف من علماء مصر وخبرائها من الجامعات ومراكز البحوث والوزارات المختلفة. وتتولى الأكاديمية المعاونة في وضع السياسات العلمية والتكنولوجية وإعداد الخطط التفصيلية لبرامج تطوير البحث العلمي والتنمية التكنولوجية في إطار الخطة الاستراتيجية القومية للبحث العلمي، وتوفير مقومات وبرامج تنمية الموارد البشرية من العلماء والباحثين.
وأحمد الله – سبحانه وتعالي – لتحقيقه رؤيتي، وصدق توقعاتي لدور الأستاذ الدكتور محمود صقر في تطوير رؤية الأكاديمية والإهتمام بالمشروعات القومية في مقالي بجريدة الوطن إبان تسلمه قيادة الأكاديمية للمرة الأولي، مع أطيب أمنياتي لسيادته، ولقيادات أكاديمية البحث العلمي، ولجموع العاملين المصريين في مجالات البحث العلمي بدوام التوفيق بإذن الله، وأن يكونوا خير سند لنهضة الدولة المصرية في جميع المجالات.
أكاديمي، كاتب، ومترجم، ومحرر علمي، عضو هيئة التدريس – كلية العلوم – جامعة القاهرة – مصر