أخبارمقالات

الدكتور إبراهيم درويش يكتب : التغافل يقلل الخلافات ويحفظ طاقتك الإيجابية

التغافل: هو خُلقٌ كريم، وهو أدب السادة والعقلاء … وهو يعنى أن تغض الطرف عن الهفوات… وألا تحصي السيئات.. ولا تبحث.عن مايزيد الخلافات التى بطبيعتها موجودة بين البشر طالما هناك تعاملات وحياة ، وأن تترفع عن الصغائر،…
ولا تُركِّز على اصطياد السلبيات. وذلك لنزع فتيل الأزمات لتبرزها كانك يفرحك عثرات المتعاملين معك ومن حولك .. ومعالجة الكثير من المواقف التى تطرأ فى العلاقات الإنسانية اليومية .

والتغافل أيضا تجاهل السلوك الخاطئ حتى ينتهى الموقف بأقل الخسائر الممكنة … ومن ثم محاورة الطرف الآخر بلطف لمعالجة الموقف والتغلب على الآثار السلبية التى خلفها مغلبين حسن الظن دائما.
ومن البديهيات أنه ليس كل سلوك خاطئ يُفضَّل تجاهله،
فمواقف المكر والتكبر. والاستعلاء و التعدّي على حقوق الغير أو الظلم .المقصود … أو أكل الحقوق …أو ارتكاب المحرمات أو انتهاك حقوق الله عز وجل .بالطبع هذه الأمور ومثلها تستلزم التدخل المباشر “الحكيم”.. الذى يضع الأمور فى نصابها. ويعطى رسالة صارمة أن ليس كل الامور يمكن التغافل أو التغاضى عنها .. وأنها علامات فارقة فى العلاقات الإنسانية

…وقرار التغافل بيدك وعليك أن تأخذه في ثوان وفقاً للموقف وخبرتك..

ومن المهم أن نؤكد أن التغافل ليس غباءً؛ أو ضعف … لكن أحياناً يعتبر هو الحل الافضل لكثير من المواقف الحياتية حتى بين الزوجين .وسائر التعاملات اليومية
فيكون التغابي من الحكمة.. فكما قال الشاعر: ليس الغبي بسيِّدٍ في قومه.. ولكن سيّد قومه المتغابي.
وبالتالى فإن التغافل فن من فنون الحياة وهو مهارة حياتية مفيدة للفرد والأسرة والمجتمع.
فالمتغافل. مرتاح ومريح لمن حوله، يرى الخطأ فيحسبه بسرعة في دماغه ليتوصل لنتيجة ولذلك التغافل هو فن صعب لا يتقنه الكثيرون، وهو فن صعب ومعقد، يحتاج إلى ضبط النفس وحساب للعواقب، .والتجاهل فن وحكمة فهو في ظاهره يمكن أن يبدو غباء أو غفلة، ولكنه في الحقيقة حكمة وصبر وذكاء وتخطيط، فليست كل هفوة تحتاج إلى تدخل، وليست كل زلة أيضا يمكن التغاضي عنها، ولذا فإن التغافل كما قلت يتوجب أن يضاف لكورس يسمى مهارات الحياة؛
وقال الإمام أحمد ” تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل”، كما ورد عن معاوية بن أبي سفيان أنه قال “العقل ثلثه فطنه وثلثاه تغافل”، وقال الإمام الشافعي “الكيس العاقل؛ هو الفطن المتغافل” وكذلك قال الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم لمّا أخطأت بعض أزواجه: (عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ).
ولو وقف الإنسان موقف المُحصي المتصيد للزلات والأخطاء لتعب وأتعب..!… لأن بعض المواقف قد تكون خارجة عن الإرادة ..
و ممارسة التغافل تُقلّل من الانتقادات مع كثرة التعليقات السلبية ! خاصة مع بعض الشخصيات ذات الحساسية المفرطة والنفس القلقة المتحيرة..
والتغافل له فوائد كثيره لعل أهمها أنه يمنحك وقتاً للتفكير، ودراسة المشكلة من جميع جوانبها .و يمنحك فرصة للتراجع والمراجعة والإصلاح. ويعزز الود والمحبة لأن التغافل عن زلات الاصدقاء او الزوجين .. أو الاولاد ومن بينهم صلة فى الارحام. او زملاء العمل … نوع من التقدير والحرص على استدامة العلاقات الطيبة. وهدوء النفس واستقرار الحياة ويشيع البيئة الإيجابية
، بعيداً عن المشاحنات والتربص.
فلنرقَ ولنتغافل ولنتجاوز، فكم من أزمة ماتت في مهدها بالتغافل..
جمعتكم طيبة مباركة
ا.د ابراهيم حسينى درويش
وكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى