تعريف المضادات الحيوية:
– المضادات الحيويَّة هِيَ أدوية تُستَخدَمُ لمعالجة حالات العدوى البكتيرية،وهِيَ غير فعَّالة ضدَّ حالات العدوى الفيروسيَّة ومعظم حالات العَدوى الأخرى وكل نوع من المُضادَّات الحيويَّة فعَّال ضدَّ بكتيريا مُعيَّنة فقط ممَّا يُساعد الدِّفاعات الطبيعيَّة للجسم على القضاء عليها.
– بعض هذه المضادات الحيوية تعمل عن طريق قتل البكتيريا المسببة للعدوى وبعضها الآخر يمكنه وقف النمو الجرثومي أو وقف تكاثر الجراثيم فحسب، ممّا يتيح لمناعة الجسم الطبيعية الفرصة للقضاء عليها، وتختلف فعالية المضادات الحيوية من نوع لآخر حسب تقسيم المضادات الحيوية وفقاً لأنواع البكتيريا التي تحاربها.
مقاومة المضادَّات الحيوية ونبذة تاريخية:
تغيَّر البكتيريا شأنها شأن جميع الكائنات الحيَّة مع مرور الزَّمن، وذلك في استجابةٍ منها للتحدِّيات البيئيَّة، ونظرًا إلى الاستخدام الواسع وسوء استخدام المُضادَّات الحيويَّة، تتعرَّض البكتيريا إلى هذه الأدوية بشكلٍ مُستمرّ.على الرغم من أنَّ العديدَ من البكتيريا تمُوت عندما تتعرَّض إلى المُضادَّات الحيويَّة، تُصبح بعضها مُقاومةً لتأثيرات الأدوية ؛فعلى سبيل المثال، قبل 50 عامًا، كانت العنقوديَّة الذهبيَّة Staphylococcus aureus (سبب شائع لعدوَى الجلد) حساسةً جدًا للبنسلين،ولكن مع مرور الزمن، طوَّرت سُلالات من هذه البكتيريا إنزيمًا لديه القدرة على تفكيك البنسلين، ممَّا يجعل الدَّواء غير فعَّال.استجاب الباحثون لهذا الأمر عن طريق تطوير شكلٍ للبنسلين لا يستطيع الإنزيم تفكيكه؛ ولكن بعد بضعة أعوَام، تأقلَمت البكتيريا وأصبَحت مُقاومةً لهذا الشكل المُعدَّل للبنسلين.كما طوَّرت بكتيريا أخرى أيضًا مُقاومةً للمُضادَّات الحيويَّة.
يمكن لمقاومة البكتيريا أن تتطور دون تدخل بشري عندما تدافع البكتيريا عن نفسها ضد تلك المضادات الحيوية، لكن مقاومة الجراثيم المتفشية الآن هي على الأغلب بسبب الإفراط في المضادات الحيوية وسوء استخدامها على سبيل المثال, البكتيريا لديها القدرة بالعيش والنمو في ظل تعاطي نوع أو أكثر من المضادات الحيوية، ونتيجة قدرة البكتيريا على اكتساب أكثر من نوع من أنواع المقاومة بمرور الوقت، يمكنها أن تكتسب مناعة ضد فئات كاملة من المضادات الحيوية.
ويمكن للعلاج بالمضادات الحيوية الذي يعزز مقاومة البكتيريا أن يأتي من مصادر أخرى أيضًا؛ حيث يتم رش المحاصيل الزراعية بهذه العقاقير مباشرة باعتبارها مبيدات حشرية، كما يتم استخدامها يوميًّا مع الماشية باعتبارها معززات نمو وبالتالى تظهر مخلفات المضادات الحيوية في اللحوم والحليب، ومشتقاته، والسماد العضوي الذي يُستخدم لتخصيب المحاصيل ويمكنها أن تلوث المنتج والمجاري المائية من خلال جريانها يتم وصولها للأسماك التي يتم استزراعها في المزارع السمكية.
أسباب ظهور سلالات من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية:
1- الاستعمال الخاطئ للمضادات الحيوية ويحدث ذلك عندما لا نستعمل المضادات الحيوية بطريقة صحيحة؛ أي عندما نوقف العلاج مبكراً، أو عندما نخفض من جرعات الدواء.
2- اللجوء المفرط وغير الملائم للمضادات الحيوية ويحدث ذلك عندما نستعمل المضادات الحيوية في حالات مرضية لا تستدعي اللجوء إليها .
3- اسباب متعلقة بالبكتيريا نفسها ويرجع هذا إلى التغيرات التي تحدث داخل البكتيريا وقد تحدث هذه التغيرات لأسباب مختلفة، منها:
- الطفرات Mutation)): تحدث هذه الطفرات الجينية عندما تتكاثر البكتيريا، وفي بعض الأحيان قد تؤدي هذه الطفرات إلى تطور بكتيريا ذات جينات تساعدها على مقاومة المضادات الحيوية.
- الضغط الانتقائي Selective Pressure)): يعني الضغط الانتقائي أن البكتيريا التي تحمل جينات المقاومة تصمد وتتكاثر، فتصبح البكتيريا المقاومة الجديدة هي النوع السائد.
- نقل الجينات Gene Transfer)): يعني نقل الجينات أن البكتيريا لا تحتاج إلى التكاثر لتمرير حمايتها الجينية ضد المضادات الحيوية، بل إنها تمررها ببساطة بين أنواعها المختلفة.
- تغير النمط الظاهري (Phenotypic Change): يمكن للبكتيريا تغيير بعض خصائصها بحيث تصبح مقاومة للمضادات الحيوية الشائعة.
تأثيرالبكتريا المقاومة للمضادات الحيوية على الإقتصاد (المكسب بالمزرعة):
توفر صناعة تربية الأحياء المائية نصف الأسماك وثمار البحر المستهلكة في كل أنحاء العالم، وتعد صناعة الاستزراع المائي من أسرع قطاعات إنتاج الأغذية نموًا في العالم، وهي مصدر حيوي للبروتين لعدد متزايد من الناس في كل أنحاء العالم، لا سيما في العالم النامي. ونتيجة تزايد الاستزراع السمكى والتوسع فى الاستزراع المكثف للاسماك فقد ازداد معدل انتشار الامراض البكتيرية بين الاسماك فى تلك المزارع والتى تمثل مشكلة حيوية كبيرة لانها قد تسبب نفوق كميات كبيرة من الاسماك المستزرعة،مما أجبرالمزارعين على استخدام المضادات الحيوية لحماية ووقاية وعلاج الاسماك المستزرعة من هذة الاصابات ومع تزايد استخدام المضادات الحيوية ارتفعت تكاليف الانتاج كما نتج عن ذلك ظهور سلالات بكتيرية مقاومة لهذة المضادات الحيوية مما يزيد من صعوبة المشكلة مع مرور الزمن واحتمال نفوق الاسماك فى اى وقت كما أن تراكم هذة الكيماويات فى جسم الاسماك المعالجة قد يجعلها تصل وتتراكم داخل جسم الانسان المستهلك لهذه الاسماك.
ولذلك عمل الباحثون على ايجاد مواد طبيعية بديلة وامنة ترفع مناعة الاسماك ولا يكون لها اثر سلبى على صحتها وصحة المستهلك حتى فى حالة الافراط المتزايد فى استخدامها.
هناك العديد من التوصيات والنصائح الهامة التى يجب مراعاتها عند إستخدام المضادات الحيوية فى علاج الاسماك :
1- عمل إختبار حساسية للبكتريا المعزولة لأختيار المضاد الحيوى الاكثر فاعلية .
2- الأهتمام بجودة وخواص المياه عند أستخدام مضاد حيوى فى العلاج .
3- العلاج الدوائى والكيماوى للأسماك المرباة فى الاحواض الترابية بطيئة الصرف والرى غير فعال وقد يكون له من الاثر الضار أكثر مما له من فوائد .
4- يجب أستخدام المضاد الحيوى حتى الشفاء كاملاً وغالباً فى الاصابات البسيطة من 5-7 أيام حتى لا يحدث عند الميكروب مناعة من الدواء المستخدم .
5- أستخدام المضادات الحيوية لا يكون إلا تحت إشراف متخصصين يعرفون كيفية تشخيص المرض , ومدى الاصابة , وتحديد الجرعة سواء كانت وقائية أو علاجية .
6- عدم الجمع بين أنواع مختلفة من المضادات الحيوية فى أن واحد لأن ذلك يؤدى إلى التداخل فيما بينهم وقد يوقف عمل بعضهما البعض .
7- عدم صيد وبيع الأسماك التى تم علاجها بالمضادات الحيويه قبل 3-4 أسابيع من نهاية العلاج حتى نتيح للأسماك فرصة للتخلص من المضادات الحيوية من الجسم.
8- أوصى أيضاً بتحسين إدارة الأراضي لمنع التسربات من الأراضي الزراعية، ومزارع الحيوانات، والمجاري من الدخول إلى مصادر المياه المستعملة فى المزارع السمكية.
د/ أمينة سالم على محمد كساب – معهد بحوث الصحة الحيوانية- معمل فرعي كفرالشيخ
باحث بمعهد بحوث الصحة الحيوانية – تخصص:أمراض الأسماك – مركز البحوث الزراعية – مصر