أخبارانتاج حيوانىرئيسيمقالات

الدكتورة ياسمين ممدوح تكتب : مرض التهاب الضرع في الأبقار وطرق التشخيص والوقاية

تعريف مرض التهاب الضرع في الأبقار:

التهاب الضرع هو التهاب في الغدة الثدية بسبب عدوى بكتيرية أو إصابة في الضرع ويظل هو المرض الأكثر شيوعًا الذي يصيب قطيع الأبقار الحلوب  في جميع أنحاء العالم وهو مسؤول عن الخسائر الاقتصادية الفادحة بسبب:

1- انخفاض إنتاج الحليب (حتى 70٪)

2- الحليب المرتجع بعد المعالجة (9٪)

3- تكاليف العلاج

4- انخفاض في جودة الحليب وسعره وذلك يسبب ارتفاع عدد الخلايا البكتيرية في الحليب

5- زيادة مخاطر التهاب الضرع اللاحق واستبدال القطيع.

اسباب مرض التهاب الضرع في الأبقار:

يمكن أن يحدث هذا المرض بسبب عامل غير معدي مثل الكدمات أو عامل معدي ويعد النوع المعدي من التهاب الضرع هو الأكثر أهمية الذي يحدث بشكل متكرر بسبب العدوى عن طريق مسببات الأمراض مثل البكتيريا والفطريات( مثل الخمائر والاسبريجيللس aspergillus)  وتعد البكتيريا هى المسبب الرئيس لالتهاب الضرع عند الأبقار مثل أنواع هذه البكتيريا Staphylococcus aureus, Streptococcus agalactiae, Escherichia coli, klebsiella, enterobacter, pseudomonas, brucella, mycoplasma, corynebacterium pyogenes, Clostridia and pasteurella وغيرها من الميكروبات.

  أنواع مرض التهاب الضرع في الأبقار:

يقسم مرض التهاب الضرع في الأبقار

1-اولا حسب الاعراض إلى نوعين كما يلي:

أ-  مرض التهاب الضرع شبه السريري تحت الإكلينيكي:   يتميز هذا النوع من مرض التهاب الضرع بالاتى:

1- عدم وجود تغييرات ملحوظة في شكل الحليب أوالضرع

2- إنتاج الحليب ينخفض بنسبة 10- 20٪ مع تأثير غير مرغوب فيه على مكوناته وقيمته الغذائية مما يجعله منخفض الجودة وغير صالح للمعالجة

3- التهاب الضرع شبه السريري هو الأكثر شيوعًا والأكثر ضررًا من الناحية الاقتصادية

4- الانخفاض التدريجي في إنتاج الحليب هو سمة مميزة في هذا النوع مع عدم وجود تغيرات خارجية مرئية أو محسوسة على الرغم من وجود عدوى والتهاب في الضرع.

5- في هذا النوع عادة لا يتأثر العدد البكتيري لحليب القطيع ويبقى أقل من 50000 لكل مل.

6- تشير التقديرات إلى أن 50٪ من جميع البقر مصابة بالتهاب الضرع تحت الإكلينيكي في ربع ضرعها.

ب- مرض التهاب الضرع السريري الإكلينيكي: يتميز هذا النوع بالاتى:

  • وجود التهاب في الضرع يتميز بالحرارة والألم والتورم والاحمرار مع وجود تغير في شكل الحليب (متكتل أو دموي أو مائي أو مصفر)
  • انخفاض المجموع الكلي من إنتاج  الحليب.
  • عادة ما يكون مصحوب بحمى خفيفة مع اكتئاب الحيوان
  • الربع المصاب للحيوان حساس للمس ومؤلم إذا لم يتم علاج التهاب الضرع واستمرت العملية الالتهابية لفترة طويلة فإنه يتحول إلى التهاب الضرع المزمن الذي قد يؤدي أيضًا إلى تليف متقدم (صلابة الضرع) مما يجعل إفراز الحليب صعب فيصبح الحيوان غير قادر على إنتاج المزيد من الحليب وفي الحالات الحادة يحدث تُسمم في الدم الذي يمكن أن يؤدي لنفوق الحيوان.

ثانيا حسب المسبب الميكروبى الى نوعين كما يلى:

  • التهاب الضرع البيئى (Environmental Mastitis):

هو التهاب الضرع الذى ينتشر بسبب البيئة التى تحيط بالحيوان وما تحتويه من ميكروبات في الفرشة الرطبة او الطينية اوايدى الحلابين الملوثة او معدات الحليب الالى التى لم يتم تطهيرها وتنتقل هذه الميكروبات اثناء عملية الحلب او بعدها مباشرة ومن الامثلة الهامة لهذه الميكروبات :

  • الميكروب القولونى العصوى ((Escherichia coli: حيث يعتبر اهم مثال لالتهاب الضرع البيئى لما له من الاثر السئ علي الحيوانات التى تصاب به ولما له من اهمية اقتصادية كبيرة وفد يسبب النفوق اذا لم يتم التدخل السريع فى علاجه لسرعة تكاثره وافرازه للسموم فى الدم. ولعلاجه يجب اختيار مضاد حيوى مناسب حيث انه مقاوم للبنسيلين بشدة.
  • الميكروب غير السبحى Streptococcus dysagalactia) ): وهذا النوع يسهل علاجه ولكنه يسبب انخفاض انتاج اللبن وتلف جزء كبير من الارباع المصابة.
  • ميكروبات اللاهوائية Clostridial micro-organism)): تسبب النفوق بسبب افرازها للسموم فى الدم وربما يحدث غرغرينا ويسقط الجزء المصاب من الضرع .

ب-التهاب الضرع المعدى (contagious mastitis):

في هذا النوع تصل الميكروبات للضرع عن طريق الحلمات كعدوى ثانوية تعقب الاصابة الوبائية او اللبن الملوث او من خلال عدوى مركزية داخل الجسم. ومن الامثلة الهامة لهذه الميكروبات :

  • الميكروب السبحى streptococcus agalactia:هو ميكروب سريع التكاثر سريع في اتلاف الضرع فيسبب زيادة في عدد الخلايا الجسدية في اللبن ويحتاج الى التدخل السريع بالعلاج.
  • الميكروب العنقودى الذهبى staphylococcus aureus:هو ميكروب عنيد حيث يعيش فى اعماق الضرع ويتكاثر داخل الغدد اللبنية ويتلفها مكونا مستعمرات ونسيج ضام فيكون بذلك عائقا ومانعا امام المضادات الحيوية مما يمنع وصولها لاماكن تكاثره وقد تظهر خراريج على الضرع وكذلك قد يؤدى الى الغرغرينا خاصة في العجلات بعد الولادة وقد لوحظ ان الحيوانات المصابة بهذا الميكروب تستجيب بصورة اكبر عند علاجها اثناء فترة التجفيف وفى حال عدم استجابة الحيوان للعلاج بهذه الطريقة فانه يحسن التخلص من الحيوان المصاب لسببين:

اولا: الارباع التى تصاب بهذا الميكروب غالبا ما ينشط فيها الميكروب بطريقة متكررة في الموسم الواحد ويقل افرازها للبن بشكل ملحوظ فضلا عن ان تلك الحيوانات قد تستلزم تجفيفها قبل العلاج .

ثانيا: سرعة انتشار الميكروب من ربع الى ربع فى نفس الحيوان او من حيوان الى حيوان اخر مما يشكل خسائر مادية فادحة.

  • البكتريا الوتدية التقيحية :corynebacterium pyogenes

تتكاثر هذه البكتريا فى نسيج الغدد اللبنية مكونه قيحا تتحوصل وتكون بدورها خراجا وتتكرر هذه العملية لمرات فى الحيوان الواحد وقد تظهر عدة خراريج يتوقف معها افراز اللبن فى الحيوان وربما تفتح بعض تلك الخراريج الى خارج جسم الضرع فتتسبب فى نشر العدوى سريعا بين الحيوانات المختلفة مثل هذا النوع من التهاب الضرع ايضا لا يمكن علاجه الا بعد تجفيف الحيوان ثم يعالج جراحيا حيث يتحول الضرع كله الى خراج وربما يحتاج الى استئصال اجزاء كبيرة منه.

 

  • الميكوبلازما(mycoplasma):

يدخل الميكروب عن طريق ايدى الحلابين او ادوات الحلب الملوثه ويسبب التهاب شديد للضرع مما يؤدى الى تغيير شكل ولون وقوام ورائحة اللبن (يكون اللبن طبقات متعددة الاالوان عند وضعه في انبوبة اختبار غليظ القوام) وينتشر من حلمه الى حلمة ومن حيوان الى حيوان بسرعه وقد يسبب تليف فى انسجة الضرع وهو لا يتاثر بالمضادات الحيوية التى تعمل على جدار الخلية الميكروبية.

كيفية انتقال مرض التهاب الضرع في الأبقار:

تنتشر العدوى بسهولة من بقرة إلى أخرى أثناء الحلب من خلال:

1- الحليب الملوث.

2- أيدي الحلاب.

3- الروث الملتصق بالضرع حيث أن الفرشة الأرضية للحظائرتعد مصدرا هاماً للتعرض للميكروبات المرضية بسبب احتكاكها المباشر والمستمر بحلمات الضرع حيث ان بعض البكتيريا تنمو بسرعه وبأعداد هائلة في خلال 24 ساعة على الفرشة الأرضية خصوصا الرطبة اومرتفعة الحرارة

4- في حالة استخدام آلة الحلب قد تحدث العدوى أيضًا أثناء الفترة الفاصلة بين الحلب.

5- يمكن أن تنتقل العدوى من الأبقار المصابة والتي طرحت العامل المسبب في العلف أو المشرب.

6- يمكن ان يحدث الالتهاب في فترات الجفاف (عدم ادرار اللبن) نتيجة وجود انواع من الميكروبات كالمكورات السبحيه والتي توجد في الفم والجهاز التناسلي وعلى جلد الحيوان وكذلك ميكروبات الايشيريشيا كولاى والكليبسيلا والانتيروباكتير والتي تتواجد في البراز والفرشة ويمكن ان يحدث الالتهاب بعد الولادة مباشرة. أيضا هناك انواع من الاكتينوميسيز توجد في الجلد والأغشية المخاطية وتسبب ما يسمى التهاب الضرع الصيفي وخاصه اثناء فترات الجفاف.

تشخيص مرض التهاب الضرع في الأبقار:

1- التهاب الضرع السريري الحاد يمكن اكتشافه أي التعرف عليه بسهولة حتى من قبل المزارعين ويتم تشخيصه بسهولة بسبب تورم الضرع والألم والنقص الحاد في إنتاج الحليب

2- التهاب الضرع شبه السريري يصعب تشخيصه حيث لا يحتوي على تشوهات بصرية في الغدة الثدية (تورم، سخونة، تشققات) ولا في الحليب (الدم، التجلطات) لذلك فإن الفحص البدني الروتيني للضرع واختبارات الفحص التشخيصي للكشف المبكر عن التهاب الضرع لهم أهمية قصوى من أجل تقليل الخسائر الناجمة عن التهاب الضرع السريري وشبه السريري.

3- إجراء اختبارحقلي بسيط كل شهر  داخل المزرعة وهو اختبارعد الخلايا البيضاء في اللبن المنتج ككل وذلك لاكتشاف بداية المرض للوقاية منه حيث انه يجب الا يتعدى العدد الكلى للخلايا البيضاء في اللبن عن 400 ألف خليه لكل 1سم3 لبن لمده 3 أشهر متعاقبة  أما عند ظهور عدد أكبر فلابد أن تخضع المزرعة لاختبارات التهاب الضرع على مستوى كل حيوان حلاب علي حدة وذلك لتفادى حدوث الالتهاب في القطيع كله.

4-  اختبار كاليفورنيا لاكتشاف الحالات الغير ظاهره إكلينيكيا.

5-  تعتبر الاختبارات غير المباشرة مثل (تعداد الخلايا الجسدية، اختبار التهاب الضرع) مفيدة في تحديد جودة الحليب في غياب المرافق المختبرية وهذه الاختبارات بسيطة، اقتصادية، سريعة وسهلة الاستخدام.

6- يتم اجراء بعض الطرق الكيميائية كقياس تركيز ايونات الصوديوم والكلوريد في اللبن وكذلك مقدار التوصيل الكهربي لسائل اللبن وقياس نسبة الألبيومين في اللبن واختبار توقف انزيم التربسين حيث أن زيادة تركيزه في اللبن تعتبر دلاله على الإصابة بالتهاب الضرع (فيما عدا لبن السرسوب) الذي ينتج بعد الولادة مباشره.

7- يتم عزل البكتيريا من عينات اللبن وذلك للوصول للبكتريا المسببه لالتهاب الضرع وعمل اختبار الحساسيه للمضادات الحيوية للوصول الى افضل علاج.

8- فى الاونة الاخيرة يتم استخدام تقنية ERIC-PCR فى الكشف عن البكتريا المسببة لالتهاب الضرع لمعرفة مدى التطابق والاختلاف بين العترات المعزوله من هذه البكتريا حيث يتم عمل PCR باستخدام ERIC primers(forward and reverse) ثم يتم الفصل عليgel electrophoresis  وقراءة النتائج ومقارنة العترات حسب banding pattern .

علاج مرض التهاب الضرع في الأبقار:

1- يعتمد علاج التهاب الضرع السريري بشكل عام على العلامات السريرية واحتمالية الاستجابة.

2- يجب أن يشمل العلاج الداعم حيث يتم إخراج الحليب من الضرع والمراقبة حتى تتوفر النتائج في اليوم التالي.

3- في حالة وجود مسببات الأمراض المعدية يجب معالجة جميع الأرباع الأربعة للضرع لضمان القضاء على العامل الممرض ومنع العدوى المحتملة لربع غير مصاب.

4- يجب اتباع تعليمات الشركة المصنعة للأدوية بشأن تكرار العلاج مدته ومستواه بدقة ويمكن وضع مرهم الضرع على الضرع لتقليل الالتهاب.

5- يجب أن يصل الدواء (عادة مضاد حيوي) إلى البكتيريا المسببة في الضرع لذلك فإن المعالجة داخل الحلمات هي الطريقة الأكثر شيوعًا لجميع أشكال التهاب الضرع حيث يتم إعطاء المضاد الحيوي في حلمة الربع المصاب بعد إفراغه من الحليب وتكون الطريقة كالاتي: يتم تنظيف الحلمة جيدا من الافرازات المصاحبة للالتهاب وذلك باستخدام الكحول الإيثيلي (70٪)  ثم ادخال قنية الإبرة (الحقنة) بإحكام على مدخل قناة الحلمة مع تدليك خفيف للضرع من أجل توزيع أفضل للدواء في حركات من الأسفل إلى الأعلى مع مراعاة ان يكون الدواء المحقون في درجة 35 درجة مئوية.

6- ان ممارسات المزارعين الخاطئة في استخدام المضادات الحيوية أدت إلى ظهور بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية وهي من أكبر المخاطر التي تعيق الصحة إذ تؤثر على صحة الإنسان والحيوان معًا حيث يمكن أن تنتقل البكتيريا المقاومة للمضادات من الحيوان للإنسان، والعكس .

للوقاية من مرض التهاب الضرع تم وضع العديد من النقاط تمثلت بما يلي:

  • تحسين أساليب تربية الحيوانات( النظافة والإدارة الجيدة) هي الطريقة العملية الوحيدة للوقاية والسيطرة على المرض لمنع الأبقار من إتلاف حلماتها.
  • استخدام تقنية حلب جيدة أو آلة حلب تعمل بشكل مناسب وتغمس بمطهر بعد كل حلب لجميع الأبقار.
  • تجنب الحلب المتتالي.
  • . الفحص المنتظم للكشف المبكر والعلاج واجراء اختبار العدد الكلى للخلايا البيضاء في اللبن شهرياً.
  • تطبيق الشروط والطرق الصحية التي تتبع اثناء سيرعمليات الحلب، وكذلك معاينه تصميم المزرعة والمحلب ومدى ملاءمتهما للشروط الصحي.
  • توفير التغذية الكافية لمنع زيادة القابلية للإصابة بالتهاب الضرع وهو الامر الأكثر أهمية لكل المزارع.
  • العناية الفورية بأي إصابة طفيفة في أنسجة الضرع.
  • التشخيص المبكروالسليم للبكتريا المسببة لالتهاب الضرع واختبار الحساسية لمسببات التهاب الضرع قبل العلاج يوصى دائماً بالتخفيف من المشكلة.
  • اتباع استراتيجيات السيطرة الفعالة على التهاب الضرع بما في ذلك الاستخدام الحكيم للمضادات الحيوية.

10- عند المعالجة بالمضادات الحيوية يسمح بإيصال المضاد الحيوي مباشرة إلى الغدة الثدية للقضاء على العامل المسبب.

11- تطبيق المضادات الحيوية على جميع الأبقار بعد آخر حلب عند تجفيفها.

12- ضرورة رفع مستوى وعي المزارعين بالممارسات الصحية الجيدة المطبقة في مزارع الأبقار ومراقبتها من قبل المديرية البيطرية في وزارة الزراعة ووضع سياسة صارمة للاستخدام الحكيم للمضادات الحيوية في الممارسات البيطرية من أجل الحد من ظهور سلالات بكتيرية مقاومة والسيطرة على انتشارها بين الإنسان والحيوان فضلًا عن تطبيق برنامج منتظم لمراقبة مقاومة المضادات الحيوية للبكتيريا المسببة لالتهاب الضرع.

13- يجب التخلص من الحليب الناتج من الابقار المصابة حيث لا يصلح للاستخدام الأدامى وكذلك لا يستخدم فى التصنيع.


ياسمين ممدوح عبد الباسط  باحث مساعد بمعهد بحوث الصحة الحيوانية فرع طنطا- مركز البحوث الزراعية – مصر





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى