سد النهضة ..الرئيس السيسى : مصر ترفض أى إجراءات أحادية تمس مقدرات الشعوب
الرئيس السيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الرواندي بول كاجامي بقصر الاتحادية:
– السيسي يؤكد ضرورة التوصل لاتفاق قانوني وملزم بشأن سد النهضة في إطار زمني مناسب
– مصر ترفض أي إجراءات أحادية تمس بمقدرات الشعوب
– اتفقنا على زيادة التبادل التجاري ودفع الشراكة الاقتصادية
– مصر تقدر تجربة رواندا الرائدة في التنمية
– اتفقنا على مواصلة التشاور والتنسيق السياسي القائم لدفع التعاون الثنائي
– مصر ملتزمة بتسخير إمكانياتها وتوفير التدريب وبناء القدرات الرواندية في كافة المجالات
– توافقنا على أهمية الإسراع بإنهاء مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية وتفعيلها
– مصر حريصة على التعبير عن تطلعات أفريقيا حيال المناخ خلال مؤتمر (كوب 27)
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، في إطار زمني مناسب بما يعزز من الأمن والاستقرار الإقليمي استنادًا إلى قواعد القانون الدولي، ومقررات مجلس الأمن.
وأكد الرئيس السيسي – خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الرواندي بول كاجامي اليوم السبت – أهمية التعاون المشترك، بين كافة دول حوض النيل من منطلق الحرص على المصالح المشتركة، وعدم الإضرار بأي دولة من دول الحوض، ورفض مصر لأي إجراءات أحادية، من شأنها المساس بمقدرات الشعوب لاسيما تلك التي تعتمد على هذا النهر كرافد أوحد للحياة والتنمية.
ورحب الرئيس عبدالفتاح السيسي بزيارة الرئيس الرواندي بول كاجامي، منوها بأن زيارته إلى القاهرة تحمل الكثير من معاني الإخاء والترابط بين البلدين، وتعكس مدى قوة العلاقات الثنائية التي تربطهما، كما تأتي استمرارًا للتواصل والتنسيق المستمر حول مختلف القضايا الثنائية والإقليمية.
وأعرب الرئيس السيسي عن اعتزازه بما تتسم به لقاءاتهما من قدر كبير من التفاهم والود، واتفاق وجهات النظر حيال العديد من القضايا والحرص على تبادل الرؤى، تقديرًا لدور الرئيس كاجامي الإقليمي والقاري، ولما تتسم به رؤيته من عمق وسداد تجاه القضايا محل الاهتمام المشترك.
كما أعرب عن تقدير مصر وفخرها بتجربة رواندا الرائدة في التنمية، تحت قيادة الرئيس بول كاجامي، والتي انطلقت بالبلاد من مرحلة التحديات والصعاب إلى مرحلة تحقيق الرؤية التنموية الطموحة على كافة الأصعدة كقصة نجاح أفريقية ملهمة، والتي ظهرت ثمارها على أرض الواقع خلال الفترة الماضية.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن مباحثاته مع الرئيس كاجامي تناولت التقدم المحرز في مختلف أوجه العلاقات الثنائية خلال الفترة الماضية، وما شهدته من خطوات جادة لدفع وتطوير العلاقات على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية، حيث تم التوافق على أنه بالرغم من العديد من الإنجازات التي تم تحقيقها في تنمية تلك العلاقات، إلا أنه مازالت هناك فرص عديدة للارتقاء والنهوض بها.
وقال الرئيس السيسي: “اتفقنا اليوم، على مواصلة التشاور والتنسيق السياسي القائم بالفعل بيننا، وذلك لدفع التعاون الثنائي وتنسيق مواقف البلدين حيال القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، كما توافقنا على ضرورة الارتقاء بمعدلات التبادل التجاري، والذي نما بشكل ملحوظ خلال العامين الماضيين على الرغم من جائحة كورونا”.
وأضاف أنه ونظيره الرواندي اتفقا على ضرورة استغلال ما يمتلكه البلدان من إمكانات وفرص هائلة للتعاون، ودفع الشراكات الاقتصادية، سواء الرسمية أو من خلال القطاع الخاص بين البلدين، وضرورة تيسير الاستثمارات المصرية في رواندا، وذلك إيمانًا بدور القطاع الخاص في دعم التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وأوضح أن المباحثات تناولت أيضا التعاون القائم في المجال الطبي، ومجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي.. مشيدا -في هذا الإطار- بما تبذله رواندا من جهود إقليمية مقدرة في هذا المجال.
وفيما يتصل بعملية بناء الكوادر الهادفة إلى دعم التنمية، أكد الرئيس السيسي مجددا التزام مصر بالاستمرار في تسخير إمكانياتها والعمل على توفير التدريب، وبناء قدرات الكوادر الرواندية في مختلف المجالات، بالتنسيق بين مختلف الجهات المصرية.
وتابع الرئيس السيسي: “على جانب آخر؛ فقد تطرقنا إلى تطورات ملف سد النهضة، وأعدت التأكيد على أهمية التعاون المشترك بين كافة دول حوض النيل من منطلق الحرص على المصالح المشتركة، وعدم الإضرار بأي دولة من دول الحوض ورفض مصر لأي إجراءات أحادية من شأنها المساس بمقدرات الشعوب، لاسيما تلك التي تعتمد على هذا النهر كرافد أوحد للحياة والتنمية”.
وشدد على ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم، حول ملء وتشغيل سد النهضة في إطار زمني مناسب، بما يعزز من الأمن والاستقرار الإقليمي، استنادًا إلى قواعد القانون الدولي ومقررات مجلس الأمن.
وبين أن المباحثات تناولت أيضا، قضايا الأمن والتنمية في القارة الأفريقية، بما في ذلك قضية تفشي الإرهاب، والتي تشكل تحديًا حقيقيًا لعملية التنمية في أفريقيا، حيث تم استعراض الجهود المصرية الناجحة في مجال مكافحة الإرهاب، كما نوه إلى قيام مصر بإنشاء مركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب.. ومشيدًا، في المقابل، بالجهود الرواندية في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في أفريقيا.
واستطرد الرئيس السيسي: “وتبادلنا كذلك، وجهات النظر حيال مختلف القضايا الأفريقية المطروحة على الساحة، فضلا عن تعاوننا وتنسيقنا المشترك في إطار الاتحاد الأفريقي، وكذلك تجمع الكوميسا، الذي ترأسه مصر حاليًا، وتوافقنا على أهمية الإسراع بإنهاء مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية وتفعيلها”.
وشدد الرئيس السيسي، في هذا الإطار، على دعم ومساندة مصر لعملية الإصلاح المؤسسي للاتحاد الأفريقي، وتقديره لجهود الرئيس كاجامي على هذا الصعيد، باعتباره رائدًا لهذا الملف المهم.
وفيما يتعلق باستضافة ورئاسة مصر للدورة الـ27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ في نوفمبر 2022، أكد الرئيس السيسي حرص مصر على التعبير خلال تلك الرئاسة عن تطلعات دول القارة الأفريقية في هذا المجال، وعزمنا أن يسفر المؤتمر عن نتائج تنفيذية ملموسة تحقق نقلة مهمة في مجال العمل الدولي المشترك حيال المناخ.
وأعرب الرئيس السيسي، في ختام كلمته، عن امتنانه لزيارة الرئيس الرواندي لمصر، وتقديره للمباحثات البناءة التي أكدت حرص البلدين المتبادل على توطيد العلاقات الاستراتيجية، تحقيقًا للمصالح المشتركة.. متمنيًا للرئيس كاجامي وشعب رواندا الشقيق المزيد من التقدم والاستقرار.