الدكتور على عبد الرحمن يكتب : إدارة النفايات الصلبة ومعالجتها
لم تعد مشكلة المخلفات الصلبة مشكلة تخص بلداً معيناً دون الأخر وإنما أصبحت مشكلة عالمية، مما يستلزم التنسيق والتعاون التام والمستمر بين كل الجهات المعنية من علماء واقتصاديين وسياسيين وفنيين، خاصة وأن كمية المخلفات الصلبة في تزايد مستمر نتيجة للعوامل التالية:
• زيادة عدد السكان
• النمو والأزهار الاقتصادي
• التحسن في مستوى المعيشة
• التقدم في طرق الإنتاج والتحسن في وسائل التغليف والتسويق
• بناء المدن الجديدة والتوسع العمراني والحضري
وتنبع مشكلة النفايات الصلبة في المجتمعات الحديثة من تراكم المخلفات الصلبة المنزلية والناتجة عن العمليات الصناعية داخل الصناعات المختلفة والتي لا تستطيع البيئة التعامل معها من خلال قدرة الكائنات الحية المختلفة على تحليلها واستخدامها كمصدر لغذائها وطاقتها.
وتتمثل مكونات الفضلات المنزلية فيما تحتويه من بقايا الطعام والصحف القديمة ومكونات متعددة مصنوعة من البلاستيك والزجاج والصفائح المعدنية وبقايا الأثاث،
ولقد أدى دخول التكنولوجيا المختلفة في المنازل إلى وجود تراكمات كبيرة من الثلاجات والسخانات وأجهزة التنظيف والغسالات القديمة على جوانب الطرق مما يخدش الذوق العام، ويمثل مصدراً مهدداً بسلامة المواطنين، وتزداد أحجام المخلفات الصلبة والمنزلية مع ارتفاع مستويات دخل الأفراد.
ويختلف ذلك ما بين البلدان النامية والمتقدمة وما بين البلدان الغنية والفقيرة فالفرد من سكان مدينة نيويورك يلقى من النفايات اكثر من ثلاثة أضعاف الفرد في مانيلا وبومباي ، وفي دول الخليج العربي يقدر معدل ما يولده الفرد من النفايات بحدود 1.5-2 كغم يومياً.
وتردم النفايات في أماكن خاصة تعرف باسم مقالب أو مرادم أو مدافن النفايات وهي عبارة عن حفر بالأرض توضع فيها النفايات بشكل طبقات تم تضغط بطبقة من التراب تم طبقة النفايات وتضغط وتهرس وهكذا دواليك. وفي بعض البلدان المتقدمة والبلدان الغنية يتم إنشاء الحفر بطريقة فنية ويتم تبطينها بمواد خاصة للحد من تسرب النفايات إلى طبقات المياه الجوفية وكذلك جمع الغازات الناتجة عن عملية تخمير النفايات وهناك دول تحرق النفايات لنقص حجمها.
وإذا لم تعالج النفايات بطريقة سليمة فسوف تترتب على ذلك أخطار محتملة على الصحة العامة والبيئة. أما المخاطر الصحية المباشرة فهي تتعلق أساساً بالعاملين في هذا المجال، فهم بحاجة إلى الحماية قدر المستطاع خاصة من أن تتعرض أجسامهم لملامسة النفايات مباشرة.
واكثر الأضرار الظاهرة التي تسببها النفايات هي:
• الروائح الكريهة
• توالد الذباب
• توالد نواقل الأمراض الأخرى كالصراصير
• توالد القوارض
• انتشار الحيوانات الضالة وما تسببه من أمراض معدية
• تصاعد الغبار
• تلوث المياه الجوفية والسطحية
• إعاقة المرور وتعطل المواصلات
• نشوب الحرائق وما ينتج عنها من تصاعد دخان وغازات منفرة
• أثار ضارة بالقيم الجمالية والمعنويات العامة للجمهور
وتستنفذ عمليات الجمـع والنقل الجزء الأكـبر من تكاليف تشغيل وإدارة خدمات المخلفات الصلبة حوالي 70% من التكلفة، فان أي مدينة تستخدم عادة ما بين عامل وثلاثة عمال لكل ألف نسمة من تعداد السكان.
وأما بالنسبة للنقل فالمعدل المعتاد هو سيارة ثقيلة واحدة لكل خمسة ألف نسمة. ومن هذا نستنتج أن خدمات إدارة مشروعات المخلفات الصلبة تعتبر واحدة من اكثر الخدمات الحضرية تكلفة.
وبناءً عليه فان كفاءة أنظمة التشغيل وارتفاع إنتاجية الأيدي العاملة يعتبران من المسائل بالغة الأهمية في هذا.
أما مستوى التشغيل الآلي “الميكنة” الذي يتبع في أنظمة إدارة المخلفات الصلبة فأنة يرتبط مباشرة بتكلفة الأيدي العاملة بالمقارنة بتكاليف الطاقة وتكاليف المشروع. ومن هنا يتبين أنه لا يوجد نظام عالمي لإدارة النفايات الصلبة.
ولكن ينبغي أن يتبع وسائل محلية تعتمد على كمية النفايات ومكوناتها فضلاً عن مستوى الثروة الوطنية ومستويات الأجور وإمكانيات تصنيع المعدات محلياً وتكاليف الطاقة والتسهيلات المتاحة لتحويل النقد الأجنبي اللازم للشراء من الخارج .
الدكتور على عبد الرحمن – رئيس الاتحاد الدولي للاستثمار والتنمية والبيئة