فيما يلى جزء من احدى كتاباتى عام 2014 فى كتاب “قضية مياه النيل” قسم الجغرافيا- كلية الآداب – جامعة القاهرة يوضح بعض من جيولوجية منطقة سد النهضة حيث الصخور المتحولة الصلبة (ليس معنى ذلك أنها قوية) التى تحللت بسبب المياه الساخنة من باطن الأرض فى وجود التشققات مما أدى إلى تكوين تركيزات معدنية أهمها البلاتين والحديد والنحاس.
صخور المنطقة كثيرة التشقق بسبب الأخدود الأفريقى ومتوقع أن يكون تسرب المياه منها كبير عند زيادة التخزين من خلال جوانب وقاع البحيرة التى سوف تصل مساحتها عند اكتمالها إلى حوالى 2000 كم2، وكان يجب عمل دراسات التسرب قبل البدء فى بناء سد النهضة، إلا أن إثيوبيا لاتهتم كثيراً بكمية المياه التى تفقد لأن المياه فى جميع الأحول تذهب إلى السودان ومصر. سوف يقل التسرب نسبيا مع الوقت نتيجة ترسيب الطمى فى التشققات إلا أن خطر النشاط الزلزالى يزداد.
من أهم الدراسات الجيولوجية التى يجب أن تتم لاختيار موقع أى سد بجانب نوعية الصخور والتراكيب الجيولوجية من تشققات وفوالق، والزلازل والبراكين هى كمية المياه التى يمكن أن تتسرب من الخزان.
دراسة التسرب مع دراسات أخرى كان المكتب الفرنسى سوف يقوم بها إلا أن التعنت الإثيوبى حال دون عمل أى منها.
لا أتفق فى أن التسرب الحالى كون نهراً تحت سد النهضة متجهاً الى السودان، لأن المنطقة ليست صخور رسوبية، وهندسيا يتم عمل ستارة تقلل من التسرب كما تم فى السد العالى، ولو كان هذا صحيحاً لوجدنا انخفاض فى منسوب البحيرة وتوقف عبور المياه من أعلى الممر الأوسط، خاصة وأنها قليلة فى فترة الجفاف منذ نوفمبر الماضى (10 -15 مليون م3 يوميا).
لم أغير رأيى فى أى كلمة كتبتها عن جيولوجية سد النهضة منذ 2011 حتى الآن حيث أنها حقائق علمية، ولكن قد يفهما البعض بطريقة غير صحيحة خاصة اذا كان غير متخصص.