أخبارخدماتمقالات

الدكتورة غادة عبد العال تكتب : اهم الامراض البكتيرية في الاسماك

تمثل الأمراض البكتيرية أحد أهم معوقات الإستزراع السمكي في المياة العذبة والمالحة في مصر علي السواء. وتمثل مياه الصرف الزراعي المصدر الرئيسي لتواجد المسببات البكتيرية الضارة المختلفة في مياه المزارع السمكية، الأمر الذي لا يقتصر فقط علي المردود الإقتصادي السلبي لهذا الميكروبات علي صحة الأسماك وإنتاجيتها ، بل يتعدي ذلك تأثيرها الضارعلي صحة الإنسان المتعامل أو المستهلك للأسماك المستزرعة من هذه المياه الملوثة

و تتعدد مسببات الامراض البكترية في لأسماك والتي يمكن تقسيمها كما يلى:
وفقا لتحملها لدرجة الحرارة:
• البكتريا السيكروفيليك ((Sychrophilic bacteria وهي التي تنمو في درجات الحرارة الدنيا (–١٥) درجة مئوية
• البكتريا الميزوفيلك (Mesophilic bacteria) التي تنمو في درجات الحرارة الدنيا (٢٠–٥٥) درجة مئوية
على حسب طبيعتها:
• البكتريا (Saprophytic bacteria) والتي تعيش على المواد العضوية .
• البكتريا الانتهازية (Opportunistic bacteria).
•البكتريا المرضية (Pathogenic bacteria).
على حسب احتياجها للاكسجين في النمو والتكاثر:
• البكتريا الهوائية (Aerobic bacteria).
• البكتريا اللاهوائية (Anerobic bacteria).
على حسب طبيعتها المرضية:
• بكتريا التسمم الدموي (Septicaemic bacteria).
• البكتريا الخارجية الحادة (Non-septicaemic bacteria).
• البكتريا الجهازية و المزمنة و الدرنية (Granulomatous bacteria).

ومن اهم أمراض التسمم الدموي البكتيرية في أسماك المزارع السمكية: مرض التسمم الدموي الإيرومونوزى والسودومونوسى وكذلك الذي ينتج من الاصابة بالميكروب السبحى (الإستربتوكوكس) ومرض الكوليرا (الفيبريو) والإدوارسيللا و مرض التهاب الفم والأمعاء الأحمر.

طريقة العدوى وكيفية حدوث أمراض التسمم الدموي البكتيرى:
قد تحدث العدوى عن طريق الفم اوعن طريق الخدوش في الجلد أو الخياشيم.وغالبا تحدث العدوى غالبا في الأسماك التي تعانى من الإجهاد في المزارع السمكية وقد يكون تزايد أعداد الأسماك المستزرعة في وحدة المياه أو نقل الزريعة لمسافات طويلة أهم عوامل الإجهاد للأسماك. وعند الاصابة فان ايا من الميكروبات السابق ذكرها او بعضها تتكاثر في أمعاء الأسماك وقد يصاحب ذلك إفراز بعض السموم البكتيرية والمعروفة باسم الإنتيروتوكسين والذى يؤدى الى التهاب الغشاء المبطن للأمعاء مع فقدان الأسماك للشهية. ومع تزايد التكاثر البكتيري في الأمعاء الملتهبة يصل الميكروب الى الدم ليفرز العديد من السموم البكتيرية لعل أهمها سموم الهيموليسين والبروتياز والسيتوتوكسين والتي تؤدى الى التكسير الحاد في خلايا الدم الحمراء والبيضاء على السواء وكذلك التكسير الحاد للخلايا المبطنة للأوعية الدموية والتي تؤدى الى العديد من الأعراض المرضية الخارجية والداخلية على السواء. وفي الحالات المزمنة يصل الميكروب المسبب للمرض الى عضلات وجلد الأسماك مفرزا سما آخر يعرف باسم الدرمونكروتوكسين والذى يؤدى الى تنكرز الجلد وظهور القرح السطحية والعميقة في أجزاء مختلفة من جسم الأسماك المصابة.
الأعراض الظاهرية لأمراض التسمم الدموي البكتيري:
١. الطور فوق الحاد: وتصل فيه نسبة النفوق في الأسماك المصابة الى نسبة ١٠٠٪ في الأسماك الصغيرة (يرقات وزريعة الأسماك) وحوالى ٨٠-٩٠٪ من الأسماك اليافعة في أحواض التربية دون ظهور أعراض خارجية مميزة نتيجة للصدمة الدموية من ارتفاع الحمل البكتيري ونسب السموم المفرزة منها في دماء الأسماك المصابة.
٢. الطور الحاد: وتظهر فية الأنزفة الخارجية على زعانف والأماكن المختلفة من جلد الأسماك المصابة كذلك قد يحدث تساقط القشور مع التآكل الشديد للزعانف في الأسماك المصابة كما يلاحظ جحوظ العينين والإستسقاء في التجويف البطني و بروز الأمعاء الملتهبة من فتحة المجمع لبعض الأسماك.
٣. الطور المزمن: وتظهر فية القرح السطحية والعميقة على جسم الأسماك المصابة بأماكن محددة تختلف من سمكة لأخرى في الأسماك المختلفة حيث تظهر في البداية في منطقة الذيل في أسماك المبروك العادي، وعلى الظهر في أسماك البلطي النيلي والمنطقة الخلفية للرأس في أسماك البوري. وفي حالة الإصابة بميكروب (الإيدواردسيللا تاردا) خاصة في أسماك القرموط تظهر بعض الانتفاخات على الجلد والمحتوية على غاز كبريتيد الهيدروجين ذو رائحة البيض الفاسد والذى يؤدى الى اكتساب الأسماك هذه الرائحة وكأنها مرباه في مياه الصرف الصحي.
ويمكن تشخيص هذه الأمراض عن طريق: الفحص الظاهري للأسماك المصابة ويشمل تاريخ المرض في المزرعة، نوعية الأعلاف المستخدمة، نوعية المياه المستخدمة ، الأعراض المرضية الظاهرية، الصفة التشريحية الداخلية، عزل المسبب المرضى البكتيري معمليا وتصنيفه بيوكيميائيا، وحديثا يمكن التصنيف المؤكد من خلال الطرق البيولوجية الجزيئية (PCR).
وينطبق القول الشائع بأن الوقاية خير من العلاج تماما على أمراض التسمم الدموي البكتيري بين أسماك المزارع السمكية لعدة أسباب اهمها:
١. أن العلاج غالبا ما يتم بعد ظهور الأعراض المرضية على الأسماك مما يعنى أن السموم البكتيرية التي تحدث تلف الأنسجة في الأسماك المصابة قد تم إفرازها بنسب عالية.
٢. أن العلاج الكيميائي غالبا ما يكون باستخدام المضادات الحيوية واسعة المدى، ولكن التأثير العلاجي غالبا ما يكون محدودا نظرا لأن المضاد الحيوي قاتل للبكتريا ولكنة لا يؤثر على السموم البكتيرية المفرزة.
٣. أن المضادات الحيوية تستخدم كإضافات علفية وغالبا ما تكون الأسماك المصابة فاقدة للشهية ولا تقبل على الأعلاف المعالجة بالمضادات الحيوية.
٤. أن وصول كميات بسيطة من المضاد الحيوي المستخدم للأسماك يعنى حدوث تعود للميكروب المسبب على المضاد الحيوي المستخدم مما يؤدى الى وجود عترات بكتريه ممرضة لا تتأثر بهذا المضاد الحيوي إذا ما أعيد استخدامه.
٥. أن المضادات الحيوية غالبا ما تكون عوامل مثبطة مناعيا وصحيا للأسماك المصابة مما يؤدى الى سرعة وزيادة نفوق الأسماك والذى يمثل خسائر اقتصادية فادحة ناتجة عن زيادة نفوق الأسماك المعالجة والخسائر الناتجة عن ارتفاع أسعار المضادات الحيوية.
ثانيا: الأمراض البكتيرية الخارجية
وهى من الأمراض البكتيرية الشائعة في المياه الدافئة في المزارع السمكية. حيث تتواجد بكتريا الفلافوبكتريا بصورة طبيعية في مياه المزارع السمكية خاصة التي تتميز بارتفاع نسب المادة العضوية. وهناك العديد من أنواع هذه البكتريا التي تصيب الأسماك منها الشائع بين أسماك المياه العذبة والمتحمل لملوحة المياه والشائع بين أسماك المياه المالحة. وتتميز أعراض الإصابة بانحصارها على السطح الخارجي للأسماك والمرجح تفسيره الى انجذاب هذا الميكروب للمخاط السمكي المغطى للجلد والخياشيم. وتتلخص هذه الأعراض الأكلينيكية فيما يلى: أعراض الأسفكسيا المتمثلة في ظهور الأسماك على سطح المياه خاصة عند فتحة الري للأحواض، تآكل الأشعة الخيشومية للأسماك المصابة، نفوق الأسماك خاصة كبيرة الحجم (المردود الاقتصادي)، تآكل الذيل والزعانف وظهور التقرحات الجلدية التي تؤدى الى ارتفاع نسب النفوق بين الأسماك.
ومن اهم طرق الوقاية والعلاج: استخدام المطهرات الخارجية مثل ملح الطعام وبرمنجنات البوتاسيوم كحمامات خارجية واستخدام المضادات الحيوية (كإضافات علفية ومطهرات خارجية) في الحالات المتقدمة لسرعة القضاء على الميكروب.


د/ غادة عبدالعال ابراهيم – باحث اول معهد بحوث الصحة الحيوانيه – مركز البحوث الزراعية – مصر





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى