أخباررئيسيمقالاتمياه ورى

الدكتور عباس شراقى يكتب : الأسكندرية بين تآكل الشواطئ وارتفاع سطح البحر

الكرة الأرضية فى تغير مستمر من ارتفاع وانخفاض درجة الحرارة، وكذلك سطح البحر، وزيادة غازات الاحتباس الحرارى مثل ثانى أكسيد الكربون، وهناك من التغيرات البطيئة التى تحدث على مدار آلاف وملايين السنين وأخرى سريعة مثل اصطدام نيازك بالكرة الأرضية، ومايحدث حاليا هو استمرار فترة دفيئة تسمى بين الجليدية “interglacial” وفيها ارتفاع درجة حرارة الأرض لأسباب طبيعية ويضاف الآن جزء من نشاط الانسان، والفرق بين العصور الدفيئة والجليدية يكون فى حدود 10 درجات مئوية، متوسط هذه الفترة 10 آلاف سنة ولكنها وصلت الآن إلى 11 ألف سنة قد تمتد أو تعود الأرض مرة أخرى إلى البدء فى فترة جليدية جديدة وهذا هو الأقرب ولكن ليس من الآن ربما بعد عدة مئات من السنوات.

ارتفع مستوى سطح البحر في العالم خلال القرن الماضي حوالى 16 – 20 سم، ازداد مؤخراً منذ 1993 ليصبح حوالى 3 مم/سنة طبقا للقياسات بالأقمار الصناعية، كما ارتفعت درجة الحرارة حوالى درجة واحدة منذ بداية الثورة الصناعية (حوالى 200 عام) معظمها فى الخمسين سنة الأخيرة بمعد 0.1 – 0.2 درجة مئوية كل عشر سنوات، كما تم رصد ارتفاع نسبة غاز ثانى اكسيد الكربون وانحسار بعض المناطق الجليدية، كل ذلك مشاهد تدق ناقوس الخطر لاتخاذ تدابير عدم زيادة درجة الحرارة وتقليل ذوبان الجليد الذى يزيد من ارتفاع سطح البحر، كما أن ارتفاع الحرارة يزيد أيضا من تمدد مياه البحار وزيادة الحجم مما يزيد من مستوى البحر وغرق بعض المناطق الساحلية المنخفضة.

هناك ارتفاع طبيعى بطئ فى درجات الحرارة على سطح الأرض يحتاج آلاف السنوات لكى يرتفع منسوب سطح البحر متر أو مترين، ولكن يعظمها نشاط الانسان بزيادة التلوث خاصة من غازات ثانى أكسيد الكربون من المحطات توليد الكهرباء والصناعة ووسائل النقل، والميثان من المخلفات والبرك والمستنقعات والمزارع، وأكاسيد النيتروجين من الصناعة والزراعة، والأوزون من الطائرات وغازات كلوروفلوروكربون. قد ترتفع درجة الحرارة اذا استمر الانسان فى نشاطه الملوث للبيئة ولكن يصعب الوصول إلى 4 درجات التى قد تحتاج إلى مئات من السنوات وربما الآلاف اذا احتاطت البشرية.

تم اجراء كثير من الدراسات لسيناريوهات ارتفاع منسوب سطح البحر وتأثر الدلتا ووجد أنه اذا ازداد منسوب سطح البحر نصف متر فان ذلك يمكن أن يغرق حوالى نصف مليون فدان شمال الدلتا ويضاعف حجم البحيرات الشمالية المنزلة والبرلس وإدكو ومريوط، ومساحات كبيرة من بورسعيد ودمياط والأسكندرية، وتهجير حوالى 4 مليون نسمة، أما اذا ارتفع 1.5 متر فسوف يمتد البحر المتوسط داخل الدلتا لمسافة حوالى 25 كم مغرقا حوالى 1.5 مليون فدان وتهجير أكثر من 8 مليون نسمة.

بعد بناء السد العالى وعدم تدفق مياه النيل إلى البحر المتوسط أدى ذلك إلى تآكل شواطئ الدلتا وأنشأت مصر هيئة حماية الشواطئ منذ أكثر من 50 سنة واستخدمت كتل صخرية وأسمنتية لامتصاص طاقة الأمواج وحماية الشواطئ والمنشأت الساحلية مثل رأس البر وقلعة قايتباى بالأسكندرية من التآكل وليس من ارتفاع منسوب سطح البحر.
أسفل خريطة لسيناريوهات ارتفاع سطح البحر من رسالة دكتوراه أشرفت عليها 2013.





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى