الدكتور عبد العليم سعد يكتب : التنبؤ بالآفة في برنامج الإدارة المتكاملة لمكافحة الآفات
ويقصد بالآفات أي كائنات ضارة بالإنسان أو الحيوان أو النبات أو البيئة أو يمكن أن تسبب إزعاجاً للإنسان أو الحيوان وتشمل ” القوارض ،الطيور، الخفافيش، الزواحف ، الحشرات،،الأحياء الدقيقة (بكتريا – فطر – طحلب – الفيروسات النباتية) وال حلم والعناكب، كائنات دقيقة ،النيماتودا الحيوانية او النباتية ، الحشائش ،النباتات الطفيلية وأي كائنات أخرى حيوانية أو نباتية” ينطبق عليها هذا الوصف.
أنواع الآفات Type of pests
– الافه الرئيسية (Key pest) هي الحشرة التي يكون كثافتها العددية باستمرار اعلي من مستوي الضرر الاقتصادي و هذه الافه تكون بؤرة التحليل العلمي و هدف المكافحة المتكاملة ( دودة ورق القطن – ديدان اللوز)
– الافه المؤقتة (Occasional pest) هي التي تسبب ضررا اقتصاديا فقط في بعض الاماكن المعينة او في بعض الاوقات المعينة ومعني ذلك ان هذه الحشرة تكون تحت تنظيم ورعاية المكافحة بحيث يحدث لها في بعض الاحيان خللا يسمح بزيادة عدد هذه الحشرات اعلي من مستوي الضرر الاقتصادي (مثل الجاسيدز)
– الافه الكامنة ( Potential pest) هي الحشرة التي لا تسبب ضررا اقتصاديا ولكن ان لم يكن يراعي التخطيط العلمي الكامل في مكافحة الافة الرئيسية فان هذه الحشرة الكامنة قد تتحول ببساطة الي افه رئيسية اخري (العنكبوت الاحمر )
– الافه المهاجرة Migratory pest )) هي الحشرة التي لا تعتبر دائمة في النظام الزراعي الايكولوجي ولكنها تزوره علي فترات ولمدة قصيرة (الجراد- الطيور المهاجرة)
العوامل الرئيسية التي تسبب الموت الطبيعي والآفات التي تنظم تكاثر ديناميكية أعدادها.
نلخص العوامل الطبيعية المسببة للموت في المجتمعات الحشرية أو نقص أعداد الأفراد أو طول فترة الحياة أو طول فترة الجيل أو النقص في عدد الأجيال إلى :
عوامل غير حيوية: وتسمى أحياناً العوامل الفيزيائية وهي تتضمن بصورة رئيسية العوامل الجوية (حرارة – رطوبة – ضغط جوي – رياح – أمطار) وعوامل التربة.
العوامل الحيوية: هذه العوامل تسبب الموت أو إنقاص التكاثر والانتشار وهي ناتجة عن العوامل الحية الموجودة في النظام البيئي التي تؤدي إلى إنقاص التكاثر في النهاية وهي تشكل الكائنات المنافسة والأعداء الحيوية.
• الأوقات والأماكن التي توجد فيها الآفات ومدى أهمية الدور الذي تقوم به الأعداء الحيوية الرئيسية من الطفيليات والمفترسات ومسببات الأمراض.
• أثر إجراءات المكافحة على الآفات وعلى العوامل التي تسبب الموت الطبيعي وعلى النظام البيتي بصورة عامة.
وهكذا فإن الوقاية المتكاملة للمزروعات تعتمد على الأسس التالية:
-رصد المزروعات وتحديد مجموعات الآفات الضارة والأعداء الحيوية ويتطلب ذلك رصد كامل لمختلف الآفات الهامة في منطقة ما وتقدير أعدادها وانتشارها والتغيرات التي تحصل في هذا المجال وذلك اعتماداً على معطيات محطات الأرصاد والإنذار الزراعي وتقدير مدى الضرر الذي يمكن أن تحدثه في كل مرحلة من هذه المراحل وفي الوقت نفسه مراقبة كافة العوامل (حيوية وغير حيوية) وتحليل مدى تأثيرها على أعداد الآفات وبالتالي إسهامها في دورة الأخطار المتوقعة ولابد من أن يتم ذلك على مستوى المزرعة الواحدة في الوقت الذي يتم على مستوى المنطقة وقد ساعد التقدم الذي حصل في مجال طرق ووسائل دراسة وحصر الحشرات وكذلك وسائل تحديد ظهورها كالمصائد المختلفة وخاصة المصائد الجنسية والغذائية وكذلك طرق تحليل العوامل المناخية كل ذلك ساعد في ضبط تحركات الآفات وما يحيط بها من عوامل مختلفة.
تطبيق مفهوم العتبة الاقتصادية أو الحد الاقتصادي الحرج وهو يدل على مستوى أضرار الآفة الذي يصبح عنده التدخل ضرورياً لوقاية النبات من خطر الآفات التي تهدده . وهنا يجب أن نميز بين مرحلة الخطر المحتمل والذي يسمح بتوقع محتمل مسبق لوقع الخطر وبالتالي القيام ببعض الإجراءات الوقائية لدرء الخطر قبل وقوعه.
التنبؤ بحالة الآفة: هو تصور ما ستؤول إليها حالة الآفة في زمان ومكان محددين اعتماداً على الواقع الحالي لتلك الآفة مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية تغير الظروف المحيطة بها خلال الفترة التي يتم التنبؤ عنها.
أ- التنبؤ التشاؤمي:
يفترض أن جميع الظروف المحيطة بالآفة تعمل لصالحها وبذلك ستصل أضرارها لأقصى حد ممكن تسمح به تلك الظروف. يتبع هذا الأسلوب العاملين في وقاية النبات حيث يبدؤون باتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لدرء الأخطار المتوقعة قبل حدوثها.
ب-التنبؤ التفاؤلي:
يفترض أن جميع الظروف المحيطة بالآفة تعمل ضدها وبذلك لا ضرورة للتحرك إلى في حال ظهور ما يبرر ذلك يتبع هذا الأسلوب العاملين في مكافحة الآفات، ففي حال حدوث عكس ما تنبئوا به يكونوا عندها قد خسروا عنصر المبادرة وأصبحوا مضطرين لبذل جهود أكبر ونفقات أكثر للحد من أضرار الآفة.
ج- التنبؤ العلمي:
وهو تنبؤ قصير الأجل يترافق مع استمرار البحث في الظروف المحيطة بالآفة وتحديد فيما إذا كانت تعمل لصالحها أم لا. يتبع هذا الأسلوب في التنبؤ، العمل المستمر على تفقد حالة التكاثر لمجتمعات الآفة كل 15 يوم ولعدة سنوات بعدها يمكن جمع حصيلة علمية كبيرة من تفاعل الآفة مع الظروف المحيطة بها عندها يمكن زيادة مدة التنبؤ بحيث تغطي عاماً كاملاً. وهو ما يجب الاعتماد عليه في التنبؤ عن آفات القوارض التي تعد من آفات الطوارئ والتي يفيد معها التحديد المسبق لما ستكون عليها ،،،
الإدارة المتكاملة للآفة management: Integrated pest
إلى جانب الأضرار التي تسببها القوارض، فهي تشكل حلقة مهمة في السلسلة الغذائية تدعم بقاء أنواع حية تقع فوقها في السلسلة، وتشكل مصدر تغذية لبعض المفترسات والحشرات والكائنات الرمية وتتغذى بدورها على كائنات أخرى في السلسلة الغذائية وبذلك فهي تسهم في التوازن الطبيعي في النظام الحيوي. ولكن عندما تزداد كثافة أي كائن حي عن الحد الطبيعي يتحول لآفة يجب مكافحتها وخفض كثافتها للحدود الطبيعية ، فالغرض من عمليات المكافحة هو خفض أعداد الآفة وليس القضاء عليها قضاءً تاماً.
وقد ظهرت في العقود القليلة الماضية مفاهيم جديدة في مكافحة الحشرات والقوارض تبعاً للتطورات التي ظهرت في عمليات المكافحة ونظراً آفات جديدة لم تكن معهودة ظهرت مؤخراً بسبب حدوث خلل في التوازن الطبيعي ،
وتعني الإدارة المتكاملة للآفة IPM توظيف جميع السبل والإجراءات التي من شأنها إبقاء الآفة دون عتبة الضرر الاقتصادي، إذ يستحيل أن يؤدي أحد عوامل المكافحة بمفرده إلى السيطرة على الآفة وإنما لابد من تضافر عوامل المكافحة المختلفة، ابتداء بدراسة المشكلة ثم مراقبة الآفة بشكل دوري ثم تطبيق الإجراءات الزراعية بشكل دقيق ومتابعة دور الأعداء الحيوية في الحد من أعداد الآفة وأخيراً يتم اللجوء إلى المكافحة الكيميائية في حالة خروج الآفة من نطاق السيطرة، وحين نضطر للمكافحة الكيميائية يجب اختيار المبيدات الأقل خطورة على النظام الحيوي والأكثر أماناً على القائمين على عمليات المكافحة وبالتراكيز الفعالة الدنيا وبأقل الكميات وبأقل هدر ممكن، واستخدامها في الوقت الأنسب ثم تقييم نتائجها، للاستمرار في استخدامها أو استبدالها بأخرى أفضل في حين فشلها في المكافحة أو ظهور أعراضها الجانبية السلبية على البيئة والنظام الحيوي ومن أهم عناصر الإدارة المتكاملة للآفة هي المكافحة الحيوية.
د/ عبد العليم سعد سليمان دسوقي
كلية الزراعة – جامعة سوهاج
abdelalem2011@gmail.com