أخبارمجتمع الزراعة

الدكتور صلاح يوسف يكتب : حكاية تأسيس و إنشاء قناة مصر الزراعية

للتأريخ وليس تفضلا ولا منة.. حكاية تأسيس وإنشاء قناة مصر الزراعية

تحدث الاخ الاستاذ الدكتور العزيز جدا إلى نفسى الدكتور محمد الجارحى عن تأسيس قناة مصر الزراعية باشياء لا أعلم عنها شيئا ولا تمت للحقيقة بصلة، منها إن القناة أنشات بقرار أحد غيرى، وأن من ضمن المؤسسين أحدا لم يكن منهم واننى فقط بذلت الجهد المخلص للتنفيذ.. وهذا كله غير حقيقى على الإطلاق…

ولذلك اؤكد على أمور حتى لا تتغير الحقائق ونحن احياء.. فماذا بعد رحيلنا!

أولا.. لم يعرض على اى أحد وقت تولى مسؤولية وزارة الزراعة فكرة إنشاء قناة زراعية من أى من قيادات الوزارة بما فيهم الدكتور الجارحى، ولم يطلب أحد منى خارج الوزارة ولا داخلها إنشاء قناة زراعية ولم يقرر إنشاء القناة اى أحد غيرى بفضل الله.. واى كلام غير هذا فهو كلام غير حقيقى بالمرة.

ثانيا.. يقول الدكتور الجارحى أن فكرة إنشاء القناة بدأت وقت أن كان سيادة الوزير دكتور ايمن أبو حديد رئيسا لمركز البحوث الزراعية وبذلوا مجهودا كبيرا.. بالتأكيد كلامه صحيح.. لكن أنا لا أعلم عنه شيئا بالمرة.. ولا أعلم عن هذه النية شيئا ولا الإجراءات التى قاموا بها ولا أعلم معوقات تنفيذه ولا أعلم لماذا لم يتم البدء فيها بأى شكل من الأشكال.. ولم يثار الأمر أيضا وقت أن كنت رئيسا لقطاع الخدمات.. ولا أعلم لماذا لم يؤسس السادة الافاضل القناة وقت المسؤولية قبلى.. و لأننى اصدق دائما بالتأكيد كلام الدكتور الجارحى فاقول يقينا أن ما دار بينهم ظنوا ان الجميع يعلمه وظن أن ما تناوله سيادته اكملناه بعد ذلك وهذا غير حقيقى بالمرة.. فمرة أخرى لم يثير هذا الأمر أحد أمامى لا فى المركز ولا الوزارة.. ولا أنكر على أحد مجهوده ولكن أنا لا أعلم عنه شيئا، وايضا لم يثمر مجهوده عن شئ بالمرة، وما قمت به لم يكن استكمالا لحلقات المجهود الذى ذكره الدكتور الجارحى ولا لتصور بداوه بأى شكل.. وردى هذا وبيانى هذا ليس ردا على سيادة الوزير الدكتور ايمن أبو حديد حيث لم اسمع منه أو عنه أن لسيادته فضل فى تأسيس القناة.

ثالثا.. ما تم على أرض الواقع من مجهودات فى الارشاد كان مشروع فيركون وقت أن كان الاستاذ الدكتور الراحل فوزى نعيم مسؤولا عن الارشاد.. وكنت متابعا للامر وكنت أحزن حينما علمت أن الكومبيوتر الذى سلم لمديريات الزراعة المختلفة للتعامل مع البرنامج الارشادى كان متحفظا عليه لدى كل مستلم عهدته و مقفول عليه حتى لا يضيع.. وهذا لا يقلل أهمية المشروع ولا الجهد الكبير المبذول فيه.. ولكن هذا هو ما حدث.. مشاريع كبيرة يضيعها موظفون وإدارة وقوانين ضعيفة، وايضا طرح الدكتور ايمن أبو حديد وقت إن رئيسا لمركز البحث مشروع الارشاد عن طريق التليفون وحضرت ذلك وقت إن كنت رئيسا لقطاع الخدمات الزراعية والرقابة.

رابعا.. بمجرد قبولى تولى المسؤولية كلفت الاستاذ خالد آمين وهو اعلامى متميز وكنت أعلم قدراته من قبل تحملى مسؤولية الوزارة بسبعة عشر عاما حينما اصدر أعداد من مجلة عالم الزراعة فى عام ١٩٩٤ على ما اذكر.. كلفت سيادته بعمل دراسة لإنشاء قناة زراعية.. وكان تكليفى له بعد تحملى المسؤولية مباشرة.. وكانت فكرة إنشاء القناة وقتها ضمن منظومة كاملة لوزارة الزراعة قد كونتها خلال نشاطى وعملى الزراعى ولذلك هذه المنظومة اتخذت طريقها سريعة بعد تحملى المسؤولية.. وبعد فترة اعتقد أنها كانت ١٠ أيام عاد إلى أستاذ خالد آمين بتقرير تفصيلى عن الإجراءات بعد أن زار مدينة الانتاج الأعلامى .. قمت بدراسة تقرير استاذ خالد آمين وقررت البدء فى التأسيس والاطلاق .

رابعا.. أعلمت سيادة الوزير أسامة هيكل وزير الاعلام وقتها وحاليا.. بعزمى إنشاء قناة زراعية.. وقال لى وقتها أنا داعم لك فى هذا وما تطلبه سنوفره.

خامسا.. اجتمعت بقيادات الوزارة المعنيين بهذا الأمر بحكم مسؤلياتهم وكانوا بالتحديد الاستاذ الدكتور محمد الجارحى رئيس قطاع الارشاد، والسيد المهندس صلاح معوض رئيس قطاع الخدمات الزراعية والرقابة والسيد المهندس وهمان أبو النصر رئيس قطاع الهيئات ومدير مكتب الوزير.. واعلمت سيادتهم وكلفتهم بالشروع فى إنشاء القناة… وتوجه الاستاذ الجارحى إلى الانتاج الأعلامى والشركة المصرية للاقمار الصناعية والبث المباشر بناء على هذا التكليف وعاد سيادته مشكورا بوجوب موافقة السيد وزير الاعلام على إنشاء القناة، وطبعا تحديد التكاليف المادية الشهرية.. وكانت زيارة موفقة طبعا للدكتور الجارحى.

سادسا.. تحدثت مع السيد الوزير أسامة هيكل و اعلمته بالامر فقال لى أرسل خطاب طلب إنشاء القناة وساوافق عليه مباشرة لضيق الوقت حيث اعلمته أننى أريد أن أطلق القناة فى عيد الفلاح.. وتمت بالفعل الموافقة..

سابعا.. زرت الدكتور محمود أبو عيش مدير القطاع الفنى بوزارة الزراعة لموقع الصوب الزراعية بالدقى بمرافقة قيادات الوزارة وكان ذلك فى الثامنة مساء وتفقدت إمكانياتنا التى تساهم فى عمل القناة منها الفنيين والكاميرات ومكتبة تسجيلات الفيديوات لدينا والتى بها الكثير الذى تم تنفيذه على مدار سنوات سابقة، علاوة على عرض إمكانياتنا فى مكاتب الدعم الأعلامى بالوزارة والتى سبق أن زرت بعضها فى عام ١٩٩٨ و بالتحديد فى دكرنس وشاهدت وقتها اعداد الفيديوات وعمل المونتاج والماكساج وغيره من الامكانيات الجيدة من أجهزة وكاميرات والفنيين المتميزين .

ثامنا.. ناقشت مع قيادات وزارة الزراعة الثلاث والدكتور محمود أبو عيش موضوع إمكانية البث المباشر و تكلفته واتفقنا على بث المواد الاعلامية بعد تسجيلها توفيرا للنفقات.

تاسعا.. تم مناقشة موضوع القناة داخل قطاع الارشاد من خلال الدكتور الجارحى وتم عرض أسماء كثيرة على لتولى إدارة القناة والمعدين والمذيعين.. وتم مقابلة العديد من الشخصيات الإعلامية كما وجدت كل الصحفيين مهتمين بالامر.. ووجدت حرجا داخل الوزارة حيث الكل لديهم عشم فى العمل بالقناة.. ولوجود العلاقات الشخصية المباشرة قررت أن ابتعد وقيادات الوزارة الثلاث عن المجاملات وعن الحرج فى نفس الوقت.. فطلبت من السيد وزير الاعلام ترشيح مديرا للقناة، وبالفعل رشح سيادته أستاذ محمد ربيع. .

عاشرا.. كان لدينا مشكلتين وهما موقع القناة وإنشاء استوديو للعمل منه.. واخترت مبنى داخل مواقع الوزارة بالدقى وكان أحد مكاتب الوزير به ليكون هو موقع إدارة وعمل القناة.. أما الاستوديو فكان يحتاج وقتها إلى توفير تمويل وتجهيز مكان.. وكنت قد حددت مسبقا بالتعاون مع السادة القيادات وجوب بدء بث القناة فى عيد الفلاح ٩ سبتمبر ٢٠١١.

حادى عشر.. بعد ترشيح السيد وزير الاعلام أستاذ محمد ربيع للقيام بتحمل المسؤولية كمديرا للقناة، قابلت السيد محمد ربيع الذى عرض على إمكانياته وقدراته وناقشت معه فكرة الاستوديو الافتراضى virtual studio على أساس دمج الصور والخلفيات والفيديوهات بما يساعد فى حل مشكلة عدم توفر استوديو لحين توفيره.

ثانى عشر.. عرض على الدكتور الجارحى وقيادات الوزارة بعض أسماء لتسمية القناة منها قناة زراعة مصر وقررت أن يكون إسمها قناة مصر الزراعية.. لأنها ملك للمصريين وتمييزا لها عن قناة الزراعة الصادرة عن المملكة السعودية والتى ليس لها علاقة بما كنا نهدفه أو نقدمه، وقد توقفت كلية بعد ذلك.

ثالث عشر .. كلفت الاستاذ خالد آمين بأن يكلف متخصص فى التصميم بعمل شعار للقناة (لوجو) و اعلمته محتوى الشعار وكان سنابل القمح و نباتات القمح فوق ارض رملية إشارة إلى الاكتفاء الذاتى والتوسع فى استصلاح الاراضى.. وتم عمل التصميم ووافقنا عليه وكان الشعار.. وتكلف الشعار ٦ آلاف جنيه لم تخصص إلا بعد اعداد القناة بالكامل.. وبعد مدة تم تغيير شعار القناة وأظن إن من قاموا بالتغيير لا يعلمون الهدف من الشعار الأساسي مثلما لا أعلم هدفهم من تغيير الشعار أو الشعار نفسه.

رابع عشر.. ناقشت مع السادة القيادات لتشكيل مجلس إدارة القناة.. وبالفعل اصدرت قرارا وزاريا بتشكيل مجلس إدارة القناة والذى شمل رئيس مركز البحوث الزراعية ورؤساء القطاعات المعنية ورئيس صندوق الموازنة الزراعية ورئيس الهيئة الزراعية ورئيس الاتحاد التعاون الزراعى ورؤساء الجمعيات التعاونية العامة.. الائتمان و الإصلاح الزراعى وإستصلاح الاراضى.. وهذا حسب الذاكرة واتذكر إنه كان مكونا من ١٥ شخصية مميزة فى ذلك الوقت بحكم المواقع التى يحتلونها وليس باسمائهم، ولكن طبعا القرار الوزارى بتشكيل مجلس إدارة قناة مصر الزراعية موجود لمن يود استكمال الوثيق والتأريخ بوثيقة عبارة عن قرار وزارى صادر منى..

خامس عشر.. اصدرت قرار بتبعية القناة لقطاع الارشاد حيث أنها أساسا أنشئت بغرض الارشاد الزراعى والتفاعل مع المزارعين.

سادس عشر.. ناقشنا مشكلة تمويل القناة وكانت الفكرة الاعتماد على الاعلانات وبحثنا هل نبيع الاعلانات لشركة دعاية واعلان أم يتعامل قطاع الارشاد مع الأمر من خلال مزايدات أو طريقة تتفق مع القواعد المالية.. وقررنا تمويل القناة من الجهات المشاركة فى الارشاد وكانت ممثلة فى قرار مجلس إدارة القناة لحين الوصول إلى التمويل عن طرق أخرى أو الاعلانات.

سابع عشر.. قمت بزيارات عديدة ومتابعة لعمل القائمين على القناة فى فترة الاعداد ما قبل البث بمرافقة السادة قيادات الوزارة المعنيين.. وراجعت بعض المواد المعدة البث وناقشناها مع الجميع تفصيليا، واذكر طبعا بعض المناقشات .

ثامن عشر. . اتفقنا على بدء البث التجريبى لمدة ساعتين يوميا.. وكان هذا من أول سبتمبر تقريبا حسب الذاكرة.

تاسع عشر.. كتبنا كلمة لالقائها عند إفتتاح القناة.. وقررت أن القى الكلمة من المتحف الزراعى.. وحددت ميعادا مع السادة الفنيين لإقاء الكلمة وتصويرها وكان الساعة الواحدة ظهرا.. ونتيجة لضغط العمل الشديد لم أبدا التسجيل إلا بعد الساعة الثامنة مساء أو التاسعة مساء وكنت فى غاية الاجهاد وفقدنا ميزة تسجيل الكلمة وقت النهار.. والحقيقة فريق التصوير اجهدوا جدا من طول الانتظار مثلما اجهدنى يوم العمل.. وكان موجود وقت التسجيل الاستاذ سعيد شرباصى الذى انتقدنى كثيرا وقت إلقاء الكلمة حتى تم بالفعل إلقاؤها.. و محتوى الكلمة مكتوب موجودا وبالتأكيد الفيديو موجود بالقناة..

عشرون.. بدأ البث فى القناة منذ صبيحة يوم ٩ سبتمبر ٢٠١١ لمتابعة احتفاليات يوم عيد الفلاح.. وكان البث على كل من القناة الأولى المصرية وقناة مصر الزراعية.

حادى وعشرون.. لم أتدخل فى إدارة القناة ولا المعدين ولا المذيعين من قريب أو بعيد.. بل كان احد الموجودين يسيئ إلى ليل نهار ، وحينما زرت القناة مرة خلال مراحل اعداد القناة وقبل إطلاقها فى الثانية عشرة مساء وجدته بين فريق العمل فشكرته على الكلمات الطيبة التى يكتبها ويروجها عنى، ولم اطلب منه الابتعاد عن القناة ولم اطلب من أحد استبعاده ولم أحيله لتحقيق أو ما شابه… بل عمل بالقناة واستمر حتى وصل إلى منصب رئيسا لقطاع الارشاد فيم بعد بسنوات.

ثانى وعشرون.. أول قناة زراعية فى مصر كانت قناة خاصة وهى نور الدنيا وكان يمتلكها شخصيتين متميزتين.. وكنت ضيفا عليها وقت أن كنت رئيسا لقطاع الخدمات الزراعية وايضا حينما كنت وزيرا وقت المسؤولية.. وتوقف العمل بها لظروف اقتصادية بعد سنوات كما علمت بعد فترة، ولكن طبعا قناة مصر الزراعية هى أول قناة مصرية رسمية تتحدث باسم وزارة الزراعة إلى الفلاح المصرى ، وكان احد أهدافى أن تصل القناة إلى كل دول حوض النيل.

ثالث وعشرون… أثمن بالتأكيد دور كل القيادات بوزارة الزراعة وكل الفنيين الإعلاميين بالوزارة الذين لهم الفضل الأول بعد الله سبحانه وتعالى فى اطلاق هذه القناة.

رابع وعشرون.. علمت بعد تركى المسؤولية إن سيدة زميلة اثارت أنها استبعدت من القناة بالرغم من إنها من المؤسسين.. ويقينا إنها ليست من مؤسسي قناة مصر الزراعية ولكن يبدو أن كلامها يتسق مع زعم الدكتور الجارحى عن بدء القناة من مجهودات سيادة الوزير دكتور ايمن أبو حديد وقت أن كان رئيسا لمركز البحوث.. ولكن اجزم بكل يقين إن ما قاموا به لا أعلم عنه شيئا ولم ادعى يوما إليه ولم ينشر على العاملين بالمركز ولا بالوزارة ولا يوجد بينه وبين تأسيس وإطلاق القناة اى علاقة على الإطلاق بأى شكل من الأشكال.. وهذا ليس تقليلا من مجهود احد ولكن اعتقد إنه ربما كان مجهودا محدودا منقطعا تمام الإنقطاع عم قمنا به كفريق عمل .. وربما ما قاموا به مثل ما يقوم به اى فريق لدراسة أمر ما ثم لا يشرعون فى تنفيذه.. ولو كان لاى أحد أى فضل أو مساهمة فى اطلاق القناة بغير السيناريو الذى ذكرته لكنت أعلنت ذلك..

خامس وعشرون.. بالتأكيد هناك فضل لكل من ساهم فى تطوير القناة من كل المسؤولين الذين تولوا المسؤولية بعدى يحسب لهم ويشكرون عليه.. ولكن لا يمتد جهدهم إلى تأسيس وإطلاق القناة فهذا موضوع مختلف..

احداث تأسيس وإطلاق قناة مصر الزراعية بدأت فور تولي المسؤولية فى ٢٥ يوليو ٢٠١١ ثم البث التجريبى فى أول سبتمبر ثم البث يوم ٩ سبتمبر ٢٠١١..

اى شئ غير ما ذكرت فهو تدليس… إلا إذا كان فاتنى شئ فليذكرنى به السادة الافاضل واكون شكرا له.

مع خالص تمنياتى لقناة مصر الزراعية بالتطور و الاستمرارية حيث إنها القناة الزراعية الوحيدة فى المنطقة العربية والإقليمية.

وخالص تحياتى لفريق العمل بها ولكل المسؤولين عنها.


وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى