الدكتورة رانيا إبراهيم تكتب : البروسيلا في الألبان
مرض الحمي المالطية من الامراض المشتركة واسعة الانتشار على مستوى العالم التي تنتقل من الحيوان للإنسان، ويعرف هذا المرض في الانسان ايضاً بالحمى المتموجة وحمى البحر المتوسط. بعض البلاد نجحت في القضاء على هذا المرض بينما البعض الاخر وخصوصا الدول النامية لاتزال تعاني من عبئ هذا المرض المتمثل فى الخطورة الشديدة على صحة مستهلك الالبان ومنتجاتها. وفي مصر تم عزل ثلاث أنواع من ميكروب البروسيلا من البان الابقار وهي البروسيلاميليتنسيز (المالطية) والبروسيلاأبورتس (المجهضة) والبروسيلا سويس (الخنزيرية) كم هو مبين من خلال الأبحاث المنشورة بالدوريات العلمية المختلفة.
وعلى الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة لمعالجة قضية هذا المرض في جميع أنحاء العالم، إلا أن انتشاره في منتجات الألبان لا يزال من الصعب تقديره ويمثل قضية صحية عامة مهمة في العديد من مناطق العالم اليوم. ويُفسَّر ذلك جزئياً بالاتجاه المتزايد لاستهلاك منتجات الألبان الخام، مما يجعل الوقاية من هذا المرض الحيواني ومكافحته أكثر أهمية.
العدوى تحدث للإنسان عن طريق شرب لبن غير مغلي أو مبستر أو تناول منتجات الألبان الغير مبسترة والغير معاملة حرارياً أو عن طريق الأغشية المخاطية وخدوش الجلد وربما عن طريق الاستنشاق خاصة في المجازر والمعامل.
السبب الرئيسي لأنشاء مركز تجميع الألبان
تعتبر صناعة الالبان في مصر من الصناعات الاستراتيجية التي بدأ الاستثمار فيها في الثمانينيات من القرن الماضي مع بداية التربية المكثفة في المزارع الحلابة تزامنا مع استيراد سلالات ابقار عالية الادرار مثل الابقار الهوليشتين الألماني. وذلك لتعويض العجز في كميات الالبان الذي كان موجودا حينئذ ولما تحتويه الالبان من قيمة غذائية عالية ونظرا لارتفاع درجات الحرارة وخصوصا في الصيف مع انخفاض المستوي الصحي للحفاظ على الالبان يؤدي ذلك إلى فساد اللبن وتضييع كميات كبيرة منه هباء.
فالتوسع في إنشاء مراكز تجميع الألبان سوف يقضي على كل هذه السلبيات ويزيد حجم الإنتاج ويعظم الاستفادة من الألبان المنتجه محليا مما ينعكس إيجابيا علي المنتج وكذلك على المستهلك.
فمن خلال مراكز تجميع الألبان يتم فحص الألبان والتأكد من جودتها ومن عدم غشها والتأكد من خلوها من المواد الحافظة الضارة بالصحة العامةكما يتم التأكد من خلوها من الأمراض المشتركة التي تنتقل للأنسان خصوصا ميكروب البروسيلاوالذي يسبب مرض الحمي المتموجة في الأنسان وهو مرض يصعب علاجه.
مراكز تجميع الألبان تعمل على الحد من دور الوسطاء في عملية تسويق الألبان في القطاع الريفى
ولذلك سعت الجهات المعنية لإنشاء منظومة متكاملة لمراكز تجميع الألبان على مستوى الجمهورية. بمشروع إنشاء ٢٠٠ مركز متطور لتجميع الألبان على مستوى محافظات الجمهورية وفق ارقي المعايير وأحدث الأجهزة، وذلك لما تحققه من مردود صحي وغذائي عالي الجودة على الأجيال الجديدة وكل المواطنين، فضلًا عن قيمتها المضافة في إطار منظومة التغذية المدرسية.
وذلك بهدف الإسراع في إقامة تلك المنظومة بأكبر عدد ممكن من مراكز تجميع الألبان وبالاستعانة بأرقى الخبرات المتخصصة في هذا المجال، يما يساهم في تكوين منظومة متكاملة تعظم من إنتاج الألبان كمًا ونوعًا وتتيح إقامة الصناعات الغذائية ذات الصلة.
وخلق المزيد من فرص العمل في المناطق الريفية بمصر حيث نغطى احتياجاتنا من الألبان الطازجة السائلة بنسبة 100% بل ونصدر ما يزيد عن احتياجاتنا منها إلى الخارج.
التوصيات المقترحة
رفع كفاءة مراكز تجميع الألبان ونقلها من الصورة العشوائية إلى العمل النظامي والذي يضمن جودة الحليب سواء كان للاستهلاك الطازج أو للتصنيع وذلك للحصول على ألبان تتماشى مع المواصفات الصحية القياسية والتى تضمن ثبات أسعار الألبان بشكل مُرضى وعادل على مدى العام.
تشجيع إقامة مراكز تجميع الألبان في المناطق التي تشهد كثافة عددية لماشية اللبن ورفع كفاءة وتطوير المراكز المقامة بالفعل. توفير الدعم اللوجستي والفني والمالي لمراكز تجميع الألبان على مستوى الجمهورية ورفع كفاءتها وتطوير العمل بها لتواكب المتطلبات الدولية، كما يهدف البروتوكول في المقام الأول لتمكين صغار المربين ومنتجى الألبان والمزارعين من توفير لبن عالي الجودة خاليا من الملوثات والشوائب.
خلق المزيد من فرص العمل في المناطق الريفية بمصر حيث نغطى احتياجاتنا من الألبان الطازجة السائلة بنسبة 100% بل ونصدر ما يزيد عن احتياجاتنا منها إلى الخارج.
علاقة مراكز تجميع الألبان بالحد من إنتشار ميكروبالبروسيلا
يمكن الحد من انتشارميكروب البروسيلابإجراء الاختبارات التشخيصية المختلفة للألبان المجمعة من مراكز تجميع الألبان مثل اختبار حلقة اللبن والإليزا واختبار الاستشراب المناعي وكذلك بالفحص البكتريولوجي والجزيئي للكشف عن ميكروب البروسيلا حيث يمكن إدراج ذلك ضمنية ببرامج التحكم والسيطرة بالمرض.
د. رانيا إبراهيم إسماعيل – باحث أول بقسم بحوث البروسيلا – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر