أثار خبر القبض على رجل الأعمال حسن راتب لاتهامه في تمويل سرقة الآثارالتى يقوم بها النائب السابق وشيخ الجن والعفاريت علاء حسنين ، الكثير من الخواطر حول طبقة رجال الأعمال في مصر ، كيف جمعوا ثرواتهم ، وما هي أهدافهم ؟ وهل يتوافق طموحهم الفردي مع الطموح الجماعي؟.
أسئلة مهمة تستدعى دراسة مستقلة فى الاقتصاد السياسى تتعلق بديناميكية تكوين وتراكم ثروات وصعود رجال الأعمال المصريين علي المستويين المالي والسياسي.
مليارات حسن راتب ربما لا تختلف عن مليارات محمد فريد خميس (الله يرحمه) ومحمد ابو العينين وهشام طلعت مصطفى وآخرون كثير ، كلهم بدأوا بداية بسيطة جدا .على سبيل المثال حسن راتب كان خريج معهد التعاون الذي أصبح فيما بعد رئيسا لمجلس إدارته.بالمناسبة البدايات البسيطة لرجال الاعمال لا غبار عليها.فرجال الأعمال العالميين من أمثال بيل جيتس وغيره بدأوا مثل هذه البداية ولكنهم صعدوا بالابتكار والأفكاروالتكنولوجيا.
أما رجال الأعمال المصريين فقد صعدوا في الأغلب عن طريق الفساد وعلي حساب بقية طبقات المجتمع.عاملان رئيسيان ساعدا علي الصعود المالي لرجال الاعمال الكبار ،تجارة العملة (فى السبعينيات) وتخصيص الأراضى بمساحات شاسعة تم تصقيعها بما يحيط هذين العاملين من فساد (بجميع انواعه) بجانب تجارة المخدرات وتجارة الآثار.ونلاحظ أن الصعود الإعلامى صاحبه تملك وسيلة إعلامية مهمة.احمد بهجت (الله يرحمه) أنشأ قناة دريم ، ومحمد ابو العينين أنشأ قناة صدى البلد ، وحسن راتب أنشأ قناة المحور ، وصلاح دياب اسس المصري اليوم ، وسعيد حسنين أنشا قناة للترويج الساسي علي هامش الترويج للأعشاب الطبية ونجيب ساويرس أنشا قناة وحزبا سياسيا ثم تخلص منهما في النهاية وتحول إلي رعاية المهرجانات الفنية،
وهكذا. فلم يقتصر الأمر اذن علي السيطرة المالية والنفوذ السياسى وإنما امتد الي السيطرة الإعلامية علي المستوي القومي وتوجيه الوعى الجمعي.