أخبارمقالات

الدكتورة غادة الجمال تكتب : عدوي  اليارسينيا إنتيروكولوتيكا وطرق الوقاية منها

التعريف بالميكروب :

بكتيريا Yersinia enterocolitica تصنف تحت عائلة البكتيريا المعوية  Enterobacteriaceae  وهي بكتيريا سالبة لصبغة الجرام لها أشكال متعددة فهي أحيانا عصوية واحيانا  بيضاوية وهي لاهوائية اختيارية لديها العديد من الأسواط المحيطية التي تجعلها تتحرك بطريقة دورانية ولكنها  غير متحركة عندما تنمو في نفس درجة حرارة جسم الإنسان 37م، ومتحركة عندما تنمو على أقل من 30م5.

وهي تنتشر في البلدان والمناطق الشديدة البرودة و تتحمل البرودة حيث يمكنها النمو على درجة تصل إلى  0م5 – -4م5 ودرجة حرارة المثلى للنمو هي 32-34م5 فتستطيع هذه البكتيريا احتمال درجات حرارة التجمد لفترات طویلة، والتجميد والانصهار المتتالي، ولكنها تفضل درجة حرارة الغرفة ودرجة حرارة الثلاجة أكثر من درجات الحرارة الواقعة بين هاتين الدرجتين. كما أن یرسینیا القولون موجودة في الأكل المطبوخ أكثر من الني بسبب زیادة كمية المواد المغذية المتوفرة في الطعام المطبوخ، حیث يتضاعف عدد الخلايا البكتيرية الحية داخل لحم العجل أوالخنزير المطبوخ ملیون ضعف خلال 24 ساعة على درجة حرارة 25 °. ويرسینیا القولون حساسة للحرارة، حيث تموت بسهولة في عملية البسترة على درجة حرارة 71.8 ° ل 18 ثانية أو 62.8 ° ل 30 دقیقةّ و pH الامثل 7-8 و تستطيع هذه البكتيريا احتمال البیئة القاعدية وتتعايش معها ولكن احتمالها للبیئات الحمضية أقل . والأحماض العضوية مثل حمض اللاكتيك وحمض الخليك تؤثر عليها بشدة. كما تتأثر الیرسینیا بالأشعة فوق البنفسجية وهي تتحمل كلوريد الصوديوم حتى 5% .

تاريخ انتشار المرض :

على الرغم من الانتشار الكبير لیرسینیا القولون في الطبیعة ونموها في اللحوم وتأقلمها مع درجة حرارة الثلاجة، إلا أن حالات الإصابة بها قليلة. وقد تم إرجاع سبب معظم هذه الإصابات إلى استهلاك الحليب غير المبستر. ففي سبعينات القرن الماضي أكبر حالتي انتشار للیرسینیات حصلتا في 138 طالب في كندا بعد شرب حليب غير مبستر وفي نیویورك حیث أصيب 217 شخصا بهذه العدوى بعد شرب حليب كان قد تلوث بعد بسترته. في ال 1981 انتشرت یرسینیا القولون بین 35 % من 455 شخصا كانوا يقطنون في مخيم لتخفيف الوزن، وتم إرسال 7 منهم إلى المشفى وتم استئصال الزائدة الدودية ل 5 من هؤلاء المصابين. وقد تم إرجاع سبب الإصابة إلى حليب مجفف، كان على الأرجح قد تلوث خلال عملية تحضيره للاستهلاك.

وانتشر عام 1982 في ولاية تينيسي في الولايات المتحدة الأمریكیة حيث تم تشخيص أكثر من 172 حالة إصابة بهذه البكتيريا، وكانت 41 % من هذه الحالات في الأطفال دون الخامسة سنا. وفقا لإحصاءات انتشار هذا المرض. وفي أكتوبر من عام ١٩٩٥م حدث انتشار للمرض بين سكان مقاطعتين في الولايات المتحدة نتيجة تناول حليب مبستر. وقد حدثت نوبات عديدة من تفشي المرض في الولايات المتحدة بين عامي ١٩٩٨ – ٢٠٠٤ م وكانت مصحوبة باستهلاك اللحوم ولحوم الخنازير.

ولم يقتصر التسمم الغذائي بالميكروب علي الأغذية ذات الأصل الحيوانى فقط ولكن امتد إلى الأغذية ذات الأصل النباتي مثلما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٨٢ م نتيجة تناول وجبات من التوفو والتي يدخل في اعدادها فول الصويا ومثلما حدث في النرويج عام ٢٠١١م نتيجة تناول خليط السلطة المعبأة الجاهزة.

العدوي:

تدخل هذه البكتيريا إلى جسم الإنسان عن طريق الفم بسبب تناول الاطعمة واللبن الملوث والمياه الملوثة  واللحوم المطبوخة بشكل غير جيد وخاصة لحوم الخنازير فتدخل الجهاز الهضمي للإنسان مسببة التهاب الجدار المعوي والغشاء المخاطي المبطن للأمعاء الدقيقة والغليظة. كما يُمكن أن تؤدي إلى تورم العقد الليمفاوية الموجودة في الأمعاء الدقيقة والتهابها. والأطفال في عمر 24 شهر ايضا تكون عرضة لالتهاب الأمعاء ويشعر الطفل بالكسل وفقدان الشهية ومغص بالبطن والبراز يكون مصحوب بوجود دم . ويعتبر الأشخاص الذين يعانون من الأنيميا وضعف عام في المناعة وأمراض الكلى المزمنة  وأمراض الكبد، إدمان الكحول، ومرض السكري،  الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى.

الأعراض :

ويستمر المرض من 1-3 أسابيع وتكون الأعراض كالتالي الإسهال الدموي , المغص الشديد , الشعور بالقيء والغثيان , صداع , الارتفاع في درجات الحرارة ,التهاب المفاصل الارتكاسي (داء اليرسينيات) يصيب مفاصل الركبتين وكاحل القدم بشكل خاص، وتظهر الإصابة به في صورة احمرار وسخونة وتورم في موضع الإصابة مع الشعور بآلام وتراجع القدرة على الحركة. ولكن غالباً ما تتلاشى هذه الأعراض في غضون مدة تتراوح من شهر وأربعة شهور ,ويمكن أن تؤدي الإصابة إلى حدوث مضاعفات خطيرة كالإصابة بالتهاب السحايا والتهاب عضلة القلب  و التسمم الدموي. كما تتميز بالتهاب الغدد الليمفاوية وبذلك يصعب تشخيصها حيث يختلط الوضع مع  التهاب الزائدة الدودية حيث يسمى ( التهاب الزائدة الدودية الكاذب ). وتكون الأعراض أكثر حدة في الأطفال الصغار.كما هو الحال مع البكتيريا المعوية الأخرى ، فإنها تنتج سمًا معويًا مقاوم للحرارة (Yst) فيؤدي  إلى التهاب البطانة الداخلية للأمعاء ، مما يؤدي إلى إتلاف نفاذية الأمعاء  وفقدان المواد المذابة والماء ، مسببا  الإسهال.

. انتقال  البكتيريا :

*تعتبر الخنازير المصدر الأساسي لميكروب Yersinia enterocolitica  لأنها موجودة في أمعاء الخنازير ويمكن أن تسبب yersiniosis في البشر ، وتعتبر أمعاء الخنازير مصدرًا شائعًا لهذا النوع من التسمم الغذائي كما ينتشر الميكروب في اللحم البقري والأغنام وجميع اللحوم الملوثة والغير كاملة النضج اثناء الطبخ والمحار والصدف البحري والماء.

*تناول الخضراوات والفاكهة الغير مغسولة جيدا والملوثة بالميكروب.

*استهلاك الحليب غير المبستر فالبكتيريا قادرة على التكاثر في الطعام المحفوظ في التبريد. وفي الأطعمة المبسترة إذا تم إدخالها بعد البسترة.

الوقاية والسيطرة:

**الیرسینیا لا تحتاج إلى علاج ولا تحتاج أي أدوية ولكن يجب أخذ المضادات الحيوية المناسبة لعلاج الالتهابات التي تسببه في الأمعاء. مثل الدوكسي سيكلين بالإضافة إلى أحد المضادات من عائلة الأمينوجليكوزويد خاصة إذا كانت الحالة مصاحبة تثبيط مناعي. كما ينصح باستخدام التراي ميثوبريم /سلفاميثوكسازول فقد ثبت فاعليتها ضد يرسينيا القولون. هذه البكتيريا مقاومة للبنسلين ج والامبیسلین  بسبب إنتاجها انزيم البيتا-لاكتاميز.

**يجب شرب كميات كبيرة من الماء والسوائل  لتعويض ما فقده الجسم اثناء الاسهال.

 ولمنع العدوى

يجب الالتزام  بالنظافة الشخصية ومجالات إنتاج الغذاء أو استهلاكه.

غسل اليدين قبل الأكل.

عدم تناول الطعام النيء أو غير المطبوخ جيدًا.

الحفاظ على اللحوم النيئة منفصلة عن اللحوم المطبوخة.

الغسيل الجيد في حالة الفواكه والخضروات


د/ غادة أحمد الجمال / معهد بحوث الصحة الحيوانية / معمل فرعي كفر الشيخ / قسم البكتيريولوجي – مركز البحوث الزراعية – مصر





مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى