الدكتورة نهلة عبيد تكتب: ماذا تعرف عن سمك القراميط ؟
كيفية اختيار القرموط الصحى
أسماك القراميط من أسماك المياه العذبه التى تعيش فى القاع , ويعرف القرموط المصرى علمياً باسم (clarias anguillarus) ,إلا أنه يعتبر القرموط الأفريقى والمعروف باسم(clarias gariepinus) هو الأكثر انتشاراً فى مصر, ويتواجد سمك القرموط في اي مكان سواء نهرالنيل أو الترع أو التفريعات أو القنوات الخاصه بالري والمصارف بانواعها حيث يتواجد في مياه الصرف الزراعى الملوثه والتي تختلط بمياه الصرف الصحى أحيانا ً.ولأنه يتغذى علي أي شىء من الفضلات ويرعي في أي مياه فهو يعيش ويتكاثر وينمو بأحجام كبيره جداً.
وتستطيع أسماك القراميط العيش لساعات عديده خارج الماء وربما لأسابيع فى المستنقعات الوحله كثيفة الطمى ,و يتم اصطيادها من قبل البعض من تلك القنوات والمصارف ويطلق عليها مجازاً اسم القراميط البلدى وتكون أرخص في السعرولكنها للأسف تجذب بعض الفئات من المستهلكين علي الرغم من أنها غير صحيه وغير اَمنه نتيجه لتلوثها بمياه الصرف الزراعى والصرف الصحى .
استزراع القراميط فى مصر:
يتم استزراع القراميط في مصر علي نطاق جيد فى المزارع السمكيه بمعدل انتاج عالى لأنها تتحمل التكثيف فى المزارع نتيجه لاعتمادها على تنفس الهواء الجوى على مدار24 ساعه بجانب الأكسجين الذائب فى الماء,مما يؤدى إلى توفير استخدام التهويه الصناعيه ذات التكلفه المرتفعه ولذلك اصبحت القراميط تشكل حوالى 4.5% من اجمالى الناتج السمكي فى مصر بنسبة 7% من اجمالى انتاج المزارع يليها البحيرات بنسبة 3% ثم نهر النيل بنسبة 2%.
وتعتبر هذه الأنواع من القراميط المستزرعه صالحه للاستهلاك الاَدمى واَمنه على الصحه لما تتلقاه من رعايه واهتمام داخل الأحواض بشرط الرقابه المكثفه من قبل الدوله على هذه الأحواض لتلافي أية تجاوزات من قبل المزارعين في تغذية القراميط علي النفايات والمخلفات الحيوانيه وغيرها .
فوائد تناول سمك القراميط :
يعتبرسمك القراميط بصفه عامه من الأسماك التى تحتوى على العديد من الفوائد حيث أنها تحتوى على الكثير من العناصر الغذائيه كالبروتين والفيتامينات والمعادن الهامه كالفوسفور ,والأوميجا المعروفه بفوائدها للجسم ,علاوه على أنه لا يحتوى على الدهون الضاره الغير مشبعه ,فضلاَ عن أنه سهل الهضم .
أضرار تناول سمك قرموط الترع والمصارف والمزارع سيئة السمعه:
– خطورة انتقال البكتيريا والميكروبات الى المستهلك لاحتوائها على نسبة عاليه من التلوث وخاصةَ بكتيريا التسمم الغذائى الخطيره مما ينتج عنها من قىء واسهال وتقلصات معويه حاده خاصةً فى الصغار وكبار السن والمرضى والحوامل .
– احتمالية تلوث هذه القراميط بالعناصر الثقيله للمخلفات الصناعيه كالرصاص والزرنيخ والكادميوم والزئبق التي تسبب تسمم بالعناصر الثقيله للإنسان على المدى البعيد لما لها من أثر تراكمى فى جسم الإنسان حيث تتسبب فى ضعف وتوقف النمو لدى الأطفال وضعف الإدراك والتخلف الذهنى.
كيفية اختيار القرموط الصحى :
- السؤال عن مصدر القراميط الموجوده لدى البائع قبل الشراء
- اختيار القرموط الفاتح فضى اللون ذو الزعانف الحمراء أو الورديه والابتعاد عن القرموط الاسود الغامق ذو الرائحه الكريهه.
- شراء القرموط ذوالبطن البيضاء والابتعاد عن القرموط ذو البطن الرماديه الغامقه أو البنيه.
- الابتعاد عن القرموط ذو الرائحه الكريهه سواءً فاتح ام غامق اللون نظراً لان هذه الرائحه تدل على فساد لحم القرموط كما أن رائحة قرموط المصارف تكون كريهه جدا ً حتي لو القرموط طازج.
- حجم القرموط لم يعد يعتد به كمقياس للتفرقه بين قرموط المزارع وقرموط الصرف الصحى لأن المزارع أصبحت تنتج قراميط ضخمه حيث أن وزن القرموط الواحد يتجاوز الخمس كيلو جرامات أحياناً.
كيفية طهى سمك القراميط
- يجب غسل القرموط جيداً بالماء والخل والملح وتقطيعها إلى شرائح غير سميكه لضمان توزيع الحراره فى اللحم أثناء الطهى ,ويعتبر القلى الجيد أفضل طريقه لطهى القرموط نظراً لدرجات الحراره العاليه التى تضمن القضاء على أى ميكروبات متبقيه من عملية التنظيف .
التوصيات المقترحه
- يجب تشديد الرقابه على الاسواق المفتوحه وعمل الفحص الدورى واتخاذ الاجراءات اللازمه لتجنب انتشار بيع قراميط المصارف
- يجب الرقابه على المزارع والاحواض السمكيه وفحص جودة العلف والمياه لضمان جودة القراميط قبل وصولها إلى المستهلك
- مراعاة مواصفات الإستزراع السليمه وذلك بتطبيق نظام الهاسب وأنظمة الجوده على المزارع السمكيه لدرء الخطوره عن المستهلك
- يجب ان نعتمد على مزارعنا ومواردنا المحليه الآمنه لتقليل الاستيراد من الخارج ومحاولة تصنيع وتغليف لحوم القراميط بعد تنظيفها جيداً فى صورة فيليه السمك لتزداد رواجاً لدى المستهلك مع امكانية تصديرها الى الخارج.
- الرقابه على جودة المنتج مسؤوليه مشتركه بين الجهات الرقابيه والمستهلكين وأصحاب المزارع ,وذلك بالرقابه المستمره علي الأسواق والمزارع والأحواض المخالفه وقنوات الصرف ومصادر تلوثها من قبل المسؤولين ,وعلى اصحاب المزارع مراعاة ضمائرهم فى تغذية الاسماك وعدم الاعتماد على مخلفات المزارع او القمامه أو غيرها من الاطعمه المحظوره فى إطعام السمك والتوقف عن الجشع والطمع لما لهذه المخلفات من خطوره على المستهلكين ومنهم أبناؤهم وذويهم , أما بالنسبه المستهلك فمن واجبه الإبلاغ والإرشاد عن أي مخالفات ملحوظه سواءً فى المزارع أو الأسواق وفحص السمك ظاهريا ًقبل الشراء.
د. نهله أحمد عبيد – باحث أول صحة الأغذيه بمعهد بحوث الصحه الحيوانيه بالدقى– فرع كفرالشيخ – مركز البحوث الزراعية – مصر