تعيش مصر هذه الايام طفره هائله فى الموائمه بين البحث والتطبيق وخاصه فى كل مايتعلق بمجال الصحه العامه للانسان وسلامة غذاؤه وتجلى ذلك واضحا فى مجابهة الامراض المتوطنه والمزمنه خلال المشروع القومى العظيم 100مليون صحه واللذى نتج عنه خريطه مصريه خاصه بالامراض المزمنه وعلى الاخص الامراض الفيروسيه والسكر وامراض القلب وضغط الدم ثم تلا ذلك انشاء الهيئه المصريه لسلامة الغذاء والتى تهتم بالاساس بالحرص على تقديم غذاء صحى وأمن للمواطن والتدقيق فى كل مراحل التصنيع والمتابعه الرقابيه ومن الخطوات النافذه فى هذا المجال هو شروع الدوله حديثا فى انشاء معامل مرجعيه مركزيه نموذجيه فى كافة الموانيء المصريه البريه والبحرية والجويه ويضم جميع الجهات القائمه على الفحص مع الربط الالكترونى لتلك المعامل مع منظومة الجمارك وذلك لضمان سرعة استلام العينات واصدار النتائج والافراج الجمركى قبل دخولها للبلاد.
وتماشيا مع منهجية الدوله اقدم لكم نبذه مختصره عن احدى المواد الغذايئه التى دائما ما يثار حولها اللغط كونها ماده تستخدم بشكل يومى وروتينى فى اغلب ما نتناول من غذاء
فما هو المارجرين؟ ومما يتكون؟ وما هى اضراره وكيف نتجنبها؟
المارجرين كمصطلح عام يمكن ان يشير الى اى طائفه كبيره من بدائل الزبدة وفى اماكن كثيره من العالم تجاوزت حصة المارجرين فى السوق حصة الزبدة ويعود ذلك لكون المارجرين ارخص سعرا واسهل فالحصول عليه وكان هذا هو السبب الرئيسى اللذى جعل الامبراطور الفرنسى لويس نابليون الثالث فى عام1869م يعرض جائزه لاى فرد يمكنه ان يصنع بديلا ملائما للزبده ويكون مناسب للاستخدام من قبل قوات الجيش الفرنسى والطبقات الاقل دخلا من شعبه وبالفعل تمكن الكيميائى الفرنسى هيبوليت ميج موريس من اختراع ماده اسماها اوليومارجرين والتى تم اختصار اسمها لتكون الاسم التجارى مارجرين ومع مرور الوقت وتتابع الابحاث حول المارجرين اصبحت هذه الايام تعرف المارجرين من قبل الاتحاد الاوروبى كالتالى: –
هى عباره عن ماء فى مستحلب زيتى من الدهون النباتيه– الحيوانيه مع محتوى دهنى لايقل عن 10% ولكن اقل من 90% والتى تظل متماسكه فى درجة حراره 20 درجه مئويه وهى مناسبه بكونها مسلى للمائده وتعتبر المارجرين البديل الصناعى للزبده والسمن الحيوانى
وتتكون المارجرين فى اغلب صورها من الاتى :-
زيوت نباتيه مهدرجه مثل زيت النخيل وزيت فول الصويا وزيت نواة النخيل وزيت الكانولا واحيانا يضاف لها بعض الشحوم الحيوانيه المخلوطه بالمستحلبات مع اضافة الملح والالوان الصناعية ومواد حافظه والتى تختلف من شركه لاخرى
ونظرا لكونها منتج رخيص مقارنة بالسمن الحيوانى لجأت اغلب الشركات لاستخدامها فى تصنيع البسكويت والبيتى فور والكيك والحلويات وغيرها من المخبوزات والمعجنات بالاضافه لاستخدامها لاغراض الطهى
من المسلى او المارجرين هناك ثلاثة أنواع رئيسية شائعة:
1-المارجرين التقليدية، والتي تحتوي على الدهون المشبعة، وهي في الغالب مصنوعة من الزيوت النباتية
2-المارجرين المخلوطة، وهي عالية في الدهون الأحادية أو العديدة الغير مشبعة، والتي يتم صناعتها من القرطم، ودوار الشمس وفول الصويا وبذور القطن وبذور اللفت ، أو زيت الزيتون.
3- المارجرين المتماسكة، تكون غير ملونة بوجه عام وتستخدم في الطبخ والمخبوزات.
اضرار المارجرين
بسبب الضرر البالغ الذي يسببه هذا النوع من المنتجات فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية حملة جديدة لحظر منتجات السمن النباتي الصناعي في غضون خمس سنوات أي بحلول عام 2023 . و تهدف المنظمة بذلك لإنقاذ ما لا يقل عن 500000 شخص في السنة من الاصابة بالامراض او الوفاة جراء تناول تلك الدهون غير المشبعة (أو الاحماض الدهنيه غير المشبعه)
وقد أكد الدكتور توم فريدن ، الرئيس السابق لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها :-
أن الدهون غير المشبعة هي مادة كيميائية سامة قاتلة و غير ضرورية ، ولا يوجد سبب لاستمرار تعرض المستهلك حول العالم لهذه المادة وذلك نظرا لاحتواءها هلى كثير من الدهون المهدرجه والضاره جدا بالصحه وكذلك احتوائها على كميات كبيره من الدهون المتحوله والتى قد تسبب كثيرا من الاضرار الصحيه للمستهلك نوجزها فى الاتى:
1- انها تخفض من استجابة الجسم لهرمون الانسولين مما يحفز الجسم لافراز كميات اكبر من هرمون الانسولين لكن دون جدوى وبالتالى يتدهور الامر الى مرض السكرى من النوع الثانى.
2- يتسبب المارجرين فى ارتفاع الدهون فى الدم وخاصه الكوليسترول والدهون الثلاثيه مما يعرض الانسان للارتفاع فى ضغط الدم ووتصلب الشرايين وضعف عضلة القلب وتعرض المستهلك للنوبات القلبيه بنسبه مضاعفه عن الاشخاص اللذين لا يتناولون المارجرين.
3-لاحقاً اكتشف العلماء أن منتجات الزيوت المهدرجة تزيد من مستويات الكولسترول السيء LDL (علامة على زيادة مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية) و تخفض مستويات الكولسترول الجيد HDL. بشكل عام ، وقد وُجد أن أن الوجبات الغذائية التي تحتوي على هذه الدهون تزيد من معدلات الإصابة بأمراض القلب بنسبة 21٪ ومعدلات الوفاة بنسبة 28٪ .
4-الدهون المتحوله والناتجه عن المارجرين تخفض من كفاءة الخلايا المناعيه وتؤثر على استجابة الجسم لمقاومة الامراض.
5-اثبتت الدراسات ان المرضعات اللواتى يتناولن المارجرين بشكل مستمر يفرزن لبن غير جيد لاطفالهن وذلك لان الدهون المتحوله الضاره تفرز فى اللبن وتشكل خطورةعلى صحة الاطفال الرضع وتؤثر على نمو اجسامهم وعقولهم نموا طبيعيا.
6-بعض الدراسات البحثيه الحديثه على فئران التجارب اشارت الى ان الزياده فى تناول مصادر عذائيه تحتوى على نسب عاليه من الاحماض الدهنيه المتحوله والغير متشيعه تؤثر بشكل سلبى واضح على وظائف الكبدوالمخ .
7-زياده نسبة الاصابه ببعض انواع السرطانات خمس اضعاف .
كيف نتجنب الاثار الجانبيه للمارجرين؟
منظمة الصحة العالميه وضعت خطة عالمية لتقليل نسبة استهلاك وإنتاج الدهون المهدرجة صناعيا، التى تسبب أمراض السرطان والقلب، بحيث لا تتعدى ١٪ من حجم السعرات التى يحصل عليها الإنسان والتى من المؤسف قد وصلت فى بعض الدول المستهلكه للمارجرين إلى ٦٪ مما يسبب خطورة على صحة المستهلك .
وخلاصة القول ومانقدمه من خلال هذه المقالة كنصائح للمستهلك مراعاة مايلى:
1-البحث عن المارجرين اللذى يحتوى اقل كميه ممكنه من الدهون المتحوله ويجب التحقق من ملصق المكونات بحثا عن كمية الزيوت المهدرجة جزئيا.
2-الانتباه الى انه يمكن لشركات الاغذيه ان تدعى ان المنتج يحتوى على صفر من الدهون المتحوله طالما انه يحتوى على اقل من نصف جرام لكل وجبه.
3-الدهون المتحوله تتصلب فى درجة حرارة الغرفه لذلك كلما كان المارجرين اكثر صلابه قذلك يعنى احتواؤه على دهون متحوله اكثر.
واخيرا نحمد الله لاننا الآن لدينا رئيس جمهورية له فكر وينظر إلى صحة مواطنيه، وهو ما ظهر فى حديثه عن السمنة التى أصابت الشباب، وعلينا أن نستفيد من هذا بوضع قيود على صناعات الدهون المتحولة والمهدرجة صناعيا، لما تمثله من خطورة صحية واقتصادية»
د–مفيديوسف جوده – باحث بمركز البحوث الزراعيه – معهد بحوث الصحه الحيوانيه – معمل بيطرى كفر الشيخ -مركز البحوث الزراعية – مصر