قرار تحويل ٥٥ فدان هي مزرعة الابحاث لكلية الزراعة الى مباني سكنية ليس فقط خطأ في حق العلم والعلماء وطلاب وطالبات كلية الزراعة بل هو جريمة في حق البشرية جمعاء وإليك الاسباب العلمية السبعة لهذا.
١- مصر بلد مستوردة للغذاء ومعظم مساحتها صحاري قاحلة ولديها ندرة في الماء واغلى ما لديها من ثروة زراعية هي الارض الخصبة.
٢- لكي تحول ارض صحراء إلى ارض خصبة كأرض دلتا النيل تحتاج مليون عام على الاقل وعندما تبور هذه الارض فأنت تهدر ذلك في لحظة وتسبب تدمير لبناء طبيعي لا يمكن تعويضه.
٣- الأرض الزراعية ليست مجرد طين ولكنها كنز وتخيل حجم التدمير الذي تحدثه عندما تحول فدان واحد الى مباني فأنت تخسر ٣٠الف عود ذرة و ١٢٤ الف عود قمح سنويا وهذا معناه نقص سنوي بعشرين اردب من الذرة او القمح او اطنان من البرتقال واليوسفي والبطاطس تخسرها سنويا.
٤- بتخريبك للأرض الزراعية انت تحرم أجيال قادمة من الغذاء وتفرض عليهم التسول والبحث عن الغذاء في بلاد تحترم الأرض الزراعية وتعرف قيمتها.
٥-يجب ان تعلم ان نصف الاكسجين الذي نتنفسه مصدره النباتات لذلك عندما تجرف الأرض الزراعية فأنت تقتل ملايين النباتات وبهذا انت تخنق نفسك دون ان تدري
٦- النباتات هي الفلتر الطبيعي الوحيد الذي ينقي هوائنا من عوادم السيارات والمصانع وافران الخبز وهباب الحرائق وعندما تحرم مدينتك من ٥٥ فدان زراعية فأنت تزيد الطين بله وتجلب الضرر للبشر اكثر واكثر وستضطر لتوسيع مستشفياتك والبحث عن اطباء وادوات لعلاج المزيد من مرضي التلوث
٧-ما لا تعلمه هو ان كل جرام من الارض الزراعية يحتوي ما يقرب من مليون ونصف كائن دقيق يعملون ليل نهار من اجل تحليل مخلفاتنا وتيسير السماد للنباتات ومنها نستخرج الادوية والمضادات الحيوية ومنها نصنع الأغذية ومنها ينتج ثاني اكسيد الكربون الذي تحوله النباتات في عملية البناء الضوئي الى سكر تتذوقه وينتج منه النشا ورغيف الخبز.
الخلاصة يا عزيزي المحافظ وكل من يتخذ قرار تبوير ارض زراعية سواء وزير او خفير انتم ببساطة قتله بل تقتلون الناس جميعا وتقتلون بلايين من مخلوقات الله التى تسبحه ليل نهار وتعمل في صالح البشرية، ولا شك ان هذه المخلوقات ستدعوا عليكم ليل نهار والله اعلم بنجواهم.
ليس هناك اي مبرر لتحويل ارض زراعية إلى مباني وإن كانت غير مستغلة بدرجة كافية فهذه امور ادارية يمكن حلها وتداركها بالتخطيط والتمويل لا بإعدام الحياة فيها.
ا. د محمد المليجي – استاذ علم أمراض النبات