الدكتور إبراهيم درويش يكتب : الزراعة المصرية أمن قومى فى أزمة كروونا وغيرها
عندما تفشت الامراض وقفنا جميعا نصفق للجيش إلطبى وتذكر الناس العلماء ، فمن يقفون فى المستشفيات ومن يحرسون الحدود ومن يسهرون على الأمن ومن ماكثون فى البيوت هل يمكن ان يقوم الجميع بمهامه من غير ان نؤمن له الغذاء الذى يملأ بطنه
فإذا كان وقود المركبات البترول فوقود الإنسان الغذاء
فإن كان نصفق لكل صاحب دور فيجب ان نصفق مرات للمزارع المصرى والباحث الزراعى المصرى والتصفيق المقصود هنا التصفيق المعنوى والمادى وهذا هو الأهم .
والحديث عن وصول معدل التوريد بالنسبة لمحصول القمح إلى 2.5 ملايين طن سنويا كلا م صحيح ، ولكن هذا فى السنوات العادية وهذا التوريد كان اختياريا لكن هذا العام انا اتوقع ان يكون التوريد أقل وذلك لعدة أسباب:-
أولا : أزمة كورونا مما سيجعل المزارع أكثر حرصا على انتاجه كنوع من التأمين الذاتى وهذا أمر نفسى فى ظل الأزمات
ثانيا : توقع انخفاض إنتاجية وحدة المساحة من المحصول نتيجة الظروف المناخية التى ضربت مصر فى الفترة الماضية وكان لها تأثير كبير على القمح فبعض المحافظات وصل الرقاد فوق 50% للنباتات وهذا لا دخل لوزارة الزراعة او المزارع فيه فالهواء من قوته كان يقلع الآشجار وأعمدة الكهرباء فكيف بالنباتات وطبعا يختلف الرقاد على حسب عوامل كثيرة سواء وراثية او بيئة لكن ليس هذا مجاله لكن مااقصده أنه سوف يؤثر على إنتاجية الغد ان هذا العام بنسب نسأل الله ان تكون قليلة ومن رحمة الله لنا ان درجات الحرارة مازلت تسمح بامداد السنبلة بالتمثيل الغذائى
ثالثا : أن سعر الرده والذى يتحكم فيها عدد قليل أعلى من سعر القمح وبالتالى القمح ارخص من الرده فسوف تستخدم كعلف
اعلان سعر توريد أردب القمح قبل الزراعة مطلب ضرورى :
والأهم ان الدولة المصرية تسعى لمعالجة كل الأزمات بحرفية ومهارة وعلى أصحاب الخبرة ومسؤولى الزراعة ان يشرحوا الأمور بشفافية امام صاحب القرار حتى تكون القرارات داعمة للإنتاج الزراعى
وعلى سبيل المثال فقد قامت الدولة المصرية بخطوات اقتصادية لدعم رجال الصناعة وكلنا امل ان يتم دعم المزارع المصرى ففى دعمه دعم لكل مصرى لأنه حائط الصد فى تأمين الغذاء صحيح سعر الأردب القمح بالمقارنة بالعام الماضى هو أعلى بمقدار 15 جنيه لكن الظروف الراهنة داخليا وعالميا والظروف المناخية التى مرت على مصر وأثرت بصفة اكبر على المزارع تجعل من الافضل ان أرفع سعر اردب توريد القمح إلى درجه تجعل المزارع لايبقى فى بيته إلا مايكفيه فقط ويورد الباقى للدوله
وحتى لو الأسعار العالمية انخفضت والأمور سارت بصورة طيبة يكون انا دعمت المزارع المصرى وامواله سيصرفها فى بلده وعلى أرضه.
والأهم انه فى خطة مصر 20-30 فى القطاع الزراعى انه يجب ان يعلن سعر توريد اردب القمح قبل زراعته تشجيعا للمزارعين على زيادة مساحاتهم ولكن للأسف. هذا لم يفعل مع تكرار توصياتنا بذلك فإنه إذا أعلنت السعر بعد الزراعة لن ياتى إليك الا من زرع فعلا وعلى حسب السعر لكن اذا أعلنت مبكرا تجذب منتجين جدد أو مساحات جديدة .
أسأل الله ان يحفظ مصر من كل سوء . اللهم بلغت اللهم فاشهد.
أ.د/ إبراهيم درويش – استاذ ورئيس قسم المحاصيل زراعة المنوفية