دودة الأنيساكس أو كما يطلق عليها المتشاخسة و هى تنتمى لشعبة الديدان الإسطوانية (النيماتودا) ، فصيلة المتشاخسات .
و هي نوع من الطفيليات الشائعة في الأسماك البحرية و لا توجد في أسماك المياه ذات الملوحة المنخفضة، وذلك بسبب عدم وجود بعض أنواع القشريات مثل الكريل التي تشارك في إتمام دورة حياة الدودة، كما أنها غير شائعة في المناطق التي تكون فيها الحيتان نادرة. دودة الأنيساكس ذات جسم مستدير في المقطع العرضى و غير مُجزأ . ويقل تجويف الجسم إلى تجويف بطني ضيق كاذب. ويقع الفم في الأمام و تحيط به زوائد تستخدم في التغذية والإحساس و فتحة شرج من الخلف. وتفرز المنطقة الحرشفية طبقات متعددة لحماية الجسم من الأحماض الهضمية.
دورة حياة دودة الأنيساكس:
دورة حياة دودة الأنيساكس معقدة و تحتوى على أكثر من عائل. تخرج البويضات من العائل النهائي للثدييات المائية مثل الحيتان والدولفين و تتغذى علي هذه البويضات القشريات مثل الجمبرى و الكريل، و داخلها يتحول الجنين الموجود بالبويضة إلى الطور المعدى للأسماك مثل (القد ، والرنجة والماكريل و السلمون والحبار ) ليتحول داخلها للطور اليرقى الذي يعتبر الطور المعدى للثدييات المائية والإنسان
(صورة 1) .
التغيرات المورفولوجية لدودة الإنيساكس:
و نظراً لأن دورة حياة الأنيساكس دورة معقدة و تتضمن أكثر من عائل، فإنها تمر بأشكال مختلفة وفقًا لمرحلة العائل. وفي المرحلة التي تصاب فيها الأسماك تكون الديدان على شكل “لفائف” مميزة، يبلغ طولها حوالي 2 سم عند فردها، وتكون في العائل النهائي فى الثدييات البحرية أطول وأكثر سمكًا وأكثر قوة؛ للتعامل مع البيئة الخطرة في أمعاء الإنسان والثديات
أعراض دودة الإنيساكس فى الأسماك :
توجد الأنيساكس داخل التجويف البطنى والأحشاء والجهاز العضلى للعديد من الأسماك (القد ، الرنجة ، و السلمون والحبار ) و كثيراًما ترتبط دودة الأنيساكسAnisakis بسمكة الرنجة لذلك تسمى ( دودة الرنجة) وقد وصل انتشارها فيها نحو 100% فى بحر شمال الأطلسى و بلغ تواجدها فى السلمون الطازج الى اكثر من 75% فى الولايات المتحدة .
أعراض داء أنيساكياسيس(Anisakiasis) فى الإنسان:
دورة حياة الأنيساكيس لا تكتمل فى الانسان لانه ليس العائل النهائى لهذه الديدان ولذلك ، يعتبر الانسان عائل عارض ، و لان الطفيليات لاتصل الى مرحلة النضج داخله. يصاب الانسان بهذا المرض نتيجة تناول اسماك غير مطهية أو غير ناضجة بطريقة صحيحة وتحتوى على يرقات الأنيساكيس فى المرحلة الثالثة، ففي غضون بضع ساعات من تناول الأسماك، تحاول الدودة الطفيلية أن تختبئ خلال جدار الأمعاء، ولكن بما أنها لا تستطيع اختراقها، فإنها تصبح عالقة وتموت. ويتسبب وجود الطفيل في استجابة مناعية من الجسم، حيث تحيط الخلايا المناعية بالديدان، وتشكل بنية شبيهة بالكرة يمكنها أن تسد الجهاز الهضمى ، مما يتسبب في آلام شديدة في البطن وسوء التغذية والقيء و الإسهال وفي بعض الأحيان، يتم ارتجاع اليرقات. وفى بعض الاحيان تخترق اليرقات الغشاء المخاطى للأمعاء وتكون أورام eosinophilic granuloma
تشخيص أنيساكياسيس(Anisakiasis):
يتم التعرف على الانيساكيس (Anisakis) عن طريق تفاعلات فرط الحساسية الذئ يحدث بعد تناول الاسماك . فى واقع الامر الدودة يمكن أن تسبب تفاعلات فرط الحساسية . و حتى بعد موتها تنتج من هذه اليرقات مولدات المضادات ( Antigen) . عادة ماتكون أول علامات الحساسية بعد البلع بحوالى من 60 الى 120 دقيقة ، ولكن قد تتأخر لمدة تصل الى 6 ساعات ، ربما بسبب مرور الطعام من خلال الاجهزة المعدية المعوية .
وهذا يعنى أن الحساسية يمكن أن تحدث ليلا . يتم تحديد الأجسام المناعية للانيساكس Anisakis عبر الإختبارات المناعية ومع ذلك هناك أناس لديهم أضداد الأنيساكيس دون وجود أعراض. هذا المرض شائع فى أوروبا ( هولندا ) , واليابان والولايات المتحدة ( ما يصل الى 2000 حالة فى السنة , نظرا لشعبية استهلاك الأسماك الطازجة ( السوشى و الساشيمى). ويمكن إجراء التشخيص عن طريق فحص المعدة بالمنظار، حيث يتم رصد وإزالة اليرقات التي يبلغ طولها 2 سم بشكل مرئي، أو عن طريق فحص الأنسجة .
العلاج فى الانسان :
لا يمكن لديدان الأنيساكس البقاء على قيد الحياة في الإنسان، فهى تموت في نهاية المطاف. وفي بعض الحالات يتم شفاء العدوى مع علاج الأعراض فقط. وفي حالات أخرى، يمكن أن تؤدي العدوى إلى انسداد الامعاء الدقيقة ، والتي قد تتطلب الجراحة ، على الرغم من أن العلاج بالألبيندازول وحده (مع تجنب الجراحة) قد تم بنجاح، فقد يحدث أيضا ثقب للأمعاء وهي حالة طارئة.
د. جهاد عبد الرحمن إسماعيل – باحث بوحدة بيولوجى الأسماك-قسم بحوث أمراض الأسماك – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر