بناءا على توجيهات السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي بضرورة إجراء بحوث تطبيقية علي أرض الواقع أكد الدكتور عبد الله زغلول- رئيس مركز بحوث الصحراء علي أن مشروع حقن التربة الرملية بالسلت والطين يعد تحديا جديدا في مجال استصلاح الأراضي الصحراوية لما يقوم به من دور فعال فى تحويل الأراضى الرملية ضعيفة القوام التى تهدر كميات كبيرة من مياه الرى والأسمدة الكيماوية المضافة إلى أراضى منتجة مع توفير المياه والأسمدة
وأوضح زغلول أنه مما لاشك فيه أن كميات كبيرة من مياه الري والأسمدة الكيميائية المضافة تفقد بالتسريب العميق بعيدا عن منطقة إنتشار الجذور وبالتالي لا يستفيد منها النبات وذلك لضعف قوام الأراضي الرملية وبالتالي تقل إنتاجيتها في ضوء محدودية الموارد المائية وإرتفاع أسعار الأسمدة الكيميائية لذا أصبح أمرا حتميا التدخل لتحسين الخواص الطبيعية والكيميائية والمائية لهذه الأراضي لزيادة قدراتها علي الأحتفاظ بمياه الري والأسمدة المضافة .
وقال الدكتور علي عبد العزيز رئيس المشروع أنه من هنا يأتي دور مشروع حقن التربة الرملية بالسلت والطين الذي بدأ في عام ٢٠١٨ بعد دراسات مستفيضة منذ عام ٢٠١٣ ويهدف هذا المشروع لتحسين الخواص الطبيعية والكيميائية والمائية للتربة الرملية مما يوفر من ٥٠- ٦٠% من كميات مياه الري المضاف وحوالي ٣٠- ٤٠% من الأسمدة الكيميائية المضافة وحوالي ٧٠% من الأسمدة العضوية المضافة وزيادة انتاجية الفدان في المحاصيل الحقلية والخضر من ١٥-٣٠% حيث يتم حقن خامات السلت والطين بعد فصلها من خامات طبيعية من خلال خط الانتاج قادر ١ الموجود بمركز البحوث التطبيقية بمطروح التابع لمركز بحوث الصحراء حيث نقوم بحقن السلت والطين لعمق منطقة انتشار الجذور سواء في المحاصيل الحقلية والخضر وعمق حقن أخر لمنطقة انتشار الجذور في حالة الأشجار والنخيل وتم استصلاح العديد من الافدنة في عدة مناطق باستخدام هذه التقنية مثل مناطق (غرب المنيا – والصالحية الجديدة – محطة بحوث بالوظة بشمال سيناء ) وجميعها أعطت نتائج جيدة قابلة للتطبيق .
وأشار رئيس المركز إلي أنه بعد نجاح التقنية في تحسين الخواص الطبيعية والكيميائية والمائية للتربة الرملية خاض الفريق البحثي للمشروع برئاسة د.علي عبد العزيز تجربة فريدة في مطروح بإستخدام تقنية الحقن بالطين المعالج في الأراضي المتدهورة بالملوحة والقلوية والتي تبلغ فيها نسبة كربونات الكالسيوم لأكثر من ٧٥% بجانب خواصها الرملية الضعيفة ،كما تم استصلاح العديد من الأفدنة في هذه المنطقة ذات التربة المتدهورة بالملوحة والقلوية بإستخدام هذه التقنية وحقنها وإعادة زراعتها بمحاصيل الخضر الحساسة للملوحة والقلوية وكذلك المحاصيل الحقلية والأشجار واعادتها للخدمة مرة أخري واستصلاحها.