فوجئت بالإعلان المرفق الذي نشره المعهد القومي للأورام عن فتح باب قبول طلبات التقدم لدراسة الماجستير ، وتعجبت كما لم أتعجب من قبل أن يتم إستبعاد خريجي بعض أقسام كليات الزراعة كأمراض النبات (طب النبات) والوراثة والمبيدات والحشرات من حق التقدم لنيل درجة الماجستير في هذا المجال.
وهذا الفعل “الفاضح” إن دل علي شئ فإنما يدل علي غياب كامل للوعي وتخلف فكري لا يليق بمن وضع بين يديه مسئولية إدارة بعض مؤسساتنا الأكاديمية والذين أغلب الظن لم تسمح لهم ظروفهم الدراسية أو المهنية بالخروج خارج دائرة محافظاتهم حتي ظن بعضهم أن شارع القصر العيني في القاهرة وأبو قير في الإسكندرية هما أوسع شارعان في العالم!!! إن وجود أمثال هؤلاء في مواقعهم لهو الضمانة الوحيدة لإطالة مدة بقائنا فيما نحن فيه من تخلف!!!
القضاء الادارى يُنصف خريجى كليات الزراعة
أمثال هؤلاء هم أنفسهم الذين إعترضوا من قبل علي أن يمارس خريجي العلوم والزراعة والطب البيطري والصيدلة حقهم الطبيعي في العمل بمجال التحليلات الطبية!!! فجاء الحكم التاريخي للقضاء الإداري الذي هو عنوان الحقيقة ليرجع لهم بصيرتهم التي فقدوها ويعطي لخريجي الزراعة كغيرهم حق فتح معامل للتحليلات الطبية وحق ممارسة المهنة كغيرهم من خريجي الكليات البيولوجية!!!
البعض مازال لا يعي أن كلية الزراعة هي الكلية الوحيدة بين كليات أي جامعة التي لو نزعت يافطتها واستبدلت بأخري تسميها كلية البيوتكنولوجي (Faculty of Biotechnology) فلن يجانب فعل ذلك الصواب!!!
كلية الزراعة ياأعزائي ليست كما يتصورها العامة تتضمن علوما حديثة كالبيوتكنولوجي والبيولوجيا الجزيئية (Molecular Biology) وما آلت إليه من علوم كالهندسة الوراثية (Genetic Engineering) بتقنياتها المعقدة وما يرتبط بها من علوم تحتاج لفهمها والتفوق فيها لأوائل الثانوية العامة وليس لأواخرها!
وستتعجبون إذا علمتم أن خريجوا كليات الزراعة وأساتذتها يتقدموا أقرانهم من الكليات الأخري بالدول المتقدمة.. أظنكم لم تسمعوا عن أن أحد أكبر إن لم يكن أكبر علماء الإحصاء البيولوجية (Biostatistics) في الولايات المتحدة الذي تعدي سنه الآن التسعون عاماً وهو الأستاذ الدكتور/ أبو العلا هو خريج زراعة الإسكندرية .. وأن الأستاذ الدكتور/ سعيد جويلي كان أستاذا بالجامعات الأمريكية وأصبح أكبر الباحثين (Senior Scientist) في شركة Promega لمنتجات العمل بالتكنولوجيا الحيوية والتي قد تتعدي ميزانيتها ميزانية بعض الدول العربية.. والأستاذ الدكتور/ محمد عويضه الأستاذ الباحث في المركز الطبي لكلية الطب بجامعة أوبسالا بالسويد وهو تلميذ سابق لي وخريج قسم أمراض النبات بزراعة الإسكندرية..
الدكتور محمد وجيه من أكبر متخصصي الأمان الحيوي في العالم
ثم ألا تعلموا أن شقيقي الأستاذ الدكتور/ محمد وجيه وخريج قسم الوراثة بزراعة الإسكندرية كان أستاذاً للوراثة والبيوتكنولوجي ومديراً لمركز البيوتكنولوجي بجامعة PNG-University of Technology، شمال أستراليا، وهو الذي أنشأ وشارك في إنشاء أكبر مراكز البيوتكنولوجي في منطقة الباسيفيك وهو أحد أكبر متخصصي الأمان الحيوي في العالم فيكفي أن تعلموا أنه أحد أعضاء مجموعة خبراء الأمان الحيوي العشرة عن منطقة الباسيفيك وهاواي وهو مستشار شركة Genetic Technologies Pty Ltd. بمدينة ميلبورن باستراليا في مجال تحديد البصمة الوراثية للإنسان والأستاذ حالياً بجامعة نيوبروزويك بكندا وقد نشرت من قبل كيف يهتم الإعلام الكندي بتحركاته حول العالم ..
ثم ألا تعلموا أن أستاذ الجراحة التجريبية والتوكسوكولوجي بالولايات المتحدة الأستاذ الدكتور/ أنور سعد ومؤلف أكبر مرجع عن الـ Ischemia الحالة الفسيولوجية الخطيرة التي تصيب القلب هو زميل وخريج قسم المبيدات بزراعة الإسكندرية وتتلقفه كليات الطب ونقابة الأطباء عند حضوره مصر لكي تنال منه محاضرة ..
ألم تسمعوا عن الأستاذ الدكتور/ محمد شومان أحد تلامذتي من خريجي كلية الزراعة جامعة الإسكندرية وهو الآن أحد أكبر أساتذة كيمياء الأعصاب (Neurochemistry) بكلية الطب جامعة إستنفورد وما أدراك ما إستنفورد بالولايات المتحدة الأمريكية التي إذا تقدم أي من خريجيها للعمل في أي جهة يكفي أن يقول أنه خريج إستنفورد فلا يطلب منه تقديم السيرة الذاتية (CV) والقائمة تمتد أولها عندي وآخرها في مكان أبعد من مكان تواجدكم الآن في أي مكان!!! فهل مازال بعض من عمي الله بصيرته ييستكثر علي خريجي كليات الزراعة أن يقوموا بالتقدم لدراسة الماجستير في هذا المجال الذي لا يختلف في أساسياته البيولوجية عن غيره من المجالات؟!!!
خريجو كلية الزراعة علموا غيرهم مالم يكن لهم به علماً
البعض ممن لايقرأ كثيراً لايعلم أن خريجي كلية الزراعة قد علموا غيرهم مالم يكن لهم به علماً .. ألا يعلم هؤلاء أن الذين أنشئوا علم الـ Virology نفسه هم علماء طب النبات (Plant Medicine) وأنهم هم أول من إكتشف أن هناك شئ إسمه Virus أصلاً.. بل أنهم هم أول من أطلق عليه هذا الإسم .. وعلي أيديهم تعلم باقي المشتغلين بكليات العلوم والطب البيطري والطب البشري علم الـ Virology!!!
وقد يفاجأ قليلي القراءة أن إكتشاف المسببات المرضية (Pathogens) الأقل حجماً من الفيرس كالـ Virusoid و الـ Viroid هم علماء الـ Plant Virology وأن آخر مؤتمر علمي عالمي للـ Virology حضرته والذي جمع كل علماء الطب الثلاثة، النبات والحيوان والإنسان، كان من أعطي المحاضرة الإفتتاحية له أحد الحاصلين علي جوائز نوبل لم يكن من علماء كلية العلوم أو الطب البيطري أو البشري!!!!ولأن العلم نور أضيف أن علماء الطب البشري كان آصغر مسبب مرضي يعرفوه قبل أن يفهموهم علماء طب النبات بأن هناك مسبب مرضي إسمه الـVirus كان الـ Bacteria أي أنهم لم يسمعوا عن الفيرس إلا علي أيدي علماء طب النبات (أمراض النبات).. هذه أساسيات يدرسها كل الطلبة الدارسين لأول مقرر للـ Virology في أي جامعة في العالم في بداية المقرر تحت عنوان الـ Historical Background !!! .
بالتأكيد لكل عذره في عدم إحاطته بتاريخ العلوم وتفاصيلها فليس كل من درس حصل علي تقدير ممتاز في كل مادرسه إلا من رحم ربي!!! أعلم أن المعترض لايعلم معني Virusoid ولا أعتقد أنه قادر علي فهم مايمكن أن يعثر عليه حوله من النت وحتي لوسأل كل من يعرفهم من علماء الطب البيطري أو البشري، فرجاء أن يزن كل واحد نفسه قبل أن يتوهم قدرته علي وزن الآخرين!!!
الأستاذ الدكتور/ السيد السيد وجيه
أستاذ الفيرولوجي والبيوتكنولوجي،
ورئيس قسم أمراض النبات سابقاً – كلية الزراعة – جامعة الإسكندرية،
دكتوراة (PhD) في الفيرولوجي من الكلية الإمبراطورية (كلية العلوم والطب) جامعة لندن،
درجة عضوية الكلية الملكية للعلوم (DIC) بلندن،
دبلومة التعليم (Education) جامعة كمبريدح-بريطانيا.
و”رئيس تحرير” (Editor-in-Chief) المجلة الدولية للفيرولوجي
(International Journal of Virology) بالولايات المتحدة