الدكتور شاهيناز محمد تكتب: مرض “الدباب” فى الإبل .. الأعراض وطرق العلاج

أهمية تربية الابل:

الجمل له القدرة علي الحياة في الصحراء، والتكيف مع طبيعتها القاسية، بما فيها من الحر الشديد وندرة المياه والشمس المحرقة، إضافة إلى قدرته على الحياة في المناطق الجبلية حيث الطقس البارد ويتغذي علي النباتات الشوكية والرعي الغير جائر للحشائش لذلك فهو لايكلف الكثير في تغذيته كالماشية ولا يحتاج حظائرلتربيته. يقوم الإنسان عند جز وبر الجمل بتحويله إلى خيوط للصناعة حيث يدخل في صناعة المعاطف والبطاطين والحقائب المقاومة لتسرب الماء.اما عن حليب الإبل فيحتوي على دهنيات وسعرات حرارية أقل بكثير من حليب البقر.كما أن حليب الإبل يحتوي على نسبة عالية بشكل ملحوظ من الفيتامينات أكثر من حليب البقرويحتوي على كمية قليلة جداً من اللاكتوز، ما يجعله خياراً جيداً لمن لا يستطيعون استهلاك الحليب البقري بسبب عدم قدرتهم على تحمل اللاكتوز.يحتوي لحم الجمل على نسبة عالية من الدهون المُتعدّدة غير المُشبعة  مُقارنة بلحم العجل، وبالتالي فإنّه قد يُساهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة التي قد تحدث عند استهلاك الدهون المُشبعة

لحم الجمل هو خيارٌ صحيٌّ بشكل أكثر من لحوم الحيوانات الأُخرى

وتجدر الإشارة إلى أنّ لحم الجمل هو خيارٌ صحيٌّ بشكل أكثر من لحوم الحيوانات الأُخرى بسبب انخفاض محتواه من الدهون، والكوليسترول. مصدرٌ جيد للبروتين: حيث يحتوي لحم الجمل على نسبةٍ عاليةٍ من البروتين. مصدرٌ جيدٌ للفيتامينات: كفيتامين أ الذي يُساهم في الحفاظ على صحّة الجلد، والغشاء المخاطي .مصدرٌ جيدٌ للمعادن: يحتوي لحم الجمل كغيره من اللحوم الحمراء على نسبة عالية من البوتاسيوم، والفسفور، والصوديوم، والمغنيسيوم، والكالسيوم؛ حيث إنّ محتواه من الكالسيوم أعلى من محتوى لحم العجل.

ومما سبق يتبين اهمية  تربية الابل والرعاية الصحية لها ومن هنا يجب علينا التعرف علي مرض الدباب او السرا اهم الامراض التي تصيب الجمال.

مرض الدباب او السرا                                         

يعد مرض  السرا أحد أهم المشاكل الصحية بالجمال وربما الخيول ومن المحتمل أن يكون هذا المرض هو أكثر الأمراض ذات الأهمية الاقتصادية انتشارا بين الجمال في أفريقيا وأسيا. المرض يسبب خسائر اقتصادية مؤثرة في مناطق توطنه نتيجة انخفاض الإنتاجية للحيوانات المصابة والنفوق إلى جانب تكاليف العلاج ومقاومة المرض.

الطفيل المسبب تريبانسوما ايفانساى T.evansi وينتقل ميكانيكياً عن طريق الذباب الماص للدم وممكن ان يصيب الانسان عن طريق جروح اليد حيث سجلت حالتين في الهند رغم ان المتعارف عليه ان دم الانسان يحتوي علي مادة مضادة للتريبانوسوما ايفانساي تقتله فور دخوله الجسم .

الأعراض:

المرض في الجمال قد يأتي في شكل حاد أو شكل مزمن وتتراوح فترة الحضانة فيما بين 7 – 15 يوم ونسبة الإصابة قد تصل إلي 20% ونسبة النفوق بين الحالات المصابة قد يصل إلي 100% إن لم تعالج، والطفيليات توجد في الدم في الحالات الحادة بينما في الحالات المزمنة رصدها يتم بشكل متقطع وبنسبة اقل.

الشكل الحاد غالبا ما يكون مميتاً في خلال عدة اشهر أو ربما عدة أسابيع والشفاء التلقائي نادر الحدوث. يتميز الشكل الحاد للمرض بالحمى التي تستمر لعدة أيام أو عدة أسابيع مع افرازات انفية ودمعية وهزال يصاحب ذلك حدوث فقر الدم. قد يحدث تورم بالمناطق المنخفضة بجسم الحيوان. ينخفض إدرار اللبن وتصبح الأمهات المصابة غير قادرة علي إرضاع صغارها وقد يحدث الإجهاض في أي وقت من الحمل في الحيوانات العشار المصابة. بول الحيوانات المصابة يكون ذو رائحة نفاذة مميزة وقد يصبح بني اللون. قد تحدث أعراض عصبية  ولتفسير اسباب  هذة الاعراض نوضح التالي:  التريبانوسوما طفيل وحيد الخلية له سوط يعتبر من طفيليات الدم ولكنه يعيش بين خلايا الدم وليس داخلها بالاضافة لوجوده في جميع انسجة الجسم . يتميز التريبانوسوما بقدرته الفائقة علي التخفي من مهاجمة جسم العائل له عن طريق تغير االتركيب البيوكيميائي الموجود علي جدار الطفيل باستمرار بالاضافة لاستهلاكه الكبير للجلوكوز الموجود مما يسبب انخفاض مستوي الجلوكوز في العائل .

ارتفاع شديد في درجة الحرارة  في موجات من الحمي

يسبب الطفيل ارتفاع شديد في درجة الحرارة  في موجات من الحمي والتي يتزايد فيه اعداد الطفيل في الدم لذلك يفضل اخذ عينة الدم اثناء الحمي لسهولة التعرف علي الطفيل لوجوده باعداد كبيرة. حركة الطفيل السريعة تسبب تكسير لكريات الدم الحمراء مما يسبب انيميا شديدة ويترتب علي تكسير كريات الدم و تحرر الهيموجلوبين ونزوله في بول الابل  ويفقده الجسم نهائيا وكذلك تحرر الهيموجلوبين يسبب ارتفاع مستوي الصفرا في جسم العائل .

وجود الطفيل في الدم يساعد علي انتشار الطفيل بين جميع انسجة الجسم مما يسبب ضرر في كل جزء يصل اليه مثل  الكبد والطحال والكلي ويسبب فشل في وظائف هذة الاعضاء وتضخمها والتي بالتالي تكون السبب في ظهور الاعراض المختلفة مثل تورم اجزاء مختلفة من الجسم وهزال .  الشكل المزمن للمرض والذي يستمر لعدة سنوات هو الأكثر شيوعا مسببا زيادة معدل الإجهاض بالقطعان المصابة.   الجمال المصابة بمرض الدباب او السرا  تصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الأخرى حيث غالبا ما يرافق عدوى التريبانسوما الجرب وربما الالتهابات الرئوية أيضا.

العينات اللازمة للفحص المعملي:

• مسحات دم تشريحية من وريد الأذن.
•  التشخيص المبدئي يمكن تأكيده مباشرةً برصد الطفيل في مسحات الدم الشريحية الرقيقة أو السميكة أو بفحص عينات الدم مباشرةً دون فردها أو صبغها ويجب ان تكون اثناء الحمي.
• عينات دم كامل على هيبارين لحقن حيوانات التجارب والفحوص المعملية الأخرى.
• عينات مصل للاختبارات السيرولوجية والاختبارات الكيميائية الحيوية.
• الطريقة الأكثر سرعة وحساسية هي فحص عينة رطبة من “Buffy coat” في الأنابيب الشعرية الهيماتو كريت تيوب” بعد وضعها في جهاز الطرد المركزي حيث يتم فحصها بالميكروسكوب .
• التريبانوسوما يمكن رؤيتها بسهولة في الدم وسوائل وأنسجة الجسم المختلفة في الحالات الحادة ولكن الحالات المزمنة غالبا ما تتميز بانخفاض تواجد الطفيل في الدم ولذلك يجب اخذ مسحات الدم الشريحية الرقيقة أو الكثيفة من نفس الحيوان على مدار عدة أيام.
• يجب فحص الدم مباشرة او في الثلاجة لمدة لا تزيد عن24 ساعة حيث أنه بعد ذلك سوف يموت الطفيل وتصبح العينة خالية منه.
• التشخيص المقارن: الأمراض التي تسبب فقر الدم والهزال مثل عدوى الثايليريا وعدوى البابيزيا وعدوى الأنابلازما و كذلك العدوى بالأنواع الأخرى من التريبانوسوما يجب أن تستبعد بفحص عينات دم مصبوغة. مرض سارا يصعب تمييزه عن العدوى التي تسببها تريبانسوما بروساى في مناطق تواجد المرضين معاً.

طرق التحكم والسيطرة علي المرض:

حيث أنه لا يوجد لقاحات لعدوى التريبانسوما بصفة عامة فإن طرق التحكم بالمرض غالبا ما تعتمد على:

• علاج الحيوانات المريضة.ب السرامين : 10% في الوريد    1سمم لكل 10  كجم
• تحريك قطعان الإبل  ليلاً بعيدا عن الأدغال وأحواض الأنهار في مواسم إتنشار الذباب الناقل.
• التخلص من الروث المتجمع الذي يعيش عليه الذباب.
• حماية الحيوانات المستهدفة من الذباب عن طريق التدخين واستخدام طاردات الذباب.
• يجب سقى الجمال في أشد ساعات النهار حرارة حيث يكون نشاط الحشرات في أدناه.
• يجب سقى الجمال بأعداد محدودة حتى لا تبقى فترة طويلة معرضة للذباب حول آبار المياه.