الدكتورة مريم حليم تكتب : أهم الأمراض الفطرية المشتركة بين الإنسان و الحيوان
تعتبر الفطريات من أهم الكائنات الحية لما لها من قدرة على النمو تحت الظروف البيئية المختلفة و الغير ملائمة أحياناً و تنتشر الفطريات إنتشاراً واسعاً فى كل من الهواء و الماء و التربة.
هي لها القدرة على إحداث المرض (العدوى) :
بطريقة مباشرة: أى إن الإنسان أو الحيوان يتعرض لبيئة ملوثة بالفطر نفسه فيستنشقه مع الهواء أو يشربه فى المياه أو ينتقل له عن طريق التربة التى يعيش عليها.
و يمكن أن تكون العدوى مباشرة عن طريق تلامس الإنسان أو الحيوان السليم بإنسان أو حيوان آخر مصاب خاصاً فى حالات الفطريات الجلدية.
أما العدوى الغير مباشرة: تكون عن طريق إستخدام الإنسان أو الحيوان لأغذية أو أعلاف أو علائق ملوثة بالفطريات أو إستخدام الإنسان لأغذية ذات أصل حيوانى من لحوم و ألبان و بيض و جلود و تكون ملوثة بالفطريات و سمومها.
من أهم الفطريات التى تسبب الأمراض المشتركة فى كل من الإنسان و الحيوان:
١- الفطريات الجلدية: تسبب مرض القراع (Dermatophytosis)
٢- الخمائر مثل الكانديدا: تسبب مرض القلاع (Candidiasis)
٣- فطر الأسبرجيلس: يسبب مرض داء الرشاشات (Aspergillosis)
٤- الفطريات التى تفرز السموم: تسبب مرض التسمم الفطرى (Mycotoxicosis)
هناك أنواع أخرى عديدة من الفطريات يمكن لها أن تحدث الأمراض تحت ظروف صحية و بيئية مختلفة.
١- مرض القراع:
هو من الأمراض الجلدية التي تنتج عن طريق العدوى بفطريات مختلفة مثل: التريكوفيتون – الميكروسبورم – الابيدرماتوفيت
(Trichophytone – Microsporum – Epidermatophyte)
و تحدث العدوى بطريقة مباشرة من التربة التى تحتوى على جراثيم هذة الأنواع من الفطريات أو عن طريق التلامس بين الحيوانات المصابة بالسليمة أو الإنسان المصاب بالسليم. تظهر أعراض هذة الإصابات :
– فى الإنسان: تكون الإصابة أساساً فى الرأس و القدم و تؤدى إلى إذابة طبقة الكيراتين فتؤدى إلى تساقط الشعر (الصلع) و وجود بثور و تقرحات بالجلد فى فروة الرأس. كما تؤدى إلى تشوهة الأظافر و تقرحات بين الأصابع فى القدم.
– فى الحيوان: تظهر الأعراض على شكل حلقات محددة الحافة و لذا تعرف بال(Ring worm) حول العين و الأذن و الرقبة و حول الفم و يتساقط منها الشعر و تظهر بها الإلتهابات الجلدية و القشور. يمكن أن تصيب الظالف فيصبح سميك و مشقق و مؤلم للحيوان.
– فى هذة الحالات ينصح بعزل الحيوانات المصابة أولاً منعاُ لإنتشار العدوى ثم تستخدم الفرشة مع الماء و الصابون لإزالة القشور من أماكن الإصابة ثم دهان هذة الأماكن بصبغة اليود مع إستخدام مضادات الفطريات.
٢- مرض القلاع:
هو من الأمراض الجلدية التى تنتج عن طريق العدوى بخمائر الكانديدا و أهمهم الكانديدا ألبيكانز
(Candida Albicans)
تحدث الإصابة دائماً فى الأغشية المخاطية الرخوة و غالباً ما تكون ناتجة عن العلاج بالمضادات الحيوية لفترات طويلة. تظهر أعراض هذة الإصابات:
– فى الإنسان: تظهر على شكل بقع بيضاء على أغشية الفم و اللسان Mouth Candidiasis)) و يمكن أن تصيب الجهاز التناسلى للسيدات و خصوصاً جدار المهبل (Vaginal Candidiasis) و يمكن أن تصيب الجهاز التنفسى و تؤدى إلى إلتهاب رئوى حاد و أحياناً تصيب جدار القلب.
– فى الحيوان: تكون العدوى فى تجويف الفم و الأمعاء فى صغار الأبقار و الجاموس؛ أما فى إناث الأبقار فتسبب إلتهاب الضرع. فى الدواجن يصيب الفم و المرىء و الحويصلة الهوائية و الأغشية المخاطية الداخلية و يعرف ب(Thrush). يمكن علاج هذة الحالات بإستخدام النيستاتين كدهان لأماكن الإصابات فى الإنسان.
و إستخداو نفس الدواء كمسحوق يضاف للعلائق لعلاج الطيور.
و يستخدم كحقن فى الغدد اللبنية فى حالات إلتهاب الضرع فى الأبقار مع مراعاة التطهير المستمر لأماكن تربية الحيوانات لتجنب نمو الفطر.
٣- داء الرشاشات:
هو مرض تنفسى ينتج عن الإصابة بفطر الأسبرجيلس (فلافس، فيوميجاتس، أوكراشيوس، نيجر)
(A. Flavus, A. Fumigatus, A. Ochraceus, A. Niger)
و تكون العدوى عن طريق إستنشاق هواء ملوث بالفطر أو التغذية على أطعمة أو أعلاف أو مياه ملوثة بجراثيم هذة الفطريات. تظهر أعراض هذة الإصابات:
– فى الإنسان: غالباً ما تحدث العدوى فى الأشخاص ضعاف المناعة. تأخذ الإصابة ثلاث صور :
١- حساسية الصدر: غالباً ما تحدث نتيجة إستنشاق جراثيم الفطر لمدة طويلة
٢- حويصلات بالرئة تشبه الدرن
٣- إلتهاب رئوى حاد أو مزمن
– فى الحيوان: فى الأبقار تظهر على هيئة أعراض تنفسية مثل السعال و صعوبة التنفس و إحتقان بالرئة. قد تظهر حالات من الإسهال الشديد و إلتهاب بالضرع. فى الطيور و الدواجن يظهر بأعراض تنفسية حادة غالباً ما تصيب الطيور حديثة الفقس.
يمكن علاج هذة الحالات بإستخدام مضادات الفطريات مثل الكيتوكونازول و النيستاتين. فى مزارع الدواجن يكون الوقاية خير من العلاج و لذا يجب الإنتباه إلى إتخاذ الإجراءات الصحية الصحيحة من نظافة و تعقيم و أنظمة التدفئة و التبريد و التغذية الجيدة.
٤- التسمم الفطرى:
تعتبر الأعلاف و العلائق الخضراء هى الغذاء الأساسى للحيوان كما تعتبر الفطريات من أكثر الملوثات لها و ذلك لإنتشارها الواسع فى كل من الهواء و الماء و التربة. بعض هذة الفطريات يكون لها القدرة على إفراز سموم ضارة تؤدى إلى إصابة الحيوان بالأمراض التي يمكن أن تنتقل إلى الإنسان عن طريق تناوله للحوم هذة الحيوانات أو أحشائها التى يختزن فيها هذة السموم. قد تفرز هذة السموم فى اللبن أو بيض الطيور المصابة. تكمن خطورة الإصابة بسموم الفطريات فى إنها لا تظهر على هيئة نفوق الحيوان أو ظهور أعراض مرضية محددة و لكن هذة السموم تختزن فى جسم الحيوان و تقلل من مناعته و تجعله عرضة للإصابة بالأمراض البكتيرية و الفيروسية الأخرى. قد تتشابه أعراض التسمم الفطرى فى كل من الإنسان و الحيوان و تظهر على هيئة أعراض تنفسية أو معوية و إجهاض في بعض الحيوانات و إضعاف الجهاز المناعى و حدوث فشل فى الكلى و الكبد و على المدى البعيد قد تؤدى إلى الأورام السرطانية. و من أهم أنواع الفطريات التى تفرز السموم:
– فطر الأسبرجيلس فلافس الذى يفرز الأفلاتوكسين
– فطر الأسبرجيلس أوكراشيوس يفرز الأكراتوكسين
– فطر الأسبرجيلس نيجر يفرز الجليوتوكسين
– فطر البنسيليوم سيترينم يفرز السيترينين
– فطر البنسيليوم روبريم يفرز الروبراتوكسين
– فطر الفيوزاريم يفرز التريكوسيستين
– خمائر الكانديدا ألبيكانز تفرز الجليوتوكسين
و لتجنب حدوث هذة الإصابات يجب الإهتمام بالرقابة على الأعلاف و الغذاء المقدم للحيوان و ذلك بقياس نسبة السموم الفطرية الموجودة فى العلائق و عدم السماح بتجاوز النسبة المسموح بها دولياً و هى من ٥-٢٥ ميكروجرام لكل كيلوجرام من العليقة مع إضافة مضاد الفطريات.
د/ مريم حليم يوسف – باحث مركز البحوث الزاعية
معهد بحوث الصحة الحيوانية – قسم بحوث أمراض الجاموس – مركز البحوث الزراعية – مصر