عدوى باللبتوسبيرا فى الحيونات و الانسان (اللبتوسبيروزيس) وطرق الوقاية و السيطرة عليها
Leptospirosis or weils disease
يعتبر مرض اللبتوسبيروزيس من اكثر الامراض المشتركة انتشارا و يصيب كثير من الحيوانات و الانسان و قد يحمل المصابالعدوى دون ظهور اعراض مرضية فيشكل بذلك عاملا خطيرا لنشر العدوى فى كل مكان دون التعرف عليه .
وقد يسمى المرض باسماء عديدة مشتقة من اعراضه او او من البيئة التى تنتقل عدواه فسمى حمى المستنقعات ،حمى الماء و حمى الطين ،حمى الحصاد ،حمى الفأر و حمى السبع ايام ،مرض قاطعى القصب ،مرض عمال حقول الارز ،مرض جامعى حقول البسلة ،مرض عمال الاسماك ،البول الاسود و الاحمر ،الصفراء المعدية ،الصفراء الدموية و مرض ويل نسبة للعالم الذى اكتشفه
جاء ويل( weil ) عام 1886 فشخص مجموعة من حالات مرضية مماثلة فى الانسان ووصفها بدقة ذاكرا انها تصيب الكلى و الكبد و تسبب حمى صفراء و آلام عضلية و نزيف والتهاب كلوى وقد يحدث اضطراب عقلى نتيجة اصابة المخ .
فى عام 1914 اعلن انديانا ( Indana) و زملاؤه باليابان تمكنهم من زرع المسبب المرضى لهذه الحالات ، و كان نوهوشى(nohuchi ) قد لاحظ التشابه بين هذه الميكروبات المعدية فى اليابان و ميكروبات طفيلية –غير معدية saprophytes عزلت فلى الولايات المتحدة فى الفترة نفسها من المياه الراكدة بواسطة بينجرووالباش(Binger&Wolbach) ، و اسمياها spirochete biflexa مع بعض الاختلافات فى الانواع الضارية التى عزلها انديانا (Indiana) فى اليابان و اطلق عليها spirochete icterohaemorrhagia و لذلك قرر تقسيمها تقسيما جديدا يضمها معا تحت مجموعة جديدة هى genus leptospira قسمت هذه المجموعة بعد ذلك الى نوعين : 1- L. interrogans spp.و تضم الانواع المعدية للانسان و الحيوان .
2- L.biflexa spp. و تضم الانواع غير المعدية ، و التى توجد متطفلة فى البيئة
الانتشار الجغرافى :
تم تسجيل المرض فى كل دول العالم تقريبا – بما فيها مصر . و ترتبط الاصابة كثيرا بنوع النشاط فقط لوحظ ان الاصابات فى انحاء العالم تكثر بين الفلاحين خاصة العاملين فى زراعة القصب و الارز و شتل الارز و عمال الصرف الصحى و عمال تطهير الترع و عمال المجازر و محلات تنظيف و تقطيع الاسماك و عمال المناجم و البستانيين و الجزارين و البيطرين و صيادى الاسماك من الانهار و الترع و عمال صناعة الطوب . و قد لوحظ ان اللبتوسبيرا تفضل التربة القلوية او المتعادلة و لاتعيش فى التربة الحمضية .
وتعتبر كل الثدييات تقريبا قابلة للعدوى مثل : الانسان –الكلاب- القطط-الفئران بانواعها – النمس –ابن عرس – السنجاب – الهامستر – حيوان المنك – فأر المسك –خلد الماء- الابوسوم-السنور-الارماديللو- الارانب – الخنزير –الخنزير البرى – الثعلب- الذئب-الوعل- الغزال—الظبى- الغنم – الماعز – الحاموس- الابقار-الخيول – الحمير – البغال- القرد الشامبانزى – الاسد – النمر
اما عن المسبب المرضى فهى :
بكتريا حلزونيةLeptospira ،و هى احدى خمس مجموعات تتبع عائلة order spirochaetalis , spirochaetaceaeتنقسم genera Leptospira الى نوعين كبيرين species ، احدهما يضم المجموعة التى تعيش بصورة طبيعية فى البيئة ولا تحدث مرضا saprophytes و تسمى leptospira biflexa spp. و النوع الثانى الذى يزيد عن 150 نوعا سيرولوجيا و يسبب المرض فى الانسان و الحيوان ، و يسمى leptospira interrogans spp. و منهم :
- icterhaemorrhagiae –L.canicola –L.pomona-L.ballum-L.hardio
تتميز هذه الحلزونيات بانحنائها عند الطرفين او احداهما كالخطاف او يد العصا ، و هى هوائية ايجابية لصبغة جرام (بصعوبة ) ، متحركة حساسة جدا للجفاف ، تنمو على الاجار العادى او على coxs agar على درجة 29-37 م مع PH 7.2-7.4، و يمكن حفظها بالتجميد السريع عند درجة 70م لعدة سنوات ، و تموت عند درجة حرارة 60 °م لمدة عشر ثوان ، و تقتلها نسبة الكلور المستخدمة فى تطهير مياه الشرب .
تعيش اللبتوسبيرا فى التربة الجافة عند درجة رطوبة 10%لمدة 3 ايام اما عندما تصل الرطوبة الى 70% فتعيش على سطح التربة لمدة 279 يوم و تظل ضارية فى مياه الترع و القنوات لمدة 23 يوما ، و قد تستمر حية اكثر من عام كامل اما فى حقول الارز او القصب المغمورة بالمياه ، فتعيش 23 يوما .
كما وجد ان اللبتويبيرا تعيش 72 ساعة فى اللبن الفرز ، 60 يوما فى اللبن المخلوط على درجة 5°م لمدة 33 ساعة ، و فى انسجة الكلية و الكبد و الطحال و العضلات تعيش 3-12 يوما على درجة 3-5م ، اما فى السائل المنوى فيمكن ان تظل حية لمدة 31 يوما على درجة 190°م .
و تتمثل طرق انتقال العدوى فى تواجد الميكروب فى دم و بول و نسيج الكلى و الكبد فى الانسان او الحيوان المصاب. و تفرز هذه الميكروبات مع البول بصفة خاصة الذى يتسبب فى تلوث الماء و الغذاء و مياه الترع و البرك و القنوات المائية و تظل العدوى بها مدة طويلة . و لذلك تعتبر القنوات المائية و التربة الرطبة و حقول الارز و القصب من اهم مصادر العدوى . تنفذ اللبتوسبيرا من جروح و خدوش الجلد و الاخشية المخاطية و من فتحات الانف و الفم و ملتحمة العين . و تعتبر الفئران و الكلاب من اهم مصادر العدوى و خاصة اذا كان من حيوانات مصابة
وفيما يلى الصورة المرضية العامة المألوفة فى بعض الحيوانات :
- فى الماشية:تبدأ الحمى مفائجة و تستمر 1-7 ايام ، مع فقد فى الشهية و قلة ادرار اللبن وزيادة كثافته و احيان تلونه باللون الاحمر المدمم . و لا يستطيع الحيوان الحركة و قد يعانى من صعوبة فى التنفس و تظهر عليه اعراض الصفراء و البول الدموى و فقر الدم . و احيانا يحدث اجهاض للاناث الحوامل فى الشهر السابع من الحمل فى حالات فردية محدودة او بصورة وبائية كما يحدث ولادات ناقصة
- فى الاغنام و الماعز: تتشابه الاعراض فى الاغنام و الماعز مع الماشية و تعتبر مصدرا مهما لاصابات الرعاة المخالطين . و قد تقتصر الاعراض على حدوث اجهاض او و لادات غير مكتملة
- فى الخنازير :
الخنازير اكثر الانواع الحيوانية تعرضا للاصابة بالمرض فى كثير من الدول . و تحدث العدوى غالبا دون ظهور اعراض مرضية و اضحة و تكون الخنازير المصابة مصدرا لاصابة الانسان و الحيوان . تبدأ الاصابة فى الخنازير بارتفاع فى درجة الحرارة ، فقد الشهية ، نزلات معوية و نادرا ما تحدث الصفراء او البول الدموى . و كذلك تظهر حالات اجهاض فى الربع الاخير من الحمل او ولادات غير مكتملة . قد تظهر تصلب فى المفاصل و تقلصات عضلية او اضطرابات هضمية و نزيف و هزال و قد تظهر على بعض الحيوانات حالات عصبية وقد تنفق بعض الحالات المصابة 4- فى الخيول :
قد تمر الحالات المرضية دون ملاحظة لعدم وجود اعراض مرضية ، و قد توجد الاعراض المميزة التى تبدأ بارتفاع درجة الحرارة لمدة 3-7 ايام و خمول مع التهاب و رمدى مزمن يؤثر على الرؤية و قد يؤدى الى عمى كامل و فقد شهية و مغص و اسهال و قد تظهر فى حالات نادرة اعراض كالصفرة و البول الدموى و التهاب الكلى و الالتهاب السحائى و فقر الدم و قد تحدث حالات اجهاض للحوامل .
5-فى الكلاب :
قد تصل نسبة الاصابة بين الكلاب فى بعض المنطق الى 80%و تعتبر حاملة للميكروب و تسبب العدوى للانسان و الحيوان . تبدا الاعراض بارتفاع فى درجة الحرارة و فقد الشهية و خمول ثم قىء و اضطرابات هضمية و اسهال ثم التهاب رمدى و بقع نزفية فى الاغشية المخاطية و لعاب مدمم نتيجة لتقرحات الغشاء المخاطى للفم كما يعانى الكلب المصاب صعوبة فى البلع و تكرار التبول مع وجود براز و بول مدمم و آلام فى البطن و صعوبة فى التنفس يعقبها حدوث الصفراء و فشل كلوى يؤدى للنفوق خلال اسبوعين . و تعتبر الكلاب مصدرا خطيرا لعدوى الانسان بما تفرزه من اللبتوسبيرا مع بولها حيث انه يعتبر المصدر الاساسى لتلوث البيئة المحيطة .
6– فى القطط:
تتشابه الاعراض فى القطط مع الكلاب و ان كانت اقل شدة . و رغم عدم معرفة الحالات بسهولة فى القطط الا انها تعتبر مصدرا خطرا للعدوى حيث انها تأكل الفئران المصابة و تصاب بالعدوى بسهولة .
7-فى حيوانات الفراء :
تنتشر الاصابة فى مزارع الثعالب و المنك و السناجب التى تربى من اجل فرائها و ترجع مصاد ر غالبا اللى الفئران التى تتواجد حول بقايا اكل تلك الحيوانات او الى اللحوم الملوثة غير المطهية التى تتقدم فى وجباتها . و تحدث الاصابة غالبا فى صورة وبائية خطرة احيانا كما ان الاعراض تتفاوت فى شدتها و تنوعها و ان كانت لا تختلف عنها فى الكلاب كثيرا .
اما عن المظاهر المرضية فى الانسان :
فقد تستغرق فترة الحضانة بعد العدوى من 1-7 ايام ثم تبدأ الاعراض بارتفاع فى درجة الحرارة ة اعراض مماثلة للانفلونزا تتضمن رعشة مع صداع شديد مستمر ، آلام حول العينين ، عرق كثير و غثيان ، امساك او اسهال ، قىء و التهاب رمدى ، و عدم القدرة عى مواجهة الضوء تظهر التهابات فى الغدد الليمفاوية و خاصة فى الرقبة و الاطراف مع احتقان فى الزور و تصلب و آلام فى عضلات الرقبة مع ضعف عضلى و آلام بالبطن . و قد يظهر طفح جلدى دقيق على اليدين او الراس و الرقبة و الجذع يماثل الهيربس ، و قد يحدث نزيف انفى او معوى او تحت الجلد و تحت الاغشية المخاطية فى صورة بقع نزفية التى تتجمع و تتسع مكونة تقرحات بارزة . و يتلون البول بلون النبيذ الاحمر او يصبح مدمما او بنيا داكنا .
وقد يحدث تضخم للطحال او الكبد و بذلك يدخل المرض فى مرحلته الثانية التى تبدأ بعد يومين او ثلاثة من هدوء الاعراض حيث يشتد الصداع و قد يكون مقدمة لظهور اعراض التهاب سحائى غير مميت –لمدة اسبوع –و تصبح العضلات شديدة الحساسية مؤلمة . كما يتأثر القلب و الدورة الدموية و كذلك الابصار و تحدث دوخة و عدم تركيز ذهنى . و قد يظهر طفح 1-5 سم على شكل بقع حمراء مرتفعة على الجلد و النصف العلوى من الجسم مع سعال مدمم ، وتمتد الحالة 3 اسابيع .
و يحتاج المريض عادة الى عدة اسابيع اخرى من النقاهة ليشفى ، مع احتمال كبير باستمرار تواجد اللبتوسبيرا فى الكلى و افرازها فى البول ، كما قد تتواجد فى العين لاكثر من عام كامل ، و قد يحدث اجهاض للحوامل ، و يلاحظ هنا مرة اخرى انه ليس من الضرورى ظهور كافة هذه الاعراض على المصاب او ارتباطها بنوع خاص من اللبتوسبيرا او خضوعها للتقييم الى مرحلتين بوضوح .
لتشخيص المرض خلال 7-10 ايام الاولى يمكن عزل ميكروب الليبتوسبيرا من الدم او سائل النخاع الشوكى و بعد ذلك يتم التشخيص بقياس معدلات الاجسام المضادة التى تظهر فى دم المصاب من اليوم السابع الى اليوم الاثنى عشر و تستمر لتصل الى اقصى ارتفاع خلال الاسبوع الثالث و الرابع من العدوى.
الحالات الشديدة ، ظاهرة ويل weil ̓syndrom:
هى حالات لا تقتصر مسبباتها على نوع L. icterohaemorrhagia ، و تتميز هذه الحالات بشدة الاعراض قد تصل الى فشل كلوى او كبدى مع ظهور الصفراء و قد يلتهب الكيس المرارى . و كثيرا ما يتأثر القلب و الدورة الدموية و يحدث انزفة من اى مكان ،كما يحدث فقدان للوعى و التهابات تنفسية و بصاق تنفسية و بصاق مدمم و بول دموى . و تصل نسبة الوفيات الى 5-10%.
التشخيص :
-تاريخ الحالة المرضية و معرفة الحيوانات المخالطة و مصدر المياه .
-الاعراض الاكلينيكية ، مع استبعاد الامراض الاخرى المماثلة .
-اخذ عينات من الدم خلال الاسبوع الاول للفحص الميكروسكوبى و الزرع البكتيرى .
-الفحوص السيرولوجية على عينات السيرم فى الاسبوعين الثالث و الرابع ،مع فحص عينات اخرى سيرولوجيا فى الاسبوع الثانى ،و مقارنة العينيتين ونتائجهما (بين العينيتين فترة اسبوع ) و -يتم الاختبار بطرق FAT,CFT,IHA، واختبارات الجلد .
-الزرع من الدم و البول وسائل النخاع الشوكى و الانسجة و حقن حيوانات التجارب كالفئران و الارانب الهندى .
العلاج:يتم العلاج بالمضادات الحيوية مثل الدوكسيسيللين مع بنسلين G بجرعات عالية +علاج الاعراض +المحاليل التعويضية .
المكافحة:
1-مكافحة الفئران و الكلاب الضالة و تحصين الكلاب المنزلية
2-الفحص السيرولوجى للحيوانات المستوردة
3-عدم الاستحمام فى قنوات المياه حيث تعيش اللبتوسبيرا فى معظم القنوات المائية على السطح
- يجب التوعية الصحية بعدم التعرض لرزاز البول المتطاير من الحيوانات او لمخلفات الولادة و الاجهاض او المياه الملوثة
- ارتداء الملابس الواقية اثناء المخالطة للحيوانات فى المزارع و المختبرات
ترجع صعوبة المكافحة الى تعدد العوائل ووجود اللبتوسبيرا فى الكلى وافرازها مع البول بكثرة .هذا و يتواجد بالسوق المحلى لقاح لتحصين الكلاب ضد اللبتوسبيرا.
د/ هاله صالح ابوبكر – باحث قسم البكتريولوجى – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر