الدكتور إبراهيم درويش يكتب : فيروس كورونا.. والتدخين !!
ما أحوجنا إلى النظافة المعنوية والمادية والإقلاع عن العادات السيئة، فنظافة القلوب والعودة إلى الرب المعبود، والتخلق بخلق الرحمة والجود، والتضرع والدعاء فى الصلوات وخاصة أثناء السجود أمر مطلوب.
والأخذ بالأسباب فى الطهارة المادية والتأكيد على سلوكيات النظافة أصبح من الأمور البديهية، لكن الأهم هو الإقلاع عن العادات السيئة ولعل من أخطرها التدخين وتناول المخدرات والكحوليات .
ففيروس كرونا يصيب الجهاز التنفسي ويستقر فى خلايا الرئة وفى آخر مراحلة يضيق التنفس ويحدث الاختناق
ويحتاج المريض إلى وضعة على أجهزة التنفس الصناعى والتى أعدادها قليلة جدا على مستوى العالم لأن الجهاز مكلف لأن تكنولوجياته عاليه جدا .
ومع سعى الدول الصناعية الكبرى على لتصنيع هذا الجهاز وتوجيه الاستثمارات إليه، إلا أنه مع زيادة حالات الإصابات وقلة أعداد أجهزة التنفس الصناعى أصبح العلاج ووضع المريض على الجهاز انتقائى لمن لديه فرصة أكبر فى الحياة، ونسينا أن بعض الناس قد دمرت الجهاز الربانى بنفسها وأفسدنا النعمة التى منحنا الله اياها والعبث بها بالتدخين والمخدرات الكحوليات.
ولذلك، وعلى كل صاحب عقل رشيد أن يتساءل معى
هل الفيروس أو أى ميكروب إذا وصل وهاجم خلية فى رئة شخص مدخن ومدمن مخدرات وكحوليات، فهل يكون هذا الشخص لديه مناعة أقوى من الإنسان غير المدخن والطبيعى؟
إنى أتصور أن فيروس كورونا أو أى ميكروب يصيب الجهاز التنفسى عندما يصل إلى رئة سليمة زهرية مروية دموياً بشكل كافي فإن فرصة استقراره فى الخلية وجعلها تتكاثر طوع أمره لأنه يسيطر على DNA الخلية ستكون قليلة لأنه سوف تهاجمه الخلايا المناعية، والمضادات الطبيعية وتدمره ويتعافى المريض خلال أيام.
لكن إذا أصاب الفيروس شخص مدخن، وكلنا يعرف شكل رئة المدخن فهى قاتمة عليها رواسب تدخين السنين ومعظمها مناطق وأنسجة ميتة ومتليفة فإذا أراد الجسم أن ينقذ الخلية التى أصيبت بالفيروس وذلك بإرسال المضادات المناعية فهل هناك سرعة وسهولة للوصول لمنطقة الإصابة؟
وهل لو وصل تكون له فرصة الغلبة على الفيروس؟ !!!!!!
فالمدخن جهازه التنفسى ضعيف ويتنفس بصعوبه وهناك صعوبة أصلا فى تنقية الدم وتبادل الاكسوجين مع ثانى أكسيد الكربون، هنا يكمن الفيروس ويتكاثر والأنسجة المتليفة تكون قليلة التروية الدمويه أي أن هذا النسيج لا تصله الخلايا المناعية الدفاعية بشكل كافي فيعيش الفيروس في رئة المدخن فيسيطر على الرئة ولا يغادرها قبل أن يصل به الأمر الى حاجة المريض للتنفس الصناعي..
وسوف يتضح ذلك جليا من إحصائيات المدخنين الذين اصيبوا من فيروس كرونا ؟؟
فهل يمكن مع الدعوة والتشجيع لزيادة تصنيع أجهزة تنفس صناعى.مع زيادة تكلفتها أن تكون هناك دعوة للإقلاع عن السلوكيات الخاطئة وفى مقدمتها التدخين الذى هو بداية أى إدمان بعد ذلك و الذى انتشر حتى بين الأطفال بنسب مرتفعة ؟
أم أن أصحاب المصالح وشركات الأدخنة هي ألاقوى؟
فتجارة ( المخدرات والسلاح والدعارة ) هى سبب كل المصائب والمشاكل على كوكب الأرض من أمراض وحروب.
أرجو أن تنشر إحصائيات الحالات التى أصيبت وتدهورت حالتها بفيروس كرونا فأنا أتوقع أن يكون معظمهم من المدخنين لفترات طويلة.
ولذلك هذه دعوة مخلصة لكل من ابتلى بداء التدخين أن يقلع عنه فورا فالأمر يحتاج إلى عزيمة وإرادة واتخاذ قرار مع الألم الذى يصيب الإنسان أثناء اقلاعه عن هذه العادة السيئة .. لكن الفوائد الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية التى تعود عليك كثيرة جدا.
كل ساعة تترك فيه التدخين تعود رئتك إلى لونها الزهري الدموي القادر على محاربة أي فيروس أو أى ميكروب
فالوقاية خير من العلاج.
ودعوة للجميع لمناهضة التدخين بكل صوره وأدواته
متعكم الله بالصحة والعافية
ا.د / إبراهيم حسينى درويش – استاذ ورئيس قسم المحاصيل كلية الزراعة جامعة المنوفية