ما هو طفيل الساركوسيست :
طفيل الساركوسيست عبارة عن حويصلات تصيب أنسجة حيوانات المزرعة وتحتاج إلي عائل وسيط وعائل نهائي لإتمام دورة حياته, العائل النهائي وهو من آكلات اللحوم كالكلاب والقطط والعائل الوسيط وهو من آكلات الأعشاب كالأبقار والجاموس والأغنام والطيور وكذلك الزواحف , وتصيب حويصلات الساركوسيست أيضا عضلات الطيور والثدييات وكذلك الإنسان . والطفيل يصيب بشكل أساسي المرئ يليه اللسان فالقلب والحجاب الحاجز وعضلات الرقبة وما بين الضلوع كما أن الإصابة من الممكن أن تنتشر في جميع عضلات الجسم في حالة العدوى الشديدة محدثة خسائر اقتصادية للمنتجين بسبب تدني جودة لحوم الحيوانات المصابة وعدم قبول المستهلك علي شراء تلك النوعية من اللحوم.
خصائص الساركوسيست:
توجد حويصلات الساركوسيست علي شكل أنبوبي أو بيضاوي في العضلات المصابة كما أن لها حجمان الحجم الكبير منها يرى بالعين المجردة و قد يصل حجمه إلى 3 سم تبعا لعمر الحيوان وعمر الإصابة حيث كلما كبر الحيوان أو زاد عمر الإصابة كلما ازدادت حجم هذه الحويصلات و الصغير منها لا يرى إلا مجهريا , وهناك أنواع عديدة للساركوسيست والتي قد تكون أكثر من مائتي نوع ولكنها تتميز بالتخصص لذلك يصاب كل حيوان بنوع محدد لا يؤثر علي الحيوانات الأخرى سواء كان عائلا أساسيا أو وسيطا .
- الأبقار تصاب بأربعة أنواع أهمهم وأكثرهم ضررا “الساركوسيست كروزيي” وهو يسبب الإجهاض بالأبقار وكذلك “الساركوسيست هومنز” وهو الذي يصيب الإنسان.
- الجاموس تصاب بأربعة أنواع أيضا أهمهم “الساركوسيست فيوزي فورم” وهي من النوع كبير الحجم وهي تنتشر بكثرة مما يجعل اللحوم المصابة بها منفرة وغير مقبولة للمستهلك.
- الخنازير تصاب بأربعة أنواع أهمهم “السويزهومنز” وهو النوع الذي يصيب الإنسان أيضا.
- الخيول بها خمسة أنواع أهمهم “الساركوسيست نيورونا” حيث تسبب التهاب بالمخ والنخاع الشوكي للحيوان.
- الأغنام وتصاب بأربعة أنواع أهمها “الساركوسيست تينلا” وهي تسبب الإجهاض والشلل بالأغنام.
وينتشر الساركوسيست في جميع أنحاء العالم ويعود انتشاره في الحيوانات إلى نظام التربية فيزداد انتشاره في نظام الرعي المفتوح حيث تختلط فيه حيوانات المزرعة بالقطط والكلاب وتقل وتندر في النظام المغلق أما في الإنسان فالإصابة المعوية منتشرة على مستوى العالم أما الإصابة العضلية فقد سجلت بجنوب شرق أسيا و أمريكا.
أعراض الإصابة :
لا توجد أعراض مميزة للإصابة بالساركوسيست، ومع ذلك فإن المرض له صورتان حسب نوع العائل:
1- صورة معوية وتكون علي هيئة إسهال وغثيان ونزلات معوية وتسمم، وقد تصل خطورتها إلى الوفاة، في حالة الإصابة الكثيفة .
2- صورة عضلية وتكون بالعائل الوسيط مثل الحيوانات، حيث تصاب العضلات بالحويصلات، ما يؤدي إلى التهاب العضلات وتورمها، قد تؤدي الإصابة بالساركوسيست إلى الإجهاض في الأبقار والأغنام، وهزال وفقدان في الوزن وانخفاض الحليب، واللحوم المصابة بها غير مفيدة غذائيًا، لأنها تقلل من جودة وقيمة اللحوم الغذائية..
يعتبر الإنسان عائل نهائي لنوعين من الساركوسيست أحدهما يصيب الأبقار والآخر يصيب الخنازير .و قد ثبت وجود حويصلات الساركوسيست في عضلات الإنسان وبالتالي يعد كعائل وسيط. وتنتقل العدوى للحيوان عن طريق تناول الأعشاب الملوثة ببراز الحيوانات المصابة والتي تصل إلى أمعاء الحيوان ومن ثم عن طريق الدم إلى العضلات المخططة في القلب والحجاب الحاجز والمريء وعند تناول الإنسان لهذه اللحوم الغير مطهية جيدا يصل إليه العدوى ومن ثم يطرحها فيما بعد مع البراز .
وترجع خطورة الساركوسيست إلي احتواء تلك الحويصلات على سم يسمى الساركوسيستين وقد ثبت أن له تأثيرا مميتا بعد حقنه في الفئران والأرانب معمليا حيث ظهرت على الفئران و الأرانب المصابة أعراض الخمول و الإسهال ثم صدمة و شلل في الأطراف ثم النفوق كما أنه يلعب دورًا مهمًا في زيادة المرض عند إصابة الحيوانات بالفيروسات أو البكتيريا أو غيرها من مسببات الأمراض حيث لوحظ أن إصابة الخيول ب “الساركوسيست نيورونا” و التي تفرز توكسين يسبب التهابات بالمخ و النخاع الشوكي لا يفرز إلا إذا تعرض الحيوان لعدوى
equine protozoal myeloencephalitis أو فرط الحساسية أو حدوث ضعف عام في الجسم نتيجة الإصابة الشديدة بحويصلات الساركوسيست كما أن هذا التوكسين يعمل على تقليل إنتاج الخلايا البيضاء الوحيدة (monocyte)_ومن الممكن أن تنفجر حويصلات الساركوسيست نتيجة لصدمة او تأثير حمض اللاكتيك محدثة التهابات في العضلات والتي قد تتسبب في حدوث خراريج نتيجة العدوى الثانوية.
الحكم علي اللحوم المصابة:
إذا كانت الإصابة بسيطة وموضعية فيتم إعدام الجزء المصاب بينما تعالج باقي الذبيحة بالتجميد للتأكد من القضاء علي الطفيل ، أما إذا كانت الإصابة منتشرة بكل الذبيحة فتعدم الذبيحة بالكامل بطريقة صحية وآمنة.
كيف نتجنب الإصابة بالساركوسيست:
1-عدم أكل اللحوم سواء طازجة أو مجمدة إلا بعد طهيها جيدا، والطهي الجيد يكون بالغليان حتي تصل درجة الحرارة في وسط قطعة اللحم المطهية إلي أكبر من 70- 74 درجة مئوية، ويتم قياس درجة الحرارة من الجزء الداخلي للحوم لأن درجة الحرارة على سطح الجزء الخارجي للحوم المطهية عالية جدا،بينما من الداخل لم تصل إلى هذه الدرجة من حرارة الطهي.
2- تجنب وجود الكلاب والقطط بالمجازر والسلخانات لمنع إتمام دورة حياة الطفيل بها ، وكذلك بحظائر التربية المنزلية حتى لا تنقل الطور المعدي للحيوانات.
3- التخلص الآمن والصحي من الأجزاء المصابة بحويصلات الساركوسيست بالمجازر.
4- التشديد على عدم الذبح خارج المجازر الحكومية المصرح لها بالذبح تحت إشراف بيطري للتأكد من الرقابة الجيدة واستبعاد اللحوم المصابة وأجزائها لضمان عدم تداولها بالأسواق.
5- الفحص المجهري بجانب الفحص بالعين المجردة ويتم ذلك أما عن طريق الضغط بين شريحتين، وكذلك هضم العضلات وصبغها بـ «الهيماتوكسيلين اند ايوسين»، ثم فحصها تحت الميكروسكوب، وكذلك فحص مصنعات اللحوم، والتأكد من الطهي الجيد لها أو حفظها فى التجميد من 3 إلى 5 أيام قبل الاستعمال.
د . شــيرين عبد الفتــاح يــس – باحث بمعهد بحوث الصحة الحيوانية- فرع كفر الشيخ – قسم صحة الأغذية