أخباررئيسيزراعة عربية وعالميةمجتمع الزراعةمحاصيلمقالاتمياه ورى

الدكتور هانى رسلان يكتب : تعليق على البيان الاثيوبى الأخير بشأن أزمة مفاوضات سد النهضة

– البيان الاثيوبى يدل على قدر واضح من الارتباك والانفعال ويفضح موقف اثيوبيا أمام العالم كله ، ويوضح انها كانت تجلس للتباحث والتفاوض طوال السنوات الماضية بسوء نيه كامل، وتمارس عملية خداع واسعة النطاق، وأنها كانت تسعى فقط لاستهلاك الوقت واتمام بناء السد ، وان خطتها منذ البداية هى التحكم المنفرد وتعريض الآخرين لأخطار جسيمة

– هذه النقطة عالية الأهمية لان اثيوبيا بذلت جهودا كبيرة طوال سنوات لاستدرار عطف العالم ، بأنها دولة فقيرة وأنها تسعى للتنمية والحصول على الطاقة، وان مصر هى التى تتجبر وتقف أمام حقها فى التنمية
– رعونة المواقف الإثيوبية الأخيرة جعلتها فاقدة تماما للمصداقية وفافدة للاعتبار ، وأظهرت بجلاء انها لا تريد فقط توليد الطاقة بل تتصرف باعتبارها مالكة للنهر ولها حرية التصرف ، فى حين أن الدول المتشاطئة لها حقوق ثابته لا يمكن تجاوزها بأى حال من الأحوال
– وبالتالى فإن تعريض منطقة حوض النيل الشرقى لخطر الانزلاق إلى صراع طويل المدى ، هو أمر تقع المسئولية فيه على عاتق اثيوبيا ، بعد أن أثبتت مصر طوال السنوات الماضية ، وبكل الوسائل مدى حرصها على نهج التعاون واقتسام المصالح والتشارك فى التنمية
– قوة الحجة المصرية والأداء الرفيع للوفد المفاوض المصرى ، استطاع أن يحصل على تأييد البنك الدولى وتفهم الموقف الأمريكى ، إذ أن مواقف مصر متسقه بشكل كامل مع القانون الدولى ومبدأ عدم إلحاق الضرر، وايضا لا تمانع فى توليد اثيوبيا لما تحتاجه من طاقة
– أدى ذلك إلى إظهار عجز المفاوض الاثيوبى فى الدفاع عن مواقفه التى تتسم بطابع سياسى محض ، وتضرب عرض الحائط بكل القوانين والأعراف الدولية ، حيث كذبوا الكذبة وصدقوها بأن النهر يخصهم وان من حقهم التصرف منفردين – ونتيجة للعجز الاثيوبى تغيبوا عن التفاوض ، ثم أصدروا هذا البيان الذى يتحدون فيه ليس فقط الدولتين اسفل المجرى ( مصر والسودان ) ، بل العالم كله ويكشفون عن حقيقة مواقفهم وسوء نواياهم .
– لا احد يعرف على ماذا تستند حكومة أبى احمد فى رفضها للبيان الاخير لوزارة الخزانة الأمريكية ، الذى أكد على ” عدم تجريب أو ملء السد قبل توقيع الاتفاق ” والجميع يعلم أن نظام آبى أحمد هو صنيعة أمريكية ، وانه لا يستطيع الاستمرار فى مواجهة اضطراباته الداخلية بدون الدعم والإسناد الأمريكى
– ولا احد يعرف على ماذا تستند اثيوبيا فى تعريضها المنطقة لخطر الصراع ، وهى دولة هشة وتتكون من مجموعة من القوميات المتصارعة المختلفة فيما بينها فى العرق والدين واللغة و التى لا يجمعها رابط .. وفوق ذلك بينها تاريخ طويل من الاحتلال و القهر والدماء
– تحية تقدير للبيان المصرى الاخير الذى أشار فى اخر فقرة له بالنص ” وسوف تستمر كافة أجهزة الدولة المصرية في إيلاء هذا الموضوع الاهتمام البالغ الذي يستحقه في إطار اضطلاعها بمسئولياتها الوطنية في الدفاع عن مصالح الشعب المصري ومقدراته ومستقبله بكافة الوسائل المتاحة ”

_______________________________-

الدكتور هانى رسلان – خبير فى الشئون الافريقية_ مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى