أخبارخدماترئيسيزراعة عربية وعالميةمجتمع الزراعةمحاصيلمقالات

الدكتورة لبنى عبد الجليل تكتب : مخاطر عنكبوت الغبار على نخيل البلح وطرق المكافحة

تتعرض أشجار النخيل لفتك عدد من أنواع الأكروسات التي تسبب لها أضراراً بالغة، في بعض السنين وفي بعض الأماكن، وعنكبوت (أكاروس) الغبار Oligonychus=( Paratetranychus) afrasiaticus Mcgreger ، من أهم وأخطر هذه الأنواع في كافة أماكن زراعة النخيل في العالم، ويطلق على هذا النوع من العناكب، العديد من التسميات المحلية في أماكن وجوده، في الدول العربية، ومن هذه التسميات، (أكاروس البلح، الغبير، الطوز، أبو رماد، أبو غفار، أبو جنزار، عنكبوت أو حلم الغبار).

المكافحة:

يمكن البدء بفحص السعف والأزهار في أشجار النخيل، بشكل دقيق في بداية شهر مارس (آذار)، ومراقبة عنكبوت الغبار، والبدء برش الأشجار التي تظهر عليها الإصابة، باستخدام الماء وأي سائل من سوائل التنظيف، للقضاء على الإصابة في بدايتها، وقبل تكوين الشبكة الحريرية التي تمنع وصول الماء إلى داخلها، ويفضل الفحص الدقيق والمبكر للأشجار التي سجلت عليها الإصابة في الموسم السابق، والتي تقضي فيها أفراد العناكب فترة الشتاء حول قلب النخلة وبين الليف والكرب، ويجب معاملة هذه الأشجار بالمبيدات بعد جمع المحصول.

أضرار ومظاهر الإصابة:

تمتص يرقات وحوريات وبالغات حلم الغبار العصارة النباتية من الأجزاء النباتية التي تصيبها (الثمار، الأزهار)، وتبدأ الإصابة من ناحية قمع الثمرة، بعد أن تخدش القشرة، وتمتص العصارة النباتية، وتتلون المنطقة المحيطة بأماكن الخدش باللون الأحمر وتمتد هذه المنطقة إلى الأسفل، وتؤدي الإصابة إلى تغير ألوان الثمار، وصغر حجمها، شكل وتتغير أشكالها، وينخفض محتواها من السكريات، ويتغير طعمها ونكهتها، وتتشقق الثمار، وتفقد أنسجتها معظم رطوبتها وتتحول إلى أنسجة متخشبة ومتفلنة، شكل فتقل قيمتها التسويقية.

تستطيع الحوريات والبالغات غزل نسيج عنكبوتي على طلع النخيل الحديث والثمار، وتعمل هذه الشبكة على تعطيل العمليات الفسيولوجية للثمار المصابة، فيتأخر نضجها وتتغير ألوانها وأحجامها ومظاهرها، وتظهر الإصابة للعيان بعد نسج الشبكة الحريرية التي تربط بين بعض الثمار، ثم تمتد لتغلف أجزاء من العذق، وتغلف العذق كاملاً في حالات الإصابة الشديدة،، ويمكن ملاحظة الأطوار المتحركة بسهولة، وهي تتحرك تحت الشبكة الحريرية.

يساعد وجود الشبكة الحريرية على تراكم الغبار والأتربة، وجلود الانسلاخ والكائنات الحية، الموجودة في الغبار، وتتكاثر هذه الكائنات، على الأجزاء المصابة، وتسبب أضراراً إضافية على النبات. تتفاوت شدة الإصابة على العذوق المختلفة على الشجرة الواحدة، لا بل على العذق الواحد، وعلى الشمروخ الواحد، . تنتقل الأطوار المتحركة لحلم الغبار، الثمار المصابة بعد جفافها وتهاجم العذوق والسعف والخوص، والثمار التي لم تنضج نتيجة عدم التلقيح (الشيص)، شكل الامتصاص عصارتها. والتي تبقى على الأشجار لفترات طويلة بعد جمع المحصول.

تزداد الإصابة بعنكبوت الغبار خلال السنوات الجافة، وعند هبوب الرياح وتتركز الإصابات في أطراف الحقول المعرضة للرياح، وتنقص في داخل الحقول

المكافحة الزراعية:

يمكن الحد من أضرار عنكبوت الغبار من خلال القيام ببعض العمليات الزراعية، ومنها:

زراعة أشجار النخيل على مسافات متباعدة، لتأمين تهوية جيدة لها، وتشميسها بشكل جيد لمنع زيادة الرطوبة داخل الشجرة الواحدة وبين الأشجار المتجاورة، وتسهيل القيام بعمليات الخدمة المختلفة واكتشاف الإصابات في بداياتها.

القضاء على الأعشاب:

تفيد هذه العملية في حرمان الآفة من بعض العوائل النباتية التي تلجأ إليها خلال الفترات التي لا توجد فيها ثمار النخيل، ومعروف أن لمعظم أنواع الأكروسات، ومنها عنكبوت الغبار، العديد من العوائل النباتية، ومنها الأعشاب الموجودة في الحقول المحيطة بها.

تنظيف أشجار النخيل:

يجب تنظيف أشجار النخيل من بقايا الطلع والثمار المتساقطة عليها، والثمار التي لم تنضج (الشيص)، والتي تعتبر عائلاً مفضلاً لحلم الغبار، وبخاصة بعد نضج ثمار التمر، وجمع المحصول.

التخلص من العذوق المصابة بشدة:

تصاب بعض العذوق بشدة بحلم الغبار، وتصبح هذه الأجزاء بؤراً لنشر الإصابة على العذوق المجاورة والأشجار المحيطة بهذه العذوق، وتؤدي عملية التخلص منها إلى منع نشر الإصابة بهذه الآفة.

الري المنتظم للأشجار:

تزداد الإصابة بحلم الغبار خلال السنوات الجافة، وتؤدي عملية نقص مياه الري للأشجار، إلى زيادة الإصابة بهذه الآفة، لذا يجب الاهتمام بالري، وتنظيم هذه العملية.

وضع مصدات رياح حول بساتين النخيل:

تساهم الرياح بنقل عنكبوت الغبار من أماكن وجودها إلى مختلف الأماكن التي تصل إليها، ويمكن الحد من تأثير هذا العامل، بإقامة مصدات الرياح حول بساتين النخيل، (زراعة أشجار أو جدران)، لحجز ما تحمله الرياح من عناكب، ومنع وصولها إلى أشجار النخيل.

المكافحة التشريعية:

تمثل المكافحة التشريعية، عنصراً هاماً من عناصر المكافحة المتكاملة، لأي نوع من أنواع الآفات، ومنها عنكبوت الغبار، وتتضمن هذه الطريقة، سن قوانين وتشريعات، تمنع دخول الفسائل والأشجار المصابة بعنكبوت الغبار، من الدول الأخرى، ومنع نقلها من الأماكن المصابة ضمن البلد الواحد، لمنع نشر الإصابة.

المكافحة الكيميائية:

تفيد دراسة سلوك الآفة في وضع برامج مكافحتها، وتبين دراسات سلوك عنكبوت الغبار، وجوده على أشجار النخيل طوال السنة، وتتجمع الأفراد البالغة كما تم ذكره سابقاً حول قلب النخلة وبين الليف والكرب، ويدل هذا السلوك على أهمية مكافحة هذه الآفة خلال فترة الشتاء للقضاء على أعداد كبيرة منه، والحد من أضراره خلال الموسم، وتستخدم العديد من المبيدات المتخصصة في مكافحة عنكبوت الغبار، ويجب استخدام هذه المبيدات بالشكل الصحيح، وفي بدايات الإصابة للحصول على أفضل النتائج، ويجب التنويه إلى القدرة العالية للعناكب على تكوين سلالات مقاومة لفعل المبيدات، لذا يجب عدم استخدام مجموعة واحدة من المبيدات في برامج المكافحة، ويجب تطبيق المبيدات عدة مرات خلال الموسم نظراً لقدرة العناكب على التكاثر، والانتقال، وطول فترة نشاطها خلال الموسم، كما يجب التنويه إلى ضرورة استخدام مبيدات ذات فاعلية عالية للقضاء على البيض والأطوار المتحركة، فهناك بعض المبيدات التي يمكنها القضاء على البيض، وأخرى تقضي على اليرقات والحوريات، دون التأثير على البالغات، وهناك البعض الآخر الذي يمكن أن يقضي على كافة الأطوار.

المكافحة الحيوية:

تم تسجيل العديد من المفترسات والطفيليات والكائنات الممرضة على الأطوار المختلفة لعنكبوت الغبار، وتختلف أنواع هذه الكائنات من مكان إلى آخر، ويجب حصر هذه الكائنات، في البيئات المحلية، وتربيتها وإطلاقها بعد دراسات علمية خاصة بذلك، وترشيد استخدام المبيدات للحفاظ على هذه الأعداء الحيوية وزيادة أعدادها.





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى