بعد تكرار تحريك حاملات الطائرات الأمريكية والأساطيل المساندة لها من أوروبا مع كل رغبة اسرائيلية في توجيه مدافعها نحو قضم جزء أو كل من دولة عربية جديدة بحجة حماية ظهر الكيان عملا بمقولة”إضرب ولا تخشي شيئا” ،
أظن أنه قد آن الأوان لظهور تحالف مصري تركي ايراني مدعوم خليجيا” ولا أدري كيف سيتم ذلك” ولكن ظني أن هذه الدول وأقصد هنا تركيا وإيران “وطبعا ما تبقي من كل من سوريا والعراق” قد أضحت مهددة أيضا في أوطانها وليست ببعيدة عن سيناريوا التقسيم الجاري تنفيذه بعالمنا العربي والذي تتابع معظم بلدانه ما يجري بكثير من البلاهة مردها وجود القواعد الامريكية جاثمة علي أراضيها مكبلة اي قرار قد تفكر فيه بمحاولة النهوض لنجدة بعض أشقائها الذين يرزحون تحت نير عدو تصدر مشهده حاخامات يصرون علي تنفيذ ما يؤمنون بأنه ورد في توراتهم المحرفة بحتمية قيام دولتهم المزعومة من النيل للفرات، مدعومون في ذلك بكل ما يحلمون به من قوة وعتاد مصدره أميركا وأوروبا لتنفيذ حلمهم بوطن يهودي خالص،
فسيناريو اقتطاع أجزاء من ايران وتركيا وكذلك مما تبقي من سوريا والعراق لإنشاء دولة الأكراد علي حساب هذه الدول هو سيناريوا يتم التلويح به دوما كلما حاول أحد منهم الخروج عن الخط المرسوم له،
ولذا صار أمر اتحاد هذه الدول أمرا وجوديا لمواجهة مخطط الشرق الاوسط الجديد والذي يسير السيناريوا الأساسي له في طريقه كما قلنا نحو تنفيذ الحلم الصهيوني بدولة يهودية خالصة من النيل الي الفرات، مدعوم بتوجه ديني كامل من اليمين الامريكي المتطرف والمسيطر عليه تماما من اللوبي الصهيوني القابض بيده علي زمام الأمور بأميركا” كما أعلن شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي في لقاء أجري معه عام ٧٤ من القرن الماضي عندما سئل عن مما يخاف بأميركا؟ فقال من اللوبي الصهيوني، فسألوه لماذا؟ فأجاب” أن اللوبي الصهيوني بأميركا من القوة بحيث أنه يسيطر علي الصحف والميديا بكل أنواعها والبنوك والاستثمار وطبعا من يسيطر علي هذه الأدوات يسيطر علي كل شيئ، وهذا واقع يعرفه من عاش هناك” فمعظم الساسة بالكونجرس والإدارة وبصورة خاصة الخارجية “يتساوي في ذلك الديموقراطيون والجمهوريون ” موجهون تماما من هذا اللوبي ومن يشذ عن المرسوم يتم استبعاده عن طريق تشويهه واتهامه بمعاداة السامية و دعم منافسه الموالي ماديا واعلاميا وانظروا كيف تعامل هذا اللوبي مع كل من دعم حق فلسطين وأهل غزة في الأشهر الماضية،
ولمن يريد أن يعرف أكثر يبحث عن منظمة الإيباك ودورها في توجيه الساسة والسياسة الأمريكية بحيث صارت تأتمر تماما بكل ما تريده ربيبتها دولة الكيان.
و لندرس ما قاله كيسنجر منظر السياسة الخارجية الأمريكية قبل وفاته حين قال “من لا يشم رائحة الحرب العالمية الثالثة فليراجع طبيبه” ، وتقديره أنها ستبدأ من الشرق الأوسط،
فلنتجهز لذلك ولنعيد حساباتنا وتحالفاتنا لضمان بقاء هذا الوطن، فعدونا معروف وحلفاؤه معروفون، وكما قيل في الماضي” صديق عدوي، عدوي، وعدو عدوي صديقي، ونحن نعرف ذلك جيدا ولكنا نسعي لتأجيل المواجهة الحتمية.
حفظ الله الجيش، حفظ الله الوطن
عميد كلية الزراعة – جامعة الأزهر – مصر