فى ظل الأحداث الجارية والظروف الراهنة ..علينا أن نعى ونعرف من هو العدو …ومن هو الصديق ..ومن يحب لنا الخير .. ومن يريد بنا الشر..لقد أصبح ذلك واضحا لكل ذى عقل ولكل ذو بصيرة ..
ومن الأهمية بمكان أن نفيق من غفلتنا ..ونتوقف عن خطاب الكراهية والتشتت والتفرق واخلاق الانتهازية والتربح
ونعيد اللحمة لأبناء شعبنا ونتساند ونتكاتف جميعا وتتوحد مواقفنا خلف قيادتنا ..ونحرص الا يخترق صفوفنا أحد فهذا هو السبيل الوحيد لعبور هذه المرحلة الراهنة بمرارتهاوخطورتها
.والبداية تكون فى إصلاح ذاتنا .. فلاخير ولا إنسانية ولادين ولا أخلاق فى من لا يحس بآلام الاخرين…أو مصائبهم ..أو يشعر باحتياجاتهم …أو من يتاجر فى مصائبهم أو يستغل أزماتهم…
وليس من المسلمين من بات شبعان وجاره جائع ..
ولاخير فى مسلم يعيش سعيدا وجاره فى كرب وهم وحزن ..فمن لايهتم بأمر المسلمين فليس منهم ..فالمسلم للمسلم كالبنيان المرصوص ومثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهروالحمى ..
ولذا إغاثة الملهوف واجب على كل صاحب خلق كريم ..وثوابه مضاعف ..لان الملهوف والمكروب فى حاجة ماسة للمساعدة ..
فالملهوف ..هو العاجز أو المظلوم أو المريض أو المصاب أو صاحب الحاجة ..ويأمل من الناس الكرام أن يغيثوه..ويقدمون له العون والنصرة بدون أن يطلب منهم .لان الطلب فيه إذلال لصاحب الحاجة ..
واعانة المحتاج وإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم أ خلاق دعت إليها الشرائع السماوية ..وقيم الفطرة الإنسانية .. ، وتدفع إليها المروءة ومكارم الأخلاق. ..ولذلك كان الإنسان الكامل محمد صلوات ربى عليه قبل الاسلام بفطرته وانسانيته معلوم عنه مكارم الاخلاق فعند بداية نزول الوحى قال للسيدة خديجة رضى الله عنها : “لقد خشيت على نفسي” قالت : كلا والله! ما يخزيك ا لله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلَّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.
ثم بعد الإسلام يوصى المسلمين صلوات ربى وسلامه عليه بقوله
“من كان في حاجة الناس كان الله في حاجته”، .. وقال صلى الله عليه وسلم “… من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة…”.وفي مقابل ذلك تكفل الله لمن فرج كربة الملهوف أن يفرج عنه كربة من كربات يوم القيامة…
و إغاثة الملهوف وإجابة المحتاج والسعي في قضاء حوائج الناس هو دليل على قوة الإيمان وصدق الإخاء. . قال عليٌّ:
إن أخاك الحق من كان معك..
ومن يضر نفسه لينفعك
ومَنْ إذا ريب زمانٍ صدَّعك..
.شتَّت فيك شمله ليجمعك.
ومن الأمثلة على الشهامة والمروءة
وان الإغاثة لاتحتاج منك إلى طلب بل تحتاج أن يكون الإنسان حساسا ومبادرا للمساعدة وشاعرا بالآخرين هى قصة نبي الله موسى عليه السلام عندما ورد ماء مدين ووجد الناس يسقون، وجد امرأتين قد تنحيتا جانبًا تنتظران أن يفرغ الرجال حتى تسقيا، فلما عرف حاجتهما لم ينتظر منهما طلبًا، بل تقدم بنفسه وسقى لهما: (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)
و إغاثة الملهوف وإعانة المحتاج هي من قبيل شكر الله تعالى على نعمه، وبالشكر تدون النعم.
ونحن الآن على المستوى الداخلى فى مصر فى حاجة مأساة أن يراعى بعضنا بعضا وان نمد يد التعاون والرحمة وان يكون بيننا تعاون وتكاتف ومساندة لتقوية اللحمة المصرية .ونعمل جاهدين تحت رعاية قيادتنا المباركة فى مد الإغاثة والعون لاشقائنا فى غزة وفلسطين حتى نخفف عنهم آلامهم ونشد من أذرهم ويعلمون ان مصر هى قلب العروبة والإسلام .لاتخذل امتها…
جمعتكم طيبة مباركة ..
ا.د / ابراهيم درويش