الدكتورة شيماء حسن تكتب : المخاطر الصحية لبقايا المضادات الحيوية في لحوم الدواجن علي الانسان
تستخدم المضادات الحيوية في تربية الدواجن بهدف السيطرة على الأمراض وتحسين معدلات النمو. يزداد استخدام المضادات الحيوية في صناعة الدواجن لأسباب عديدة، مثل العلاج الجماعي في الدواجن وضرورة السيطرة السريعة على الأمراض ، واعتقاد بأن استخدام المضادات الحيوية سيجنب الدواجن مشاكل الأمراض.
يجب أن يتم استخدام المضادات الحيوية تحت إشراف ومتابعة الطبيب البيطري وتبعاً لتعليمات الملصق الموجود على العبوة. يجب أيضًا عدم استخدام المضادات الحيوية بطريقة عشوائية وتجنب خلط أكثر من نوع دواء معها.
تعتبر الوقاية والعلاج وتحسين معدلات الإنتاج هي أهداف ودور المضادات الحيوية في تربية الدواجن. تشمل الوقاية : الوقاية من الأمراض البكتيرية الوبائية ومنع ظهورها في مزارع الدواجن، ويتم ذلك عن طريق استخدام مضادات الكوكسيديا للوقاية من مرض الكوكسيديا، وعلى العموم، فإن برنامج الوقاية يختلف من مزرعة إلى أخرى وفقًا لظروف كل منطقة.
يُستخدم العلاج لعلاج الأمراض البكتيرية التي تصيب الدواجن وقد أصبحت ظاهرة في الحظائر، مثل السالمونيلا والإيكولاي.
لهدف تحسين معدلات الإنتاج : تحسين كفاءة النمو وزيادة كفاءة التحويل الغذائي. وقد يتم ذلك من خلال تقليل الميكروبات الضارة في أمعاء الدواجن، وتحسين معدلات امتصاص المواد الغذائية، وتحسين الاستفادة من البروتينات والنشويات في العليقة.
ولكن يجب مراعاة العديد من الشروط في استخدام المضادات الحيوية في تربية الدواجن، مثل توافر المضادات ذات الجودة الجيدة والفعالة والآمنة والاقتصادية وسهولة استخدامها وانعدام بقايا المضاد في المنتجات النهائية. كما يجب الاهتمام بطرق تقديم اللقاحات والتأكد من مدى فعاليتها وسلامتها.
توجد العديد من المجموعات التي يمكن تقسيم المضادات الحيوية إليها. حسب آلية عملها :
هناك مضادات تؤثر على الحمض النووي للخلية البكتيرية وتعمل بطرق مختلفة، سواء بطريقة مباشرة مثل حمض النالديكسيك أو بطريقة غير مباشرة مثل السلفاميدات.
هناك أيضًا مضادات تؤثر على جدار الخلية الخارجي، مثل البنسلينات والسيفالوسبورينات. وهناك مضادات تؤثر على بروتين الخلية وأخرى تؤثر على الغشاء الخلوي الداخلي.
بالنسبة للتقسيم حسب طيفها، هناك بكتيريا سالبة الجرام وبكتيريا موجبة الجرام. وتتم عملية تقسيم المضادات الحيوية إلى واسعة الطيف وضيقة الطيف وفقًا لذلك.
يختلف تأثير المضادات الحيوية على الميكروبات حسب مكان تأثيرها، ويمكن تقسيمها إلى أنواع مختلفة حسب ذلك. تؤثر بعض المضادات الحيوية على جدار الخلية البكتيرية، حيث يعتبر جدار الخلية البكتيرية مسؤولًا عن حفاظ البكتيريا على شكلها وهيكليتها، وبعض المضادات الحيوية تقوم بتثبيط عملية صنع جدار الخلية البكتيرية مما يؤدي إلى تحلل البكتيريا وموتها، مثل الأمبيسيللين والأموكساسيللين والباستراسين.
هنالك أيضًا مضادات حيوية تذيب غشاء الخلية البكتيرية، حيث يحاط السيتوبلازم في الخلايا البكتيرية بالغشاء السيتوبلازمي، وعند اختلال التوازن الوظيفي للغشاء، يتم تفجير البروتوبلازم وأجزاؤه الحيوية مما يؤدي إلى إتلاف الميكروبات وموتها، مثل المضادات الكوليستين.
ثم هناك مضادات حيوية تثبط تكوين بروتينات الخلية البكتيرية بالتداخل مع تركيب البروتين اللازم لنمو وتكاثر البكتيريا في الريبوسومات، ومن خلال تثبيط اتحاد الأحماض الأمينية، تتم منع تكوين بروتينات وإنزيمات الميكروب، مثل الأستربتوميسين والتتراسيكلين والكلور مفنيكول والإيرثروميسين.
يوجد أيضًا مضادات حيوية ومضادات ميكروبات تعوق تصنيع البروتينات النووية في الخلية البكتيرية عن طريق منع تكوين الأحماض النووية فيها، مثل مضادات مجموعة الكينولين، مثل الفليموكوين وحامض النالديسكيك والإينروفلوكساسين والنوروفلوكساسين والدانوفلوكساسين.
أخيرًا، هناك مضادات ميكروبات تثبط إنزيمات الأيض لدى الخلية البكتيرية عن طريق التداخل في العمليات الحيوية اللازمة للبكتيريا، وتتنافس مع المواد التي تحتاجها البكتيريا للعيش، فتفسد عمليات النمو والتكاثر للبكتيريا وتؤدي في النهاية إلى موتها، مثل مركبات السلفا والتراي ميثوبريم.
احتياطات عند استخدام المضادات الحيوية في الدواجن :
1- استخدام المضادات الحيوية تحت اشراف ومتابعة الطبيب البيطري .
2- استعمال المضادات الحيوية تبعا لتعليمات الملصق علي عبوة الدواء من حيث نوع الحيوان الموصي به , الجرعة المسموح بيها وتكرارها , فترة سحب الدواء من الجسم حتي لا يكون هناك متبقيات من هذة المضادات الحيوية في لحوم الدواجن فتضر بالانسان الذي يستهلكها .
3-عمل اختبارات الحساسية فى المعمل لاختيار المضاد الحيوى المناسب للميكروب وعدم استخدامة بطريقة عشوائية فربما يختار المربى اقوى المضادات الحيوية من وجهة نظره دون الرجوع الى المعمل ولكن قد يكون هذا المضاد الحيوى غير حساس لهذا الميكروب وبالتالى يفقد المربى المال وعدم استجابة طيوره لهذا الدواء
4- استخدام المضادات الحيوية المعتمدة والمصرح بها وتكون معلومه الصلاحية والفعاليه واستخدام طرق الحفظ السليمه لها .
5-تجنب خلط أكثر من نوع دواء مع المضاد الحيوي واعطاءه للحيوان أو الطائر الا اذا كانت تتم تحت اشراف الطبيب البيطري.
6- عدم ذبح وبيع الدواجن الا بعد انتهاء فترة سحب المضاد الحيوي من جسم الطائر.
يتخلص جسم الدجاج من المضادات الحيوية بعد فترة تتراوح بين أسبوعين وشهر من تلقيها عن طريق الحقن. وهذا يعني أن تناول لحوم الدجاج قبل مرور شهر من تلقي المضادات الحيوية يعرضنا لمخاطر صحية خطيرة، خاصة إذا كانت الشخص مريضًا ويتناول مضادات حيوية. فالمضادات الموجودة في الدجاج ستتداخل مع المضادات التي يتناولها المريض وتمنعها من العمل بشكل صحيح.
ولذا، من المسؤولية البيطرية مراقبة التجار ومربي الدواجن وضمان عدم بيع الدجاج قبل مرور شهر من تلقي المضادات الحيوية .
فترة سحب العقاقير والمضادات الحيوية :
لوقاية مستهلكي منتجات الدواجن والبيض مع الاستمرار في استخدام العقاقير الفعالة. تقوم بعض هيئات الأغذية والعقاقير في بعض الدول بتحديد كميات البقايا المسموح بوجودها في تلك المنتجات بدقة كاملة وقد ينتج عن عدم سحب العقار جيدا قبل الذبح بقايا غير قانونية وتعطى فترة الانسحاب قبل الذبح الكثير من العقاقير بعدد الأيام التي يجب أن تمر بين آخر تعاطي واليوم الذي تشحن فيه الدواجن للذبح.
والجدول التالي يوضح المادة الفعالة وعدد ايام السحب قبل الذبح للدجاج في الولايات المتحدة الامريكية
جدول يوضح المادة الفعالة وعدد ايام السحب قبل الذبح للدجاج في الولايات المتحدة الامريكية
ما المخاطر الصحية لبقايا المضادات الحيوية في لحوم الدواجن علي الانسان ؟
تؤكد التقاريرالطبية ان استخدام المضادات الحيوية ومحفزات النمو الكيمائية في تغذية الحيوانات والدواجن بطريقة عشوائيه وبافراط دون وعى قد يؤدى الى اصابة الانسان بالسرطان والعديد من الامراض الخطيرة , لذا فقد دعت منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة ( الفاو ) دول العالم الي سحب المضادات الحيوية , واتخاذ خطوات جادة لمنع استخدامها في المنتجات الغذائية , وقد قامت دول الاتحاد الاروبي منذ عام 2006 بتحريم وتجريم استخدام المضادات الحيوية في اعلاف الدواجن الا ان العديد من دول العالم وخاصة في الوطن العربي ومنها مصر مازالوا يستخدموا المضادات الحيوية في الاعلاف .
وبالاضافة لذلك فان استخدام المضادات الحيوية بتركيزات منخفضة يؤدي الي تكوين سلالات بكتيرية مقاومة لهذة المضادات الحيوية والتي عند انتقالها الي الانسان يصعب علاجها بنفس المضادات الحيوية لانها اكتسبت مقاومه ضد هذا المضاد الحيوي ولذلك لابد من الرقابة الصارمة على تركيزات ونوعية المضادات الحيوية فى السوق البيطرى.
كما ان تناول الطيور للمضاد الحيوي حتي الذبح معناه أن اللحم أو البيض الناتج من هذة الطيور يحتوي علي هذة المضادات الحيوية , وبالتالي فان الانسان المستهلك لهذة اللحوم أو البيض سيستهلك أيضا كمية من المضادات الحيوية بدون الحاجة اليها والتي سوف تقتل البكتيريا النافعة بجسمه , كما ستمثل عبئا علي الاعضاء الحيوية بالجسم مثل : ( الكبد – الكلية – الرئة )
لذلك تعمل هيئات الأغذية والعقاقير في بعض الدول علي تحديد كميات البقايا المسموح بوجودها في تلك المنتجات بدقة كاملة وأيضا على تحديد فترة السحب للعقاقير والمضادات الحيوية، وذلك لحماية المستهلكين من احتمالية وجود بقايا غير قانونية في منتجات الدواجن والبيض. يجب الامتناع عن استخدام العقاقير والمضادات الحيوية لفترة محددة قبل الذبح، حتى يتسنى للجسم التخلص منها تمامًا وتجنب وجود البقايا.
النصائح الهامه للتعامل مع الدواجن للتخلص من بقايا المضادات الحيويه :
هي سلق الدجاجة بالكامل للتخلص من جميع السموم في ماء السلق. كما يفضل إزالة الجلد من الدجاجة، حيث يعتبر مستودعًا جيدًا للسموم. كذلك، يجب التخلص من جميع الدهون في الدجاج واستخدام التوابل مثل الحبهان والبصل في الشوربة، ثم التخلص منها بعد السلق.
ومن أجل تطهير الجسم من تلك السموم، ينصح باستخدام زيت الزيتون وتناول الخضروات الطازجة والفواكه المائية التي تحتوي على نسبة كبيرة من الماء. تلك العناصر ستساعد في تخليص الجسم من أي بقايا سموم عن طريق البول .
تجنب تناول أماكن تخزين السموم، مثل: المخ واللسان والكلاوى وأطراف الأجنحة، وهم أكثر الأعضاء التى يزيد تركيز المتبقيات الدوائية فيهم، بالإضافة إلى الدهون باللحم وفي الطيور، وبعد سلق اللحوم يتم التخلص من الجلد باعتباره أكثر الأجزاء التى تتركز فيها متبقيات الدواء. بالاضافه الي ذلك فان الافراط والتكرار في استخدام المضادات الحيوية في مزارع الدواجن يؤدي الي ظهور ميكروبات مقاومه للمضادات الحيوية في الانسان.
** فمن الضرورى البحث عن بدائل للمضادات الحيوية والعمل على تقليل استخدامها بقدر المستطاع واستخدام بدائل طبيعية مثل البروبيوتك والبربيوتك والفيتوبيوتك وبذلك نحصل على منتجات صحية وخالية من متبقيات المضادات الحيوية ونتجه نحو مستقبل صحى ومشرق .
شيماء حسن أحمد
باحث بالمعمل المرجعي للرقابه علي الأنتاج الداجني – معهد بحوث الصحه الحيوانيه – مركز البحوث الزراعية – مصر