الدكتور محمد المليجى يكتب : معركة البن الزراعية على الفيس بوك
ليس من المنطقي ولا من المقبول علميا ان يتم تقييم تجربة زراعية معينة على صفحات الفيس بوك خاصة إذا كانت ادخال نوع نباتي جديد او صنف مستنبط جديد للزراعة في مصر.
هذه العاصفة من النقد لزراعة للبن في مصر منها المؤيد ومنها المشكك وقبل ذلك أصناف القمح وأصناف الأرز المتحملة للملوحة ليس لها اي ضرورة ولا تستحق هذا الجدل الذي لا نراه إلا في مصر والتى تختلق الخصومات بين المشتغلين بالبحوث العلمية.
كل التجارب التى تجري على ادخال محصول او صنف جديد لها برامج وبروتوكولات علمية تحدد جدواها واقتصادياتها والزراعة نفسها ليست إلا الخطوة الاولي في هذه البروتوكولات ولا تعني بالمرة انه يمكن زراعة هذا المحصول واستخدامه اقتصاديا في البلد للأسباب التالية:
١- زراعة اي محصول تحتاج ظروف بيئية وتربة معينة وهذه يمكن التغلب عليها بالزراعة في الصوب على سبيل المثال كما حدث في الموز وفي بعض الحمضيات. ولكن هل هذا مجدي اقتصاديا
٢- يمكن زراعة نبات معين والحصول على ثماره ولكن هل انتاجه يغطي تكاليفه وهل المنتج ارخص من المستورد.
٣- نفترض ان الزراعة نجحت بالفعل فهل يتحمل الأمراض والآفات المنتشرة في المنطقة
٤- حتى إذا حصلت على محصول ناجح ووفير هل المحتوي الغذائي او المادة الفعالة للمحصول هو المطلوب للإستخدام مثل نسبة السكر في الفاكهة والكافين في البن والشاي ؟
٥- هل توجد مساحات من الارض ووفرة من الماء المناسب للتوسع في هذه الزراعة ؟
٦- هل لديك الخبرات والتقنيات والوسائل التى تستطيع بها تصنيع المنتج وتصديره إذا كان للتصدير.
عشرات من الاسئلة يجب الإجابة عليها علميا واقتصاديا من خلال تجارب حقلية في مناطق مختلفة من القطر ويجب نشرها في مجلات علمية موثقة لانها تراجع بواسطة علماء لهم خبرة طويلة قبل ان نقر بإمكانية زراعة محصول جديد او صنف جديد من عدمه.
لهذا من المبكر الحكم على تجربة زراعة البن في مصر ونقول للباحثين المحترمين شكرا على مجهوداتكم ولكن بقي الكثير للحكم على التجربة من خلال الاجابة على كل الأسئلة المطروحة أعلاه إذا لم تكن مجابة بالفعل ونشرها في مجلات علمية للحصول على موافقة الجهات الرسمية لزراعة البن في مصر.
لذلك فالجدال في الفيس بوك عموما عن محصول جديد موضوع سابق لأوانه ولا يجوز ان يكون مادة للسجال والاختلاف بين الباحثين الزراعيين.