من اجمل المناظر التى تسترعي انتباهي هي تلك النباتات التى تنموا بين فلكات الترام وحول قضبانه. هذه المخلوقات الجميلة تنموا وتزهر وتنتعش في الربيع والشتاء غير مكترثة بتلك الكتل الضخمة من الحديد التى تحمل جبال من البشر ليل نهار لتمر من فوقها او جوارها.
تنموا هذه النباتات دون الحاجة لمعونة أحد ولا رعاية أحد لأنها غير مطلوبة ولا تشكل اي خطر على أحد. ولكنها أمم لو انتبهت اليها لعلمت انها اكثر من عاقلة.
تختار كل عشيرة مكانها على خط السكك الحديدية حسب التربة والماء وطبيعة نمو النبات. ستجد ان النباتات المرتفعة ذات الأوراق العريضة تحتل مناطق بعيدة عن القصبات وتعيش على الحواف حيث تغازل المارة وتستغل مسار الترام أيضا ولكنها لا تغامر بالنمو بالقرب من القضبان او بين الفلنكات الخشبية حتى لا تحصد ازهارها العربات المارة.
في منتصف السكة الحديد وبين الفلنكات تنمو الحشائش رفيعة الأوراق من النجيليات التى لا يكون نموها مرتفعا فتكسوا مناطقها بالخضرة وتحتل المكان بنجاح ولا يستطيع ان ينافسها أحد.
يوفر مسار الترام الأمان الجسدي والغذائي لهذه الأعشاب طالما يحترم كل منهما الآخر حيث تحجز القضبان والفلنكات ماء المطر ليكفي هذه النباتات طول العام. كما تتكون البذور بكثافة لكل نبات او تظل ريزوماته موجودة. عام بعد عام لتعيد نموه.
لا تشكل هذه الأعشاب خطرا على القضبان الحديدية ولا سير القطار ولكنها احيانا تزداد بطريقة تخفي تفاصيل الوصلات الحديدية ويصعب فحصها ، وهنا يلزم ازالتها مؤقتا لتعود حتما خلال سنوات قليلة حيث تنقل بذورها بالهواء وتستقر بين القضبان.