ما المقصود بالمضاد الحيوي ؟
المضادات الحيوية هي إحدى المجموعات الدوائية التي تستخدم للقضاء على البكتيريا وهي تعمل إما بالقضاء عليها مباشرة أو بإيقاف نموها أو إضعافها لكي يتغلب عليها الجهاز المناعي بالجسم إلا أنها تبقى من دون فعالية عندما تكون العدوى أو المرض ناتج عن مسببات مرضية أخرى كالفيروسات (مثل الأنفلونزا أو نزلات البرد والتهابات الحلق والتي عادة يكون علاجها ذاتي) أو الفطريات. فالمضادات الحيوية أداة مهمة لعلاج بعض الأمراض وإذا تم استخدامها بشكل غير مسؤول فقد يؤدي ذلك إلى مقاومتها مما يؤثر على صحة الإنسان والحيوان.
ما الذي يبطل مفعول المضاد الحيوي؟
منتجات الألبان كالحليب والزبدة واللبن والجبن والمكملات التي تحتوي على الكالسيوم قد تقلل من امتصاص بعض المضادات الحيوية، مثل: الفلوروكينولون (Fluoroquinolones)، و التتراسيكلين (Tetracycline).
ماذا نعني بمقاومة المضادات الحيوية ؟
بالرغم من أن المضادات الحيوية مطلوبة لعلاج العدوى البكتيرية الشديدة إلا أن اساءة استخدامها ساهمت في رفع مقاومة البكتيريا. حيث ان الاستخدام المفرط للفلوروكينولون كونها المضادات الحيوية الأكثر شيوعا يزيد من مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية مما أدى إلى تقليل كفاءة المضاد الحيوي، وذلك ترك آثاراً سلبية على مكافحة بعض أنواع العدوى البكتيرية الخطيرة.و تصبح المضادات الحيويه غير قادرة على وقف تكاثر البكتيريا أو القضاء عليها بسبب اكتساب البكتيريا المسببة للمرض مناعة ضدها.
فهناك نوعان من المقاومه : المقاومه الفطريه وفيها تكون بعض أنواع البكتيريا بطبيعتها مقاومة لبعض أنواع المضادات الحيوية.
والمقاومة المكتسبة وفيها يكون الامر مقلقا اكثر عندما لا يتم استعمال المضادات الحيوية بالشكل الصحيح والآمن عندئذ تصبح البكتيريا مقاومة ولا تتأثر بالمضاد الحيوي فتبدأ بالتكاثر متسببة في إطالة مدة المرض فتؤدي في نهاية المطاف إلى الوفاة.
ونتيجة لذلك، تصبح الأدوية من دون فعالية في مواجهة البكتيريا مما يعني استمرار حالة العدوى وزيادة خطر انتقالها إلى أشخاص آخرين، ناهيك عن كون بعض الأمراض لن يعود بالإمكان معالجتها بكيفية سهلة كما في السابق مما يعني مزيد من الرعاية والعلاج واللجوء إلى مضادات حيوية أخرى يمكن أن تتسب في مضاعفات جانبية حادة.
ما هي الأسباب التي تقف وراء مقاومة المضادات الحيوية؟
إن مقاومة المضادات الحيوية هي ظاهرة ناتجة عن:
- الاستعمال السيء للمضادات الحيوية : يحدث ذلك عندما لا نستعمل المضادات الحيوية بكيفية صحيحة أي عندما نتوقف عن العلاج مبكرا، أو عندما نخفض من جرعات الدواء، أو عندما لا نحترم الوصفات الطبية ومواعيد تناول الدواء ( كأن نأخذ الدواء مرة واحدة في اليوم بدل من مرتين أو ثلاث)، في هذه الحالات يصبح الجسم غير متعرف على الدواء بالكمية الكافية من أجل مقاومة البكتيريا مما يسمح لها بالحياة والتكاثر وأن تصبح أكثر مقاومة. ومما يؤدي إلى استجابات خلوية في البكتيريا والتي تسمح لها للبقاء على قيد الحياة. ويمكن لهذه البكتيريا بعد ذلك أن تتكاثر وتنشر جيناتها المقاومة للمضادات الحيوية إلى أجيال أخرى، مما يزيد من انتشارها ويؤدي إلى عدوى لا يمكن علاجها بالمضادات الحيوية.وهذه مسألة مثيرة للقلق بشكل متزايد حيث تعتبر مقاومة المضادات الحيوية تهديدًا خطيرًا في المستقبل علي صحه الإنسان.
- اللجوء المفرط وغير الملائم للمضادات الحيوية :يحدث ذلك عندما نستعمل المضادات الحيوية في حالات مرضية لا تستدعي اللجوء إليها مثل الإصابات الناتجة عن الفيروسات كنزلات البرد أو الأنفلونزا والتي ليس للمضاد الحيوي أي تأثير أو فعالية تجاهها. ففي هذه الحالة لن تعمل المضادات الحيوية على قتل الفيروسات وبالتالي فإن تناولها لن يؤدي إلى تحسين الحالة الصحية.
وعليه فان سوء استخدام المضادات الحيوية العامل المساهم في جعل البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، ويتضمن ذلك ظهور البكتيريا المقاومة لعدة مضادات والتي تسمى بصورة غير رسمية «بالبكتيريا الخارقة».
ويمكن للبكتيريا أن تغير ميراثها الجيني من خلال طريقتين رئيسيتين، إما عن طريق تحور مادتها الجينية أو الحصول على واحدة جديدة من بكتيريا أخرى. هذا الأخير هو الأكثر أهمية في إحداث سلالات البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في الحيوانات والبشر. إحدى الطرق التي يمكن أن تحصل بها البكتيريا على جينات جديدة هي من خلال عملية تسمى الاقتران والتي تتعامل مع نقل الجينات باستخدام البلازميدات. تحمل هذه البلازميدات المقترنة عددًا من الجينات التي يمكن تجميعها وإعادة ترتيبها، والتي يمكن أن تمكن البكتيريا بعد ذلك من تبادل الجينات المفيدة فيما بينها لضمان بقائها على قيد الحياة ضد المضادات الحيوية وجعلها غير فعالة في علاج الأمراض الخطيرة لدى البشر، ومما يؤدي إلى كائنات مقاومة للأدوية المتعدده.
مع ذلك من المهم ملاحظة أن مقاومة المضادات الحيوية تحدث أيضًا بشكل طبيعي، حيث إنها استجابة البكتيريا لأي تهديد. نتيجة لذلك، تم العثور على البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في بيئات نقية لا علاقة لها بالنشاط البشري مثل البقايا المجمدة والمكشوفة للماموث الصوفي وفي القمم الجليدية القطبية وفي الكهوف المعزولة في أعماق الأرض.
كما نشرت وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) تصنيفًا محدثًا للمضادات الحيوية المختلفة في الطب البيطري من خلال مخاطر مقاومة المضادات الحيوية على البشر بسبب استخدامها ويركز التصنيف بشكل خاص على الوضع في أوروبا. تم تصنيف المضادات الحيوية من الفئة أ («تجنب») على أنها «غير مناسبة للاستخدام في الحيوانات المنتجة للغذاء». تُستخدم منتجات الفئة ب («تقييد»)، والمعروفة أيضًا باسم المضادات الحيوية ذات الأولوية القصوى، كملاذ أخير فقط. وتشمل هذه الكينولونات (مثل الفلوروكينولونات)، والجيل الثالث والرابع من السيفالوسبورينات، والبوليميكسين، بما في ذلك الكوليستين. تم إنشاء فئة وسيطة جديدة من الفئة C («تحذير») للمضادات الحيوية التي يجب استخدامها في حالة عدم توفر منتج في الفئة D («الحذر») والذي سيكون فعالًا سريريًا. تشمل الفئة C الماكروليدات والأمينوجليكوزيدات، باستثناء سبيكتينوميسين، الذي يظل في الفئة D.
ما هي الإجراءات التي يتعين اتباعها من أجل الوقاية من مقاومة المضادات الحيوية ؟
عندما لن تعود للمضادات الحيوية أية فعالية تجاه بعض الأمراض فهذا معناه زياده نسبه الوفيات الناجمة عن مقاومة المضادات الحيوية. ولهذا، إذا لم نتخذ بعض التدابير التي من شأنها الوقاية من الأمراض و تغيير الطريقة التي نستعمل بها المضادات الحيوية، فإننا سنفقد منافعها بالنسبة للصحة العامة وستكون النتائج كارثية. وتبعا لذلك هناك مجموعة من السلوكيات الخاصة التي يجب اتباعها لعل أبرزها :
- الوقاية من الأمراض وذلك، بالمواظبة على غسل اليدين، وتجنب الاتصال المباشر بالأشخاص المرضى وذلك تفاديا لانتقال العدوى، وكذا الحرص على اخذ جميع اللقاحات الضرورية.
- عدم استعمال المضادات الحيوية إلا إذا تم وصفها من طرف الطبيب المختص.
- ضرورة مواصلة العلاج إلى النهاية وذلك كما هو مبين في الوصفة الطبية حتى في حالة الشعور بتحسن الحالة الصحية، لأنه من المهم أخذ المضاد الحيوي المناسب وبالجرعة والمدة المحددة.
- عدم استعمال المضادات الحيوية المتبقية من وصفة طبية سابقة.
- عدم مشاركة المضاد الحيوي مع الآخرين.
المراجع:
- British Veterinary Association, London (2019): “BVA policy position on the responsible use of antimicrobials in food producing animals”.
- European Medicines Agency 2020: Advice on impacts of USing antimicrobials in animals”.
نانيس سالم السيد باحث الكيمياء الحيوية والنقص الغذائي
معهد بحوث الصحة الحيوانية _معمل فرعي الزقازيق- مركز البحوث الزراعية – مصر